رامي أبو شهاب
الحوار المتمدن-العدد: 1500 - 2006 / 3 / 25 - 09:17
المحور:
الادب والفن
1
بغدادُ وجهك على حافة
المطر
يلهو برذاذِ البَحر المُشاكس
ويغازل القمر
2
بغدادُ
النسوة يغتسلنَّ
بدمهنّ العالق منذ ُ آلاف السنين
ويجدلن شعورهن
الممتد كأنشودة شاعرك
الحزين
هل أنت ِ
طفلٌ يُطل على حُلمه كما يطلّ العاشق
من الزقاق ؟
3
بغدادُ
لا تؤاخذينا إن تركنا دمنَا
شرابا ًعلى موائد الاحتفالات
ولا تحملينا خطيئة الشجر
إذا قهرهُ الحنين
2
بغدادُ
دجله انتحرَ بطلقة مُسدس
بلا ذنوب
دجله يذكرُ جيدا
كيف كانت تغني الجواري للسلاطين
وكيف كنَّ يغسلنَّ سيقانـَهنّ بمائه
و يسكبنّ خمرته على الشفاه
دجله رحل ولم يترك وصية له سوى
أن يحفظ َ الله قبابَ المساجد
ونواقيسَ الكنائس
و حفنة من قصائد
3
بغداد ُ
حنيني لك إدعاء
وحروفي لك حبلى بالمتفجرات
هكذا أهديك كلامي صمتا
طفلا
يدا أو شجرة جثة تكتبُ على الحيطان
وربما قمرا عالقا على رموش بغدادية
تخربشُ على جلود الموتى خرائط الرحيل وبقايا الأوطان
4
بغداد
لم أعرفك يوما
ولكنك تعرفين وجهي منذ أمدٍ بعيد
فدمي المُعتم كان ضياء قناديلك
وجدي رصف حجارة طرقاتك
تناولَ طعامه في حوانيتك
وربما صادته امرأة ٌ
وتركته يلهو بثدييها حينا من الزمن
5
بغداد مُشرعة على الريح لا تلوي على شيء
جسدها الفاتن دروب الجيوش المحملة القادمة من البحر
6
دجله أنا المرثي وأنت الراثي
أنا العاشق وأنت الساقي
فلا تتعجل قبل أن تطلق الرصاص
فكلانا ماضي ..........
#رامي_أبو_شهاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟