عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 00:42
المحور:
الادب والفن
عندما كانت النساء جميلات
عندما كانت النساء جميلات
دون ندوبٍ عميقةٍ
كانت الكلماتُ أنقى من الندى
على ورقِ النارنج
في حديقة روحي .
عندما كانت النساء جميلات
كُنّ يُلَمْلِمْنَ فساتينهنَّ
الى ما فوقَ الرُكْبةٍ بقليل
و يمسحنَ باحةَ البيتِ
بضياءٍ ساطعٍ في الساقين
يغْسِلْنَ بهِ روحي .
عندما كانت النساء جميلات
كُنَّ يُجِدْنَ الكتابة
وكانت هناكَ رائحةٌ آسرة
تفوحُ من ورَقٍ للرسائلِ مُخَضَّبٍ بالرضاب
تغمرُ روحي.
عندما كانت النساء جميلات
كانَ الرجالُ أجملُ أيضاً من الآن
ولمْ تكُنْ أصابعهُم مغموسة بالأذى
الى هذا الحدّ
وكانت البراءةُ تتأخّرُ حتّى الثلاثين
والطَيشُ يبدأُ في العاشرة
ولم يكن الأسى يورِقُ هكذا
في سهلِ روحي.
عندما كانت النساء جميلات
كانَ قلبي صغيراً
لا يتّسِعْ لبغداد
التي كانت جميلةٌ أيضاً
يوم كانت فساتينُ النساء الزرقاء والسوداء
مُنَقّطَةً بالأبيضِ البهيّ
وكانت التنانيرُ تطيرُ على أرصفةِ البهجةِ
من أوّلِ نظرة
وكانت أحذيةُ الصبيّاتِ عاليةُ الكعوبِ قليلاً
تدوسُ على روحي .
عندما كانت النساء جميلات
و يجعَلْنَ الوقتَ جميلاً
في ذلكَ الزمان الجميل
كانَ "التلفونُ" في مدخلِ البيت
يَرِنُّ من أجلها
مَرّةً واحدةً في اليوم
ما أزالُ أسمعها
الى هذه اللحظة.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟