أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - عندما تتحول الديمقراطية الى دكتاتورية














المزيد.....

عندما تتحول الديمقراطية الى دكتاتورية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5936 - 2018 / 7 / 17 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمت الاضطرابات عموم محافظات الجنوب والوسط بسبب تردي الخدمات, فالكهرباء لا تصل الى البيوت مع ان الحرارة لا تطاق وحصل العراق على صدارة دول العالم بحرارة الجو, والماء غير صالح للشرب, والبطالة تضرب بقوة في محافظات الجنوب والوسط, وبعد كل هذا يطلب من الناس السكوت والطاعة وإلا أصبحوا في عداد الغوغائيين (كما أطلقها الطاغية صدام على الثوار في الوسط والجنوب عشيت هزيمة حرب الكويت), فها هي قنوات أحزاب السلطة تطلق كلمة المندسين ضد المتظاهرين, وتحلل قتل كل من يخرج عليها رافضا ظلمها الذي صار عمر 15 عام!
انه نظام حكم يقال عنه ديمقراطي, فإذا به يحول الحياة في العراق الى جحيم لا يطاق, ولو خيرت أي عراقي بين البقاء في العراق أو الحصول على لجوء في كندا أو حتى زمبابوي فانه سيوافق على الفور, فحتى العيش تحت الاحتلال الإسرائيلي اقل ضرار من العيش تحت حكم الأحزاب العراقية, وهذا من عجائب الدهر.
نحتاج لنوع من الوضوح والمكاشفة لنفهم ما يجري في العراق والكلام هنا عن أسباب الغليان الشعبي ألان, ولتفسير لغز ما يجري في بلد العجائب, منذ ان سطت الأحزاب على الحكم في العراق, بعد خلع طاغية بغداد.

● سر انقطاع الكهرباء الدائم
الكهرباء تحولت لمعطلة لا حل لها على الرغم من صرف مليارات المليارات من الدنانير منذ عام 2003, كان هنالك إرادة ترغب بدوام المشكلة, فهي فتحت باب الثراء الكبير جدا لطبقة عفنة تأكل المال الحرام وتعمق جرح الوطن, ومن ضمن المستفيدين سلسلة تضمن جهات خارجية وتجار عراقيين وشخصيات سياسية وموظفين فاسدين وكل هذا تحت خيمة الرغبة الأمريكية بان لا تحل مشاكل الشعب العراقي, فتلتقي رغبات الأحزاب بالمال الحرام مع الإرادة الأمريكية والرضا الصهيوني عن ما يحدث للشعب العراقي, وهكذا تستمر أزمة الكهرباء الى موعد غير محدد قد يكون خمسين سنة قادمة هذا إذا استمر هذا النظام في الحكم , النظام المبني على قيادات الواقع العراقي الحالي وأحزابه التي فاحت رائحتها العفنة لتصل الى موانئ موريتانيا وحدود هضبة التبت.

● منهج صدام بالحكم وإعادة إنتاجه
السر في قطع الكهرباء ليس لقلة الإنتاج بل يعود لطريقة الحكم, والتي يمكن تلخيصها بمقولة (جوع كلبك يتبعك), وكان قد استخدمها صدام كأساس في حكمه, فجعل الحياة لا تطاق, مما جعل المواطن في دوامة الهم والعسر, وعندها لن يفكر في مزاحمة نظام الحكم, كذلك عمدت أحزاب السلطة ومنذ 2003 الى سحق الشعب العراقي عبر نشر الفوضى والدمار! وإهمال البلد فلا أعمار ولا نظام صحي ولا خطط للإسكان, فتحول العراق الى جحيم لا يطاق, أصبح هم المواطن في كيفية الاستمرار بالعيش فقط, وتحولت الكهرباء الى أداة لإذلال الشعب العراقي, عبر منع وصولها للناس, فيصبح المواطن في دوامة التفكير الدائم في كيفية الحصول على الكهرباء, وفي طريقة الحصول على المال للدفع للمولدات الأهلية, ولا يجد الا شتم الأحزاب والحكومة والبرلمان, كتفريغ ما بداخله من عدم رضا عنهم, وتعبير عن سخطه على طريقة حكمهم, وخيبة أمله من غياب العدل في عراق أحزاب السوء والطبقة السياسية القذرة.

● نظام دكتاتوري بلباس ديمقراطي
نعم ان نظام الحكم الحالي يسلك سلوك الدكتاتورية, وهذا الطبقة السياسية التصقت بمراكز الدولة الحساسة, فلا يمكن إزالة الوجوه العفنة, ولا ينتج الا سفلة وفاسدين وشواذ, وقانون الانتخابات فصل على مقاساتهم, فهو يحمي وجودهم ويعطيهم الحق بالتواجد الدائم, والدين جمدوه ليجعلوا منه مظلة لحمايتهم وحفظ كياناتهم, وهذا هو بالضبط ما يفعله الطغاة.
إذن لم يبق لنا من النظام الديمقراطي الا اسمه, وأصبح من العسير قلع أحزاب السوء العراقية, لان قانون الانتخابات سوف يجبنها الخروج من أي انتخابات ستجري, ليست رؤية تشاؤمية بل هي حقيقة يجب الإفصاح عنها كنوع من التشخيص عسى ان يكون هنالك حل مستقبلي.

● مصادرة حق التظاهر
مع ارتفاع درجات الحرارة وانعدام الكهرباء, لم تجد الناس من فعل الا التظاهر كنوع من السخط على الإدارة الفاشلة للدولة, من قبل أحزاب سرطانية لا هم لها الا مكاسبها الخاصة, فتاتي الحكومة والأحزاب لتصادر هذا الحق, وتشوه صورة التظاهرات وتدعي ان مندسين سلبوا ونهبوا, ويصبح حديث قنوات الأحزاب فقط عن المندسين, كما فعلها صدام بالأمس حيث أطلق على الثوار كلمة الغوغائيين, حتى تناسى الإعلام الثورة وتحول الحديث فقط عن التخريب والغوغائيين.
كذلك اليوم مع ارتفاع وتيرة التظاهرات, والقسوة التي استخدمها النظام القمعي في العراق, حتى راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى, فإذا بالحكومة تدعي وجود مندسين! ثم يصبح حديث قنوات الأحزاب فقط عن المندسين, ولقد تابعت قنوات المسار والفرات والبينة وكل حديثها فقط عن المندسين, مع تهميش كامل للتظاهرات.
مع حملة اعتقالات كبيرة للناشطين والمتظاهرين, تحت تعتيم شديد, فألاهم حماية عروش الظالمين, هكذا يتم مصادرة حق التظاهر في دولة الديمقراطية المشوهة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
العراق – بغداد
[email protected]



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البطيخ و المجتمع
- نحتاج عودة حلف الفضول
- افتتاح كاس العالم وفضيحة سعودية
- إشكالية الديمقراطية في العراق
- هل أتاك حديث الشارع الملعون؟
- تعطيل قانون حظر التدخين, لماذا؟
- مهزلة طبع الكتب في العراق
- أفكاري لحل أزمة السكن
- لغز الانتخابات العراقية
- الديمقراطية لمن تنتصر؟
- مترفون متنعمون وفقراء بلا عون
- العمال في زمن الديمقراطية العراقية
- عادة التقديس لماذا ؟
- البرامج الانتخابية وغياب حلول أزمة السكن
- علل الطلاق بالعراق
- متى نحصل على بيت للسكن؟
- لا تنتخبوا هؤلاء
- وسائل الفساد السياسي في العراق
- لماذا ماتت الحصة التموينية ؟
- نتائج الفساد السياسي في العراق


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - عندما تتحول الديمقراطية الى دكتاتورية