رامي نور
الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 03:15
المحور:
الادب والفن
لستُ ابناً سيئاً ولا مثالي...ثمانية وعشرون عاما لم أقدم فيها هدية لأمي...ولسبب غير واضح هذا العام... سأهديها زجاجة الهواء الأخيرة التي أحتفظ بها في جيب سترتي البيضاء منذ أسبوع...بل دودة أعني صندوق من الديدان نحتفل بقتلها أنا وأمي... أوربما سأمضغ لهاالفستق واللحظات الجميلة وأطعمها من فمي ستفرح لذلك...عندما كنت صغيراً تأخر نمو أسناني كانت أمي تمضغ لي الفستق والمحبة وتطعمني.
منذ أن ضاعت ساعتي أصبحت أعرف الوقت عن طريق الديدان التي تستيقظ مع الفجر وتنام حين أفقد الوعي من شدة الألم...الأن تحتلني رغبة لأدخن لفافة تبغ لكني أضعتُ علبة الثقاب أيضا...
مرة سألني صديق ماأكثر شيء تحب أن يحدث معك ...فقلت أن أكثر شيء لاأحب... هو أن يكون لدي تبغ ولاأملك عود ثقاب واحد...
لاأريد أن أتأخر أود أن أصل قبل أخوتي...سأسلك الطريق المختصرة التي تمر عبر المقبرة
أتذهبون معي... أتذهبون لتعرفوا أي هدية سأقدم لأمي ...من ليس لديه أم هو أخي ومن ليس لديها ابناً أنا ولدها.
ياااه... كنت أتمنى أن يكون الطقس أجمل هذا اليوم انظروا الأفق ضبابي والهواء ليس منعشا ًكعادته ...و...ياإلهي ...ثمة جموع في المقبرة لم أكن أعلم أن أحداً قد توفي في قريتنا...أمي بين الجموع تبكي بمرارة...ولكن على من(أبي وأخوتي كلهم حولها)...انتظروا سأقترب لأرى
أنا أمام القبر تماما...سأقرأ لكم الشاهدة هنا يرقد...أنا...أنا...ومنذ أسبوع.
العام القادم سأهدي أمي... ماتبقى من الديدان.
#رامي_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟