للتاريخ وليس للإخوان

حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 5923 - 2018 / 7 / 4 - 15:17
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

للتاريخ وليس للإخوان
كان لي شرف العضوية بحزب التجمع من بداياته ولسنين طويلة باعتباره الحزب الوحيد الذي كان يمتلك رؤية واضحة وبرنامج شامل متكامل به حلول لكل أزمات مصر ، ولولا خلافاتي مع أعضاء الحزب بسبب العسكر لاستمر هذا الشرف ، وكل من له في ألف باء سياسة يعرف حجم الخلاف بين التجمع والإخوان في الرؤى والتوجهات والمنهج ، ولكن الضمير السياسي والإنساني يأبى إلا أن يقول الحقيقة ليس دفاعا عن الإخوان ، ولكن للتاريخ ، ودفاعا عن حق الحياة لكل إنسان حتى لو كان إخوانيا :
فقد نشأت وكثير من أبناء جيلي يساريين بالتلقائية عاشقين لنظام يضمن لنا معيشة كريمة من : مسكن ، ومأكل ، وتعليم ، وعلاج ، ولا نعرف عن الاشتراكية ، أو الرأسمالية سوى الاسم فقط ، وإن كنا نميل إلى الاشتراكية من قبل أن نعرف ماهيتها ، ولا الفرق بينها وبين الرأسمالية ، وفي فترة التحول الاشتراكي بدأنا التعرف على الفكر الاشتراكي ، والفكر الرأسمالي ، وفكر الإخوان . وموقف عبد الناصر من الإخوان بدءا من المجاراة إلى المطاردات والاعتقالات .
مات عبد الناصر وجاء السادات الذي تحالف مع الإخوان ، وأفرج عن المعتقلين من جماعة الإخوان ، وشجع نشاطاتهم في المجتمع المصري قبل أن يعتقلهم ويسجنهم مع بقية الفئات المعارضة له .
اغتيل السادات وجاء مبارك الذي أمسك العصا من المنتصف فقد واصل اعتقال الإخوان والتضييق على نشاط الجماعة دون حلها أو حظرها بشكل نهائي ، واستخدم الجماعة كفزاعة للمعارضة ولأمريكا والغرب ، ولا ينسى أحد برلمان 2005 الذي ضم 88 نائبا للإخوان وبمنتهى السذاجة السياسية أسمو جماعة الإخوان ( الجماعة المحظورة ) ، كيف تكون محظورة والبرلمان يضم 88 نائبا إخوانيا ؟
الغريب أننا لم نسمع عن إرهاب الجماعة إلا بعد 2012 بعد الفوز الساحق لحزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين وبعد انتخاب الدكتور مرسي رئيسا للجمهورية . وهل هي جماعة محظورة أم إرهابية ؟
صحيح كنا نسمع عن الإرهاب ، والعمليات الإرهابية ، وكم كان الضرر من هذه العمليات ، ولكنها لم تلصق بجماعة الإخوان ، وهل كانت أحداث الفنية العسكرية من صنع الإخوان ؟
هل كان قتل الشيخ الذهبي من صنع الإخوان ؟
هل كان قتل الدكتور رفعت المحجوب من صنع الإخوان ؟
هل ما جرى من محاولات لقتل اللواء نبوي إسماعيل ، واللواء حسن أبو باشا ، والدكتور عاطف صدقي من صنع الإخوان ؟
ما يحدث في سيناء وينسب لتنظيمات : أنصار الأقصى ، وولاية سيناء ، والقاعدة ، وتنظيم الدولة وغيرها ، هل كلها تنظيمات إخوانية ؟
معظم الساسة والزعماء تعاملوا مع الجماعة بشكل أو بأخر ، فمنهم من جاراهم ، ومنهم من اعترف بهم ، ومنهم من تحالف معهم ، فعبد الناصر جاراهم قبل أن يعتقلهم ومات وهم في السجون .
والسادات تحالف معهم ، وأخرج المعتقلين منهم من السجون لإرهاب الناصريين ومحاربة المد الشيوعي ثم انقلب عليهم وسجنهم .
حزب العمل الاشتراكي بقيادة المهندس / إبراهيم شكري تحالف مع الإخوان في انتخابات 1984 .
حزب الوفد تحالف مع الإخوان في انتخابات 1987 .
بأمر مبارك سمح الحزن الوطني بتمثيل الجماعة ب 88 عضوا في برلمان 2005 .
الدكتور البرادعي قبيل ثورة 25 يناير وبعدها اعترف بالإخوان باعتبارهم فصيل سياسي من مكونات المجتمع المصري ولا يمكن تجاهله .
حزب الكرامة الذي نال شرعيته بعد ثورة 25 يناير خاض انتخابات 2011 /2012 ضمن قائمة التحالف الديمقراطي الذي تزعمه حزب الحرية والعدالة المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين .
الأستاذ حمدين صباحي اعتذر للإخوان المسلمين عما يعتقد أنه ، حاق بهم من ظلم في عهد عبد الناصر .
بعد كل ذلك تحدثني عن الجماعة وتقول لي بأنها إرهابية !!.
ولم تفاوضت الدولة مع الجماعة الإرهابية إبان ثورة يناير ؟
ولم سمح لأعضاء الجماعة الإرهابية بالترشح لانتخابات برلمان 2011 / 2012 ؟
من الذي سمح للدكتور مرسي وهو من أعضاء مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان الإرهابية بالترشح لرئاسة الجمهورية؟
لماذا لم يتحدث إعلام العار عن إرهاب الجماعة إلا بعد 2012 ؟
ألم يكن يعرف شيئا من ذلك ؟ ولم أخفى كل ما يقال ؟ أم هي الموجة والتعليمات ؟
ولماذا لم تتم المطالبة بمحاكمة كل من أيد أو تحالف مع الإخوان ؟ ولماذا لم تتم المطالبة بمحاكمة كل من أيد أعضاء الجماعة ، ولكل من أعطى صوته للدكتور مرسي ؟
صحيح كانت هناك عمليات إرهابية ، وكلها عمليات فردية تنسب لأفراد من جماعة ، ولا يجوز أن تنسب لجماعة ، أما ما يحدث الأن في سيناء فهو إرهاب حقيقي لجماعات متطرفة من كل حدب وصوب ، وليس من جماعة الإخوان وحدها ، ويجب التصدي لهذا الإرهاب بالتنمية ، ودعم الشباب ، والتعليم ، والوظائف . وليس بالمدفع فقط ، ولا بالبروبجندة الإعلامية ، فالبروبجندة الإعلامية تصنع انقساما مجتمعيا ، ولا تصنع وحدة فكر وإرادة مجتمعية تمكن من مواجهة الإرهاب .

#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات