أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - المتغيّر والثابت في الوطن العربي!














المزيد.....

المتغيّر والثابت في الوطن العربي!


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 5935 - 2018 / 7 / 16 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد نرى في التقاطع الجدلي للتطور المدني العربي؛ بأن الإنتصارات الوحيدة التي حققها هي تلك التي يُحققها على الأشياء، من غير أن يُحدث تغييرا جوهريا في النظرة الإجتماعية للآخر؛ فقطعهُ مائة ميل في الساعة باستخدام وسيلة نقل حديثة، بدلا من خمسة بامتطاء بغلة أو جملا، لم يُفرز جهازا قضائيا أكثر عدلا، ولا قدرا أقل من الكره والتفسخ في العلاقات الإجتماعية، وقد نتج عن ذلك بمرور الوقت تغيّر في فهم وتفسير القيم الإنسانية لا في معناها، وكما أن الفنان التشكيلي يطرحُ أسئلة في أعماله مع نية مُبيّتة لعدم التدخل في حلها، وبأن الفليسوف دائما ما يقدم حلولا نظرية لقضايا لاتقبل حلا عمليا، فإن الأنظمة السياسة العربية تشغل الرأي العام بمشاريع غير قابلة للتّحقق، في أعظم انتقام تاريخي مستمر من الشعوب العربية. وفي الحقيقة قد يدور سؤال في بال الجيل الحالي: كيف يكون في وسع مخرجات الثوابت والمسلمات أن تبقى قائمة حتى اليوم بعد زوال معظم قواعدها واستبدالها بالإستثناءات؟
قد يُلاحظ المرء أن الصعوبة ليست بتفهُّمِ أو قبول فكرة أن قصص الخلق والملاحم الدينية والأساطير مرتبطة بأشكال النمو الإجتماعي عموما والذهني بشكل خاص، بل الصعوبة في قبول فكرة أن تلك المفاهيم وحتى بعد إفراغها من المضمون لازالت فاعلة وتشكل قواعد للقياس، بدءا من تأليه الحاكم وعبادته، وانتهاءا بتطليق المرأة بكلمة واحدة من الزوج وبتصرّف مُنفرد، في تناقض بيّن لعقد الزواج الإسلامي الذي يشترط موافقة المرأة لصحته، لكن عند الطلاق يتحول ذات العقد لنوع من عقود الإذعان فيُفسخ من طرف واحد.
لقد حاول العديد من المفكرين العرب القدماء والمعاصرين الكشف عن حقيقة فراغ تلك الثوابت من المضامين الواقعية لكن من خلال إظهارها بإمارات تبعث على السخرية أكثر مما تدعو لتقبل فكرة التغيير، خصوصا من قبل أنصاف الراشدين ممّن يُعانون من سكرة المراهقة التاريخية، ولايزالون يرون بأن النصر سيأتي فوق ظهر فرس وبندقية ذات الطلقة الواحدة.
إن الذي نكتبه الآن ليس نظرية في المناطق الحدودية النائية لأزمة الواقع العربي الراهن، بل هو في الواقع مسائل عملية حاسمة في ظاهرة قواعد أنظمة سياسية ذات ثبات جوهري صرف، تحكم شعوب عربية لا يبدو أن في وسعها سوى العيش في درجة التجمّد. لا ريب بأنه ثمة خلل إقليمي يزداد حجمه ومداه بمرور الوقت، وكأنه ليس ثمة دروس في التاريخ، وأن الحقوق السياسية والحريات العامة في كافة الدول العربية فرضيات غير قابلة للإثبات، وأن كل لحظة من لحظات التاريخ السياسي العربي تُمثل حالة استثناء، وأن على كل جيل عربي جديد أن يُمسك بالخيط من أوله مرة أخرى، وأن يعيش هيستسريا تحقيق الذات والبحث عن الهوية، وهذيان الأمن الإجتماعي، والفصام الطائفي، فهل نحن الآن راشدين بما يكفي للإقرار بفشلنا؟ هذا من ناحية، ومن جهة ثانية اعترافنا بجميل كافة أشكال المجتمعات الصناعية والتي حتى في مراهقتها تسمو في فكرها السياسي على حالة الفجاجة الراشدة التي ولدنا في أجواء فلسفتها.
إن المُراهق يُريد بلهفة أن يرى ولو مرة - بنية التكرار- من جسد المرأة مايراه مثيرا لغريزته، وهو مهما فعل فلن يرى أفضل أو أجمل مِمّا رآه أجداده من أصناف وألوان النساء ملايين المرات منذ آلاف السنين، تلك هي السياسة وذلك هو الدين. فلا يتوقع المرء أن يرى من الحاكم شيئا جديدا وجميلا إن لم يُجبره الشعب على ذلك، ولا يُتوقعُ من الشيخ أو الداعية أوالراهب سوى التنظير بنية التكرار. إن ما يجمع بين الدين والسياسة والجنس إنه لحقا أمرٌ قد يجده المرء عجيب؛ فتلك المفاهيم لاتحتاج فقط سوى لكل شيء! كم تبدو للمُلتزم دوما غير مكتملة الأداء ومنتهية في آن واحد! تُحدّدُ للفرد إتجاه الطواف - بنية التكرار- وتترك له حرية تقدير مسافة الرحلة! إن سخرية الحرية السياسية تكمن في أن المرء قد يستطيع أن يفعل عكس مايُراد له أن يفعل، وبنية التكرار أيضا، لكنه لا يعرف قط ما الذي سيتكرر؛ أهو فرعون أم النمرود، أم قوم عاد وثمود؟



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة الرسمية الرائجة
- المعارفُ والقناعات!
- الجمهورية العربية الثالثة!
- العودة المستحلية!
- دول المخاض العربي!
- هوّية الهيمنة الدّينية والسّياسية
- تقنين الفساد المالي والإداري في الدول العربية المعاصرة
- قواعد النّقد السياسي-8
- قواعد النّقد السياسي-7
- قواعد النّقد السياسي-6
- الشباك المثقوبة!
- قواعد النّقد السياسي-5
- قواعد النّقد السياسي-4
- إستثمار الإستعمار
- قواعد النّقد السياسي-3
- الحقيقة العارية
- لسوءِ الأمانة ثمنٌ وللجُبْنِ أثمانُ
- مُدّعي الأصالة مُقرٌ بالنّقلِ
- قواعد النّقد السياسي-2
- قواعد النّقد السياسي-1


المزيد.....




- مقتل 3 ضباط بالشرطة الإسرائيلية في إطلاق نار بالضفة الغربية ...
- السعودية.. فيديو لحظة ضبط وافد يمني حاول استعطاف قائدي سيارا ...
- مصر: ممارسات إسرائيل لا يجب أن تمر بلا حساب
- الطريقة الصحيحة لشحن الهاتف للحفاظ على عمر البطارية
- محور فيلادلفيا وكيفية استعادة الرهائن.. -خلافات تضرب- الحكو ...
- روسيا.. ابتكار مسيّرة كروية الشكل لدراسة الظواهر الجوية
- سفير روسيا في تل أبيب: سنواصل جهودنا لضمان الإفراج عن المواط ...
- هاريس تصب جام غضبها على -حماس- بعد العثور على رهينة أمريكي م ...
- بن غفير: حق الإسرائيليين في الحياة أهم من حق الفلسطينيين في ...
- بيسكوف: دول أوروبا تلعب بالنار في الدور الذي تؤديه خدمة لواش ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - المتغيّر والثابت في الوطن العربي!