احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 5930 - 2018 / 7 / 11 - 23:22
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
هناك نوع من المثقفين الانتهازيين من الفلسطينيين يستنكر اي كتابة عن الحب والانسان والوجود فهو لا هم له من الصباح الى المساء الا الحنين لزعتر الوعر والبرتقال اليافاوي وشجرة الخروب والبندقية والقنبلة والانفجارات واي كتابة اخرى هي معيبة بحق الكتابة الوطنية ..يعني حتى لانبعد كتب غسان كنفاني عن الوطن دون ابتذال عن خيمة ام سعد وخيمة عن خيمة بتفرق كتب عن تمزق الفلسطيني داف وعائلته وعن سؤاله حول الدفاع عن الارض والذاكرة الجماعية وكتب عن مأساة الهجرة الى محميات الخليج الصهيونية التي سيكون مآلها جثث فلسطينية مرمية فوق زبالة الريع الاستهلاكي والاندماج الاستهلاكي الخليجي وتدمير الطبقة الوسطى الفلسطينية وتأخير تحرير فلسطين لعقود وعقود بسبب العقلية السلفية الاخوانجية الوهابية المدمرة لأي عملية تحرير والتي ليست اكثر من مزابل تنضم لها طبقة فلسطينية كاملة..ولكن من اجمل ما كتبه غسان كنفاني كان عن الحب وعن الوجود وعن الشيء الاخر ومن قتل ليلى الحايك...وكتب رسائل الحب لغادة السمان ..اي ان غسان انسان عادي وهذا ما يرفع شان كتاباته اما كتاب القضية فهم ديناصورات لا تنام الا على كلمات المدافع او السلام او الزعتر والبرتقال والليمون والخروب..غسان عندما انسن القضية وناسها تحول الى كاتب خطير ومروع لاتتحمله اسرائيل فهو بكل بساطة يحولها الى كائن نازي لا يشبع من قتل احلام الاطفال بحذاء جميل لرجل لم يقطعها القصف الاسرائيلي وكان رائيا كبيرا فمن يعرف اليوم ان رجال تحت الشمس كانت تعني ان وصول الفلسطيني الى محميات الخليج الصهيونية سيجعله فورا على مكبات الزبالة التي لاتصلح للتدوير حتى فمن ثقافة هذا الخليج الريعية تم هزيمة مراحل طويلة من الكفاح الفلسطيني فمن يتخيل ان مخيم الشتات الفلسطيني ستدمره حماس بمقاولات مع ال ثاني وسيستكمل مهمة حماس عملاء السي اي ايه من اجيال الخليج الفلسطينية التابعة لال سعود ونهيان وصباح ..عاصمة الشتات تحولت الى ركام بثقافة خالد مشعل القادم من محميات الخليج ونمطها الاستهلاكي الانتحاري و كلما كنا امام انجاز وطني كانت اموال الخليج تغري قيادات فتح القادمة من مزابل الخليج كمحمود عباس وعرفات وغيره ان يفرطوا وان يكرسوا الاحتلال باتفاقيات اوسلو واليوم حتى سفارات فلسطين باتت مكبا للزبالة بسبب اموال محمية ال سعود الارهابية فبات الحجاب والحج سمة دبلوماسية لشعب يصالح الخرافة الدينية ويتواطأ مع عدوه الذي قام على خرافات يهودية كقاعدة استعمارية ..غسان كنفاني كان عاشقا لدرجة ان اسرائيل لم تحتمله و ارسلت متفجرا لاغتياله وحولته الى ذرات متناثرة في الفضاء فقط لان العاشق اخطر اعداء الكيان النازي الابارتيدي الصهيوني الحاقد لكن لم تدركها ان الأوان فات وبات غسان كنفاني هواء طلقا يتنفس من خلاله كل حر وانه قد اصبح ندا لها ووضع نشيدا اسطوري سيظل يعزف في دماء الاحرار حتى يقتلعوا هذا الكيان الجبان البغيض
................................
لييج – بلجيكا
تموز جويليه 2018
..............................
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟