أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مصر والعراق الى أين ؟














المزيد.....

مصر والعراق الى أين ؟


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5936 - 2018 / 7 / 17 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما بدأ الحديث عن الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة في عصر بوش الابن، كانت أكثر الدول المستهدفة بالافقار والتدمير هي الدول التي كان يمكن بثروتها البشرية وبما لديها من خامات وامكانيات أن يكون لها شأنا في المنطقة.
هذه الدول هي سوريا والعراق ومصر ..

ويعلم الجميع حجم ما نال سوريا والعراق من تدمير بعد أن جيشت لهما الجيوش ووقعا لسنوات طوال ضحية كل أنواع القصف واستخدم فيهما أحدث الأسلحة وكل ما أنتجه العقل البشري من وسائل تدمير وتخريب.
وهذا الذي جعل النظام المصري يحذر في كل ساعة من مصير سوريا والعراق، فإذا رفعنا الصوت مطالبين بالديمقراطية وتداول السلطة، هددنا بمصير سوريا والعراق.

إذا تحدثنا عن عدالة اجتماعية وتكافؤ فرص، هددنا بمصير سوريا والعراق، وإذا طالبنا بمكافحة الفساد وبتنمية حقيقية هددونا بمصير سوريا والعراق.

والحقيقة أنه وبعد سنوات الحرب والجدب لا أرى فارقا كبيرا بين النتيجة التي الت اليها الأوضاع في مصر والنتيجة التي ألت اليها الأوضاع في العراق.

ففي العراق تم تدمير وتهريب الأثار العراقية بسبب عناصر داعش وحالة الفوضى التي كانت تعم البلاد، وفي مصر يتم اخراج الأثار المصرية جهارا نهارا بعشرات الألاف من القطع من مطار القاهرة ولا يحاسب أحد ولا يوقف احد هذا النزيف.

في العراق تم حرمانهم من مياه نهرهم باقامة السدود بسبب ضعف الدولة، وفي مصر تم حرمان مصر من مصدر الماء الوحيد ببناء السدود على نهر النيل بموافقة ومباركة النظام المصري الذي لم يحرك ساكنا لايقاف هذه المهزلة ولكنه قرر منع زراعة الأرز وحرمان مصر من أخر محصول استراتيجي كانت تعتمد عليه في غذائها وتصدر منه الى الخارج حتى في احلك الظروف.

العراق غرقت في الديون، ومصر غرقت في الديون، العراق فقدت الكثير من شبابها الواعد بسبب الحرب ومصر فقدت الكثير من شبابها الواعد بسبب نظامها الذي نكل بهم وزج بهم في السجون وترك الأخرين نهبا للفقر والبطالة والتغييب.
العراق تم تهريب خاماته وثرواته الى الخارج بأبخس الأثمان، ومصر تم تهريب خاماتها وثرواتها الى الخارج بأبخس الأثمان.

العراق تم تسميم اراضيه بليورانيوم المنضب وغيره من السموم، ومصر تم تسميم ارضها بدفن النفايات النووية بها وتم استخدام شعبها كمخزن لبيع الأعضاء وحيوانات تجارب للدراسات الدوائية، وللأسمدة والمبيدات المسرطنة.
وفوق ذلك تم وضع طبقة فاسدة من السياسيين على رأس كل دولة منهما لضمان استمرار الوضع على ما هو عليه، وهنا يكمن الفارق!

ففي مصر ومهما فعل هؤلاء لا يثور الشعب ولا يتحرك وانما يتقبل كل الظلم وكل البلاء وتغييب القانون والفساد والغلاء والاحتكارات وهو صامت أو الأسوأ فهو ينكل ببعضه البعض وترتفع بينه نسب الجرائم وتنعدم النخوة ويفقد انسانيته.
وعلى الجانب الأخر فإن الشعب العراقي يثور على الفساد ويرفض استغلال اصحاب السلطة له وبدأ بالفعل في جني ثمار الديمقراطية بعد سنوات من الانهاك وبعد بحور الدم التي سالت على أراضيه.

الشعب العراقي تعلم الكثير والكثير من مآسيه وأصبح يعي ما حوله جيدا ويعرف حقوقه، بينما الشعب المصري تم تغييبه بشكل كامل فهو لا يدري ولا يدري أنه لا يدري.

وإن كان الانسان الذي تعلم ووعى درسه جيدا أجدر بنيل حقوقه وحريته والتطلع الى المستقبل، فإن الانسان المغيب الخانع لن تقوم له قائمة وحتى يستفيق من غفوته ويعرف أين يقف وأين هو طريق الخسارة وأين هو طريق البقاء!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد
- صمت القبور
- تأثير الفرد
- الخيانة عادة أهل الخيانة
- التنظيف على الطريقة السيساوية
- عندما يحكمك المجرمون والعملاء
- من ربط البطن الى ربط الرقاب
- أين الله؟
- قل احتلالا ولا تقل تحالفا
- طريق الاستبداد
- الغرق في شربة ماء
- الصراع الأبدي
- كيف تصنع شعبا من المجرمين؟
- الغرب يعرف أكثر
- صفقة القرن ويوم الأرض
- الارهابي والمجنون والجريمة الكاملة


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - مصر والعراق الى أين ؟