|
الخامس من يوليو علامة فارقة في تاريخ اتحاد الكتاب الفلسطينيين
شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)
الحوار المتمدن-العدد: 5927 - 2018 / 7 / 8 - 09:07
المحور:
الادب والفن
لا شك أن ما حدث في الخامس من يوليو ، خلال انتخابات الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب ، ترك أثرا ليس من السهل زواله في المدى القريب ، في نفوس الحاضرين ، سواء من أعضاء الاتحاد الذين حضروا لانتخاب أعضاء الأمانة العامة الجديدة ، أو من الضيوف الذين أرادوا متابعة حدث ديمقراطي يفترض به أن يكون نخبويا وحضاريا . ذهبنا جميعا عازمين على انتخاب الأنسب من المرشحين ، رغم أن الانتخابات لم يسبقها دعاية انتخابية واقعية ، وكانت حركة فتح قد أجرت انتخاباتها الخاصة لتفرز مرشحيها للأمانة العامة ، ومن ثمّ استجدت قائمة " ال21" وهي قائمة موحدة من فتح وفصائل أخرى من منظمة التحرير ، كان ذلك سببا لامتعاض بعض الكتاب الفتحاويين وغير الفتحاويين ، الذين لم يرق لهم الأمر ، واعتبروه خروجا عن المألوف ، بل ومخالفة لقوانين الانتخابات ، وقدّموا طعونا قانونية ضد مجريات الانتخاب ككل . وفي الحقيقة أن ما جرى يوم الانتخابات كان مهزلة بكل المقاييس تستدعي الخجل الشديد من الأجواء المشحونة والمتوترة التي سادت المكان ، حيث كان الصراخ سيد الموقف ، وعدم احترام الحضور والمكان المستضيف ، كان سلوكا بشعا ، لا يمكن استثناء أحد من الذنب والخطأ في ذلك ، حيث أجبرنا على سماع مندوب من نقابة المحامين يصرخ في الجمع بطريقة غير لائقة بناء على سلوكهم السلبي ،مهددا بفضِّ الاجتماع بالكامل ، مما وضع الجميع في حرج شديد وموقف لا يحسد عليه أناسٌ يفترض أنهم نخبويون! ، والأدهى من ذلك أن هنالك عدد كبير من الضيوف ، منهم أعضاء مكتب سياسي في أحزاب ، ونخبة من المثقفين والشخصيات الاعتبارية غادروا المكان فور بدء الفوضى والصراخ ، مبتسمين ابتسامة ساخرة من الحدث و روّاده . هنالك أسباب بلا شك أوصلت الكتّاب لهذه الدرجة من الفوضى والخلاف الغير عقلاني ، ولست بصدد الدفاع عن طرف ضد الآخر ، وليس لي مصلحة سوى أنني أريد أن يكون الاتحاد واجهة نظيفة ناصعة للثقافة الفلسطينية ، ولا ينتج سوى أدب وثقافة وعلم ، أما الصفقات والمتاجرة بالثقافة والألقاب والمناصب فليس لي أي اهتمام بها ولا بدهاقنتها ، مبدعي الكواليس والخطط التي خرّبت وما زالت تخرّب كل بناء ثقافي ، وكل جهد من أجل خلق كيان مستقل سمته الأدب والفكر والحضارة . وحتى لا يدخل الأمر في نطاق التنظير والفذلكة على أحد ، فإن ما أذكره هنا هي مآخذ شخصية تخصني فقط ، ولا علاقة لها بأي أجندات أو أشخاص أو جهات مهما كانت تبعيتها ومصالحها . أولا : كان من المفترض الإعلان عن وجود قائمة خاضعة للفصائل ، قبل الانتخابات بوقت كافٍ، وإعلام المنتخِبين أنهم ذاهبون أمام خيارات محددة ، وليس هنالك فعليا أي تنافس انتخابي ، وذلك حتى يقرروا وفق قناعتهم أن يذهبوا للتصويت من عدمه . ثانيا : من حق أي كاتب عضو في الاتحاد أن يترشح بشكل مستقل طالما استوفى شروط الترشيح ، وفي حال وجد تلاعبا من وجهة نظره ، ولديه اعتراضات ، كان الأجدر تقديم الطعون ، والاعتراض القانوني على إجراء الانتخابات من الأساس ، وليس الانتظار ليوم الانتخابات ومن ثم افتعال خلافات بطريقة الصراخ والزعيق ، وإظهار المشهد الثقافي برمّته بطريقة مخزية لأي شخص يعتبر نفسه مثقفا أو كاتبا . ثالثا : الطريقة التي تم عرض الطعون بها ، طريقة أقل ما توصف بالهمجية ، لكن والحق يقال أن الطريقة التي تم الرد على الطعون بها ، سواء من الجهة القانونية ، أو من أعضاء الأمانة السابقة ، كانت أسوأ من ذلك . رابعا : من وجهة نظري الشخصية ومع تقديري لكل الإخوة الأعضاء الجدد الذين فازوا بعضوية الأمانة العامة ، فإننا كمنتخِبين ، ذهبنا فقط لإقرار التعيين ، وليس للانتخاب فعليا ، فما معنى أن أنتخب دون أن تكون هنالك خيارات حقيقية أمامنا في قائمة المرشحين ؟!! خامسا : الإخوة الذين نحترمهم ونقدرهم في الأمانة العامة الجديدة ، ليس هنالك شيئا شخصيا ضدكم على الإطلاق ، ومعظمكم أصدقاء نعتز بهم وكتاب نحترمهم ، لكن بالله عليكم ، حين يتفضل بعضكم بالتهنئة بالفوز بل والانتصار ، فهلا سألتم أنفسكم على من انتصرتم ؟ ، إذا لم يكن هنالك فعليا جهة منافسة ، ولم تكن هنالك قوائم من تنظيمات خارج المنظمة ، فعلى من يكون الانتصار المزعوم ؟ ، إذا كان انتصاركم على أسماء المرشحين الذين يفترض أنهم مستقلون ، فهذه كارثة وليس نصرا ، ولا أعتقد أن الأمر يستحق التهنئة ، بل يجب اعتبار أن ما حدث هو تعيين من القيادة التنظيمية في رام الله ، لقائمة أعضاء الأمانة العامة ، وما شهدناه يوم الخامس من يوليو ، كان اجتماعا لمباركة القائمة وليس أكثر من ذلك . سادسا : حين يتوجه أعضاء اتحاد الكتاب في قطاع غزة ، لانتخاب من يمثلهم في الأمانة العامة ، فالمنطق يقول أن " المناطقية " تلعب دورها ، بمعنى أنني كعضو في اتحاد الكتاب من قطاع غزة ، أفضل أن يكون يمثلني في الأمانة العامة من قطاع غزة ، وذلك لسهولة التواصل المباشر ، والمطالبة بالاستحقاقات والواجبات بشكل أفضل ،وليس تفريقا عن الضفة على الإطلاق ، ولذلك حين أجد قائمة فيها واحد وعشرون مرشحا ، هم من كتاب فصائل منظمة التحرير ، فيهم سبعة من قطاع غزة والباقي من الضفة الغربية ، وهنالك مستقلون مفترضون من قطاع غزة ، فحريٌ بي عندها أن أنتخب الأنسب من كتاب غزة الذين أعرفهم شخصيا ، ومن ثمّ سأختار البقية من الضفة الغربية ، كونه لا توجد خيارات بديلة لديّ في القائمة المطروحة، لكن عند ظهور النتائج ، وجدت أن الأغلبية العظمى من المنتخِبين الغزّيين ،صوّتوا لمرشّحين من الضفة الغربية وفق القائمة المطروحة ، دون أي اعتبار سوى الالتزام بقائمة تنظيمية بحتة ، قد لا يكون للتصويت عليها علاقة بالجدارة أو الكفاءة ، ومع الاحترام لكل مرشح في القائمة ، أعتقد أن كثيرين ممن انتخبوا ، لم يسمعوا ببعض الأسماء التي وردت في القائمة من قبل ، وقد تكون تلك أسماء مميزة وعظيمة ، لكن ما دمت لم تسمع بها _تقصيرا منك_ فليس صوابا ولا عدلا أن تنتخب من لا تعرفه أدبيا وثقافيا على الأقل وليس شخصيا . سابعا : ليس من المنطق في شيء ، أن يترك أمرٌ خلافيٌ مثل مشاركة الأعضاء الجدد ، للحظة الحسم ، ولحظة الانتخاب ، وهناك يلقى بهم خارجا ، وأٌقول يلقى ، لأنهم خرجوا مكرهين من القاعة ، فهل يقبل اتحاد الكتاب عضويات جديدة ، ليجعلها معلقة دون أي احترام ، ومن ثمَّ يتخذ قرارا لحظيًا بإمكانية مشاركتهم في التصويت !! ، فهل هذا سلوك مقبول وحضاري تجاه هؤلاء الأعضاء ؟ ، إذا كانت هنالك عوائق قانونية تحول دون مشاركتهم ، كان الأجدر الإعلان عن ذلك ، احتراما لشخوصهم، حتى لا يحضروا ويتعرضوا لموقف مهين كالذي حدث ، وإن لم يكن هنالك عائق قانوني ، فإن الذي تسبب بذلك عليه الاعتذار بشدة من كل عضو من الذين أكرهوا على الخروج من القاعة قبل التصويت . ثامنا : إذا ارتأى الإخوة الذين أثاروا كل تلك العواصف ، أن الأمانة العامة السابقة تجاوزت حدودها ، وأخطأت ، فإن سلوكهم تجاه الحضور ، كان أسوأ بكثير من سلوك الأمانة العامة السابقة ، وترك أثرا فادحا في نفوس الجميع ، ولا أريد المجاملة ، فقد ذهبت شخصيا بنية تامة لانتخاب معظم القائمة المستقلة ، لكني بعدما حدث امتنعت عن ذلك ، فلا يمكن أن يقبل أحد أن يكون من يمثله في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب لا يتمالك أعصابه ، ولا يتصرف بروية وحكمة مهما بلغت صعوبة الموقف . ما استنتجته حقا بعد هذه التجربة ، أننا لسنا جاهزين مطلقا لخوض أي انتخابات نقابية ،ولا نيابية ، ولا حتى رئاسية ، ويبدو أن القيادة الفلسطينية تدرك ذلك جيدا ، لذلك تتعامل وفق مبدأ الوصاية ، والانتخاب المشروط الذي يخلو من خيارات حقيقية للمنتخِبين . وأخيرا ، أحترم كل من يرى عكس رؤيتي ، وأؤكد أن هذه وجهة نظري الشخصية وفق ما شاهدته وعشته خلال الساعات التي قضيناها في معمعة الانتخابات ، ومخرجاتها ، وأؤكد على احترامي لجميع الأشخاص لأسمائهم ، وليس لألقابهم ، وقد أكون مخطئا في كل ما أوردت هنا ، لكني على الأقل أمارس حقي في "فشة خلق" إن جاز التعبير . هنيئا للإخوة أعضاء الأمانة العامة الجدد ،" هذا التكليف" ، ونتمنى أن يوفّقوا في حمل هموم المثقف ، وخوض معركة الدفاع عن الثقافة الفلسطينية وحمل رايتها عاليا ، وألا يلتفتوا لأي صراعات لا تسمن ولا تغني من جوع ، وتكريس الجهد والوقت للنهوض بمسيرة ثقافية حقيقية ، والسعي لجعل غزة تشهر رمحها الثقافي عاليا ، بمبدعيها ، نساءً ، شيوخا ، وشبّانا .
#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)
Shojaa_Alsafadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معادلة القصف بالقصف بين الواقع والمكابرة
-
نادلة الغاب
-
قرار إلغاء الامتحانات النهائية وآثاره السلبية
-
المصالحة الضيّقة حد التمزق
-
شعب من حجارة الشطرنج
-
بطانة الرئيس بين عملقة وتقزيم الخصوم
-
غزة التي تؤرق العالم!
-
قُلْ يا وردُ ما تشاء
-
عملاء ولكن،،،
-
دعوةٌ للخاتمة
-
غزة ولعنة الاتهامات
-
عشرٌ في النار
-
ليت الريح لم تهمد
-
انتصرنا !! ، وأمرنا لله
-
حالة حب
-
خمس على هامش الوطن (ج7)
-
ليتك لم تكن أنت
-
أيلول المع والضد
-
خمسٌ على هامش الوطن(ج6)
-
الفصائل الفلسطينية وأزمة المصداقية
المزيد.....
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|