علي شريعتي
الحوار المتمدن-العدد: 5936 - 2018 / 7 / 17 - 22:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام دين الله، أما السلفية فهي النسخة اليهودية المحرفة المنسوبة للإسلام. ألم تحرف اليهودية والمسيحية من قبل؟ لكن اليهود لما عجزوا عن تحريف القرآن تسللوا إلينا من خلال وضع الأحاديث ووضع عناصر ديانتهم فيها كدين موازي للإسلام والقرآن.
وللسيد محمد علاء الدين أبو العزائم وارث سيدن رسول الله ص في عصرنا كتاب بعنوان (يهود أم حنابلة) يقارن فيه بين أفكار الوهابية السلفية وبين أفكار اليهود ومذهب الحنابلة الذي يدعون أنهم ينتسبون إليه، وانتهى البحث إلى أن افكارهم تتطابق مع اليهود في كل شئ في اعتقادهم في الله : قولهم بالتجسيم، واعتقادهم في الأنبياء : أنهم أعداؤهم ويجب قتلهم والتنفير عنهم (التوسل بهم شرك وحبهم والاقتراب من ذواتهم أخطر من الشرك) وسبهم وسب أمهاتهم (قالوا ما قالوه في السيدة مريم وقالوا في السيدة آمنة انها في النار)، واعتقادهم أنهم شعب الله المختار والفرقة الناجية وأخذهم بالمظاهر في لباسهم وأشكالهم الخ نسخة من اليهود طبق الأصل كربون. وليسوا من الحنبلة في شئ على الإطلاق.
وكل اعتمادهم على الأحاديث التي تم وضعها عبر التاريخ لتخدمهم وتخدم دينهم هذا وهي كثيرة جدا كلها انتقاص من النبي ص وأنه سحره يهودي وأحاديث عذاب القبر وأحاديث اللعن وأحاديث تتضمن خرافات واضحة الخ.
وأوسع حركة لوضع الحديث كانت على يد "كعب الأحبار" صاحب معاوية، والذي أخذ عنه أبو هريرة ونشر أفكاره وإسرائيلياته ناسبا إياها لرسول الله ص، لدرجة أن عمر بن الخطاب أوسعه ضربا وتوعده لينتهين عن هذا أو ليلحقنه بأرض القردة. وأنا لا أخوض في نيته ولا أفسر عمله ولا أشق عن قلبه ولكن هذا ما فعله بالفعل (أنظر كتاب أبو هريرة للشيخ الأزهري الجليل محمود أبو رية رحمه الله).
وهذا هو سبب تناقض كثير من الأحاديث المتفق على صحة إسنادها وهي موضوعة مكذوبة على النبي ص، لأن صحة السند لا تستلزم صحة المتن كم يقول أهل الحدبث، مثل حديث (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) هذا الحديث يقدسه السلفية الوهابية ويعتبرونه دستورهم في رمي عباد الله بالشرك والكفر إذا زاروا روضات أهل البيت ووصلوا رحم نبيهم، مع أنه حديث مكذوب ملفق وتلفيقه مفضوح مكشوف، فأين هو قبر نبي النصارى حتى يتخدونه مسجدا ؟!! القرآن يقرر أن عيسى رفع ولا يعرف له قبر من يوم اختفائه، هذه واحدة. والأخرى : أين هي قبور أنبياء اليهود التي اتخءوها مساجد ؟ فالقرآن لم يقل هذا بل قال أنهم قتلة الأنبياء وألد أعدائهم (ويقتلون النبيين بغير الحق) فهل سيقتلونهم ثم يعبدون قتلاهم ؟! والغريب أن هذا السفه والعته ظل يروى لمدة ١٤٠٠ عام عن فلان عن فلان قال رسول الله !! بدون تفكير، والهدف من وضع هذا النوع من الأحاديث واضح وهو التنفير عن أهل بيت النبي ص، لأنهم كانوا قادة الثورات التي قامت في تاريخ الإسلام ضد الظلم والخلفاء الظلمة من بني أمية وبني العباس.
إذن مؤسس السلفية الأول هو كعب الأحبار اليهودي المتأسلم.
المؤسس الثاني لها هو معاوية بن أبي سفيان عدو أهل البيت اللدود، وهو الذي أتى بكعب الأحبار ومكن له في دين الناس. ومعاوية هو سبب افتراق الأمة إلى سنة وشيعة، لأنه حارب الإمام علي وأخذ الخلافة من أهل البيت وجعلها ملكا عضوضا ولم يكتف بهذا بل ورثه لابنه يزيد السكير الخمير الذي قتل سيدنا الإمام الحسين عليه السلام. وبعدما سلب معاوية الخلافة الراشدة والتف حوله الناس قال : هذا عام الجماعة، ومن هنا ظهر مسمى أهل السنة والجماعة، (أهل السنة يعني في مقابل أهل البدعة وهم أنصار وشيعة الإمام علي) والحقيقة أنه لا سنة ولا شيعة! (ان هي الا أسماء سميتموها ما أنزل الله بها من سلطان) ديننا هو نبينا وأهل بيته ولا يوجد اسلام بلا موالاة ومحبة لأهل البيت، فهذه هي السنة، بينما البدعة هي معاداتهم أو تفريغ الدين من اتباعهم ومحبتهم واتباع معاوية وخطه الفكري (السلفية) بدلا منهم.
المؤسس الثالث للسلفية هو ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ) وهذا المخذول كان يبغض الإمام علي وأهل البيت بغضا شديدا، وهو الذي نشر حديث (لعن الله اليهود والنصارى..) ونظائره وحرم شد الرحال للمسجد النبوي (تخيل ؟) وحرم زيارة روضات الصالحين بل جعلها من الشرك، وكذلك التوسل بهم جعله من الشرك الناقل عن الملة، بينما هو عند كل المذاهب سنة نبوية ووسيلة إلى الله تعالى بأحل خلقه إليه. وجاء ابن تيمية ببدعة تسمى بدعة التفرقة، وهي التفرقة في الطلب من رسول الله ص في حياته وبعد موته، وقال العلامة أبو بكر الحصني في كتابه (دفع شبه من شبه وتمرد) ان ابن تيمية أخذ هذه البدعة عن شيخه الذي تلقاها عن أحد علماء يهود السامرة (السامريين الذين منهم سامري موسى الذي صنع لهم العجل).
هؤلاء الثلاثة هم مؤسسوا الفكر السلفي اليهودي الصرف.
ثم جاء بعدهم دور السيف..
وقهر الناس على اعتناق هذا الدين اليهودي الجديد، وظهر محمد بن عبد الوهاب الذي كان يتخيل نفسه كأنه نبي جديد، وكان يقول بالفعل (جئتكم بدين غير ما وجدتم عليه آباءكم) لأنه كان يرى أنه المسلم الوحيد.
كفر كل علماء عصره المجتهدين الذي لا يفقه كلامهم أصلا، كما شهد عليه أخوه سلمان بأنه جاهل، ولكن لما قرأ لابن تيمية ووجده موتور العقل وكفر علماء عصره فقلده، وزاد على هذا بأن أعد جيشا عرمرم من البدو وقطاع الطرق واللصوص وسماه جيش "الإخوان" وأطلقه على المسلمين في جزيرة العرب كلها فأوسعهم قتلا واغتصابا للنساء وسرقة ونهبا، وكان يسمي هذا الفجور "غزوات" وما يرجع به من الأنوال المنهوبة والأسرى الأحرار رجالا ونساء وأطفالا "غنائم".. وظل على هذه الحال بدعم من بريطانيا العظمى لأنها وجدت فيه بغيتها لتفتيت الدولة العثمانية من خلال هذا الشيخ المعتوه، ظل على هذا الحال إلى أن شعر محمد علي باشا بأنه يريد أن يغزو مصر ليهدم أضرخة أهل البيت فيها، فأرسل له جيشا بقيادة ابنه ابراهيم باشا فاستأصل شأفتهم وأباد خضرائهم عن بكرة أبيهم، وأذلهم بعد عزة وكبر وبغي وعتو.. ومن تلك الساعة وهناك ثأر بين هؤلاء المشايخ المهاويس وبين مصر، يورثونه لأتباعهم وعملائهم من مشايخ النفط والبتروريال، ولذلك لا تعجب من كراهية الجماعات المتطرفة لمصر والأزهر، فقبلتهم ومصرهم وأزهرهم هو الريال أوالدولار أيهما شئت، ومن يدفع أكثر فهو سيدهم الأكبر.
هذا هو تاريخ السلفية باختصار
ولذلك هي دين آخر مختلف عن دين الإسلام.. لك أن تسميه الدين الوهابي أو التيمي أو المعاوي أو الكعبي أو النفطي، سمه ما شئت إلا اسم الإسلام، فضلا عن أن يكون هو المتحدث الرسمي باسم الإسلام وصدق رسول الله ص (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) الذين يحبون أهل البيت فيقال عنهم شيعة وكفرة! ومن قبل المتأسلمين السلفية المندسين علينا منذ عهد معاوية.
#علي_شريعتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.