أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - لا تعوّي حيث لاينفع العواء














المزيد.....

لا تعوّي حيث لاينفع العواء


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5932 - 2018 / 7 / 13 - 23:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعارضون والموالون في ما يسمى الدّول النّامية، أو دول العالم الثالث يملكون نفس الأشياء، فمثلاً رغد صدام حسين والتي فقدت زوجها وأبيها لم تتغيّر حياتها كثيراً. هي حالياً في موقع ملكة تحكم من خلال نفوذها المادي والمعنوي ويتبعها ويتابعها ملايين العراقيين،وغير العراقيين ، وهي منخرطة في العولمة فلم تقل لابنتها أن العالم قائم على العدل، ولكل مجتهد نصيب بل وجهتها لتصبح عارضة أزياء. مهنة جميلة تكسب المال والشّهرة ، وكذلك بثينة شعبان وهي حاليّاً موالية قد تملك أقل مما تملكه رغد صدام حسين، ولا يتبعها ويتابعها حتى الموالين ، فالنسخة الحقيقية هي الأصدق وبشار هو النسخة الحقيقية. لذا لن يستمع أحد لها. فرغد هي الزعيمة اليوم لأن أباها ليس على قيد الحياة. هذان مثالان مختلفان لنساء من بلدين كانا عدّوين مع أنّ كل منهما يحكمه حزب البعث العربي الاشتراكي.
لنعد إلى من هم في مكانة أقلّ شأناً من المعارضة والموالاة. يمكنك أن تكون معارضاً أو موالياً تصفق حيث يميل الهوى دون أن تأخذ من الطيب نصيب، فقد سجلت هذه كمنتجات حصرية مع وكلاء وموزعين. لو شئت يمكن ان تصبح مسوّقاً وتأخذ نسبة على القطعة، لكنك كمسوّق مبتدئ سوف تخسر جهدك.
من الحكايات التي تخطر لي أن أحد الأصدقاء أرسل لي اسم أحد المعارضين الذين يعيشون في السويد في مدينة مالمو، وكان قد وصل حديثاً إلى السويد . استمعت إليه عبر الهاتف. تحدّث معي ساعتين كاملتين دون أن أنبث ببنت شفة، وخلال الحيث عرفت ان والده كان ضابطاً عظيماً لذا لا يستطيعون رفض طلباته واستطاع الخروج بسيارته، وهو وصل إلى مالمو بالطائرة كلاجئ سياسي، ويعمل بالصليب الأحمر ومشغول، مشغول، مشغول، فهو يجمع التبرعات لصالح مشروع في سورية.
عندما أنهيت المكالمة أطفأت الأنوار ، أغلقت النوافذ ، وبكيت، ونمت من العصر حتى اليوم الثاني. ماذا أفعل؟ هل أقف مع الأسد لأن شخصاً مثل هذا عكر مزاجي؟ لن يغير هذا من كون الأسد دكتاتور. والشيء بالشيء يذكر، فقد كنت في عام 2011 في الإمارات وكنت ادير موقعاً إماراتيتاً اسمه نور الشرق، وبدأت بعد الثورة أكتب مقالاً يومياً اسمه صباح الحرية، وقد كان ولا زال أصدقائي على الفيس من جميع التوجهات، ومن ضمن أصدقائي في ذلك الحين ضابط سوري صغير كنا نتحدّث بود معاً على الماسنجر، قال لي: أحب ما تكتبين، وأقرأ لك دائماً، لكن لا تتدخلي بالسياسة. لفّي زوجك وتمتعا بالحياة، شرحت له معاناتي مع النظام. قال لي أرغب أن أوصل لك فكرة وهي أن ابنك لازال في سورية! شكرته، وبدأت أسعى لإخراج ابني بأسرع ما يمكن وطلبت منه أن لا يتظاهر ولا يخرج من المنزل.
اليوم أرى نواز الشريف يعود ومعه ابنته مريم ليقضي حكماً، وهنا لن أتحدث بالسياسة فليس صحيحاً أنه عاد ليقضي حكماً. عاد بوعود. أتحدث عن ابنته. هي في مظهر سينمائي تصلح لهوليود، ولا تبدو أنها من تلك الدولة المتهدّمة الأركان.
ليس صحيحاً ما قرأناه في الكتب بأن المال لا يصنع السّعادة، وأن لكل ظالم يوم، فالتاريخ يكتبه المنتصرون، ولو أن هتلر انتصر لبقي يعتبره الناس المسيح، أو روح المسيح. نحن الآن في عصر الترامبية التي قدمت نموذجاً فريداً في التاريخ الحديث، وأصابت العالم في مقتل حيث يمكن لشخص أهوج أن يهدد هذه الدولة وتلك، ومع الترامبية تخشى أوروبا من عودة النازية، واليوم كانوا يبحثون في السويد حظر منظمة نورديا النازية.
لم ينتصر هتلر، لكن الأسد انتصر، وسواء كانت التنظيمات الإسلامية محلية ، أو بضاعة خارجية فإن من قتل هو الشعب الفقير المظلوم، وانتصار الأسد سوف يخلق مفهوماً جديداً عند السّوري معارضاً أم موالياً أن القيم الإنسانية لا قيمة لها، فليس معارضو الأسد إسلاميين فقط، وليس جميعهم تظاهروا ، بل أغلبهم شبه صامتون.
لا أعتقد أن عبد الناصر، ولا مبارك، ولا صدام حسين قد سقطوا فهم لا زالوا يحكمون، أو يعارضون، ولا زال أبناؤهم يتنعمون بالمركز والجاه.
أتابع الصور واليوتيوب ، فأرى الموالاة والمعارضة السورية يقدّمن الحجاب كنموذج ، فالمعارضة تقدم محجبات بثياب فاخرة،وصحافيين بذقون إسلامية والموالاة تحرص على تقديم محجبات بثياب فاخرة أيضا ، فقد أصبح الحجاب ثقافة مطلوبة من الطرفين، لكن الموالاة في الخارج، وكونها من الأقليات فإنها في أغلب الأحيان ليس فيها مظاهر إسلامية، وهنا لابد أن أورد ملاحظتي حول التنسيقيات في الإمارات المرخصة في السعودية. كان فسادها أكثر من فساد الأجهزة الأمنية . هي تتستر بالإسلام ، وما يهمها حقيقة هو الربح. بدل بعضهم سيارته، وبيته، وبدل آخر زوجته. حيث لم يكن يعرف ما يصنع بالمال.
وهناك حادثة جرت معي ذكرتها مراراً ، وأعيد ذكرها الآن . أتيت من الإمارات لقضاء إجازة مدة شهر في سورية ، لكنني قطعتها وعدت بعد خمسة أيام، وكنت أتحدث في الطائرة مع شاب سوري رجل أعمال، وعندما نزلنا من الطائرة وقفنا على الكوة من أجل تسليم جوازات السّفر والدخول، لكن زوّاراً للسيدة زينب كانوا قد أتوا برفقة دليل أمني. كشّونا كما يكشّون الدجاج، ودخل الزوار يلطمون . نظر إلي رجل الأعمال، وقال : أنت محامية تدخلي بالموضوع. أجبته وهل تراني جننت؟ أنت في سورية الأسد. انتظرنا لساعين، وباعتباري مريضة سكري كنت أحتاج إلى الماء، لكن هيهات. لازال أغلبية السّوريين صامتين رغم القتل ، فمن العبث أن تبدي رأياً. لا تعوّي يا صديقي. لم نخلق للعواء.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قصص العولمة المظلمة
- وسائل التّواصل الاجتماعي وتطبيع العداء المجتمعي
- المختلف هنا لايقتل، فأنت في السّويد
- الحديث الأخير عن الوضع السّوري
- يجب أن يحول الأسد وضباطه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية
- ماذا لو ابتعدنا عن الإعلام الاجتماعي ؟
- عن الصّفحة الثّقافية في صحيفة إكسبرسّن السّويدية
- سهرة في الهواء الطّلق
- كن شتّاماً تصبح سوريّاً مناضلاً
- إلا الدّبكة!
- قد نشبه كروم العنب
- عندما يكشف مسؤول أمريكي الأسرار
- مجرد أفكار
- رجل محظوظ
- اسمها غضب-4-
- آلام صحفي إيطالي تحت حراسة الشّرطة
- اليوم العالمي للاجئين
- رسالة من الهبيلة
- عندما يحين موعد سبات المرأة
- لا تدعي هذا يحدث!


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - لا تعوّي حيث لاينفع العواء