عبدالسلام سنان .. ليبيا
الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 21:57
المحور:
الادب والفن
وشاية :
حكاية حلم، ينبتُ من حذافير الذاكرة وشقوقِ الركام، كوردةٍ أزهرت من كيدِ الوجع، يا بهجة الخلاص، حين تحطي على رُبَى روحي، كوابلٍ من مطرٍ، وصوتكِ نايٌ غجري، قادم من جنون الريح، ممهورةٌ تلك الغيمة، بوعدٍ خصيب الهطول، يروي شعت السنين، يلوحُ في أكمامِ المسافات أفق يناديني، هي البشرى، أم طائف من سرابٍ يُغْويني ؟ بي نبض أعمى على مائدةِ الغناء، يُشاطرني عُرْيَ المقام وينشج ! على كفِّ الليلِ نقشْتُ بلونِ الحِنّاءِ نجمةٌ، أهفو لها وأعلوا، لا خير في صبرٍ جحودٍ، تبتلعه مسافات الغياب، لإيماءةٍ من صباحِ الحنين، لوّحت حروفي بأخيلةِ الدلال، سارحة بلا عنانٍ، أرجئي خذلانكِ الآن، من يُحْسن الغدر لا يأبهُ للزمان، أنتِ من أوجد العربة أمام الحصان، ألتحفُ الكلام، أعقد ضفائر الحروف قصائدا من صبرٍ، أكسجيني الكتابة، أتنفس بجنونٍ وهذيان، تاهتْ الدهشة، حين أدمنتْ المسافات التّمنع، وتلبّستْ غربتكِ الشهامة، صارت أحلامي باهتة ومحض وشاية، أفردتُ أشرعة الرحيل، على مرافئ الهول اللئيم، بِحبْرِ الدهشة أفتّقُ ذاكرةٍ منسية الحُلُمْ، تنتعلُ وهم الغيم، شاخصٌ مطر الغربة، يلوكُ أدعيات الياسمين، اكتظاظ الليل بطقوسِ الشغف المارق، يباغتُ نشيج السكون، مغمورٌ بالحنين، كارتحال الشمس، يهزُّ ظنون القصيد، يا لا شغف المسافات، غربة ثكلى، تذودُ عن شوقٍ مُتهدّج الانزواء، كأحجيةٍ دامغة، لوعدٍ مثقوب الذاكرة، نزفُ مخاض الذروة، على قوسِ النشوة، بوصلة التيه أضحتْ نشازاً، مكيدة الخراب، مشّطتْ جديلة الارتياب، قوافل الشهوة، انحنتْ لعنوة اليباس، لازورد من موسيقى خمرية الشفاه، يتنفسني الرهق، تلوكني الحيرة، لا غناء يطربني ولا وتر، كنورسٍ تاهتْ عنه مواسم الرحيل فأنتحر.
عبدالسلام سنان .. ليبيا
#عبدالسلام_سنان_.._ليبيا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟