أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - هل ينوب عرب أمريكا عن السلطة في قبول صفقة القرن؟















المزيد.....

هل ينوب عرب أمريكا عن السلطة في قبول صفقة القرن؟


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5912 - 2018 / 6 / 23 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جولة الوفد الأمريكي الشرق أوسطية!!

شملت جولة الوفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترمب وكبير مستشاريه وعضوية جيسون غرينبلات مساعد الرئيس وممثله الخاص للمفاوضات الدولية ورسميين أمريكيين آخرين في منطقة الشرق الأوسط كلاً من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وإمارة قطر، بالإضافة للكيان الصهيوني.
وكان الوفد الأمريكي قد استبق بدء جولته الشرق أوسطية بإجراء مناقشات مطولة يوم الجمعة، الموافق 15 حزيران/يونيو الجاري، مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ما عنى أن واشنطن عملت على نيل مباركة المنظمة الدولية على "صفقة القرن" قبل طرحها رسميا.
وقد شاركت نيكي هايلي، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في تلك المحادثات، التي تركزت على الوضع في الشرق الأوسط والإجراءات الأمريكية الأخيرة في مجال التعاون مع الأمم المتحدة.
وقال البيت الأبيض في بيان أصدره عقب الاجتماع أن "كبير المستشارين جاريد كوشنر والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، اجتمعا اليوم - 15 حزيران/يونيو الجاري - في نيويورك مع السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش".
وأضاف البيان أنهم "أجروا مناقشات مثمرة حول الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط وضمان الاحتياجات الإنسانية في غزة"، وناقشوا أيضا "الإجراءات الأخيرة للولايات المتحدة مع الأمم المتحدة"!!
ويعتبر هؤلاء المسؤولون الأمريكيون الثلاثة - كوشنر وغرينبلات وهايلي - من أشد المؤيدين للكيان الصهيوني في تل أبيب، وهم مكلفون من قبل إدارة الرئيس دونالد ترمب ليس فقط بوضع اللمسات الأخيرة على ما يسمى "صفقة القرن"، بل وتسويقها ونيل موافقة أكبر عدد ممكن من الدول والمنظمات الدولية عليها.
استهل الوفد الأمريكي جولته في المنطقة بزيارة العاصمة الأردنية عمان، باعتبارها المحطة الأولى، يوم الثلاثاء، الموافق 19 حزيران/يونيو الجاري، حيث التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي أكد للوفد ضرورة كسر الجمود في عملية السلام، بما يفضي إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، استناداً إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وكانت العاصمة السعودية الرياض، المحطة الثانية في جولة الوفد الأمريكي، الذي التقى يوم الأربعاء، الموافق 20 حزيران/يونيو الجاري، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحث معه "زيادة التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والحاجة إلى تسهيل الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة، وجهود إدارة ترمب لتسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"!!

أما القاهرة، فكانت المحطة الثالثة في جولة الوفد الأمريكي، الذي زارها صباح يوم الخميس، الموافق 21 حزيران/يونيو الجاري. وكانت زيارة قصيرة، شملت لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، تم البحث خلالها في "آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما تعلق منها بالملف الفلسطيني وتحقيق تسوية سياسية لأزمة المنطقة".
وكانت العاصمة القطرية المحطة الرابعة وقبل الأخيرة في الجولة، حيث وصلها الوفد الأمريكي مساء ذات اليوم، الخميس، الموافق 21 حزيران/يونيو الجاري، والتقى بالأمير تميم بن حمد آل ثاني، في مكتبه بقصر البحر بالعاصمة الدوحة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنه جرى خلال المقابلة "مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من بينها عملية السلام في الشرق الأوسط، والظروف الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة".
كما تم خلال المقابلة "استعراض علاقات الصداقة والتعاون الوثيقة بين قطر والولايات المتحدة في مختلف المجالات".
وفي بيان أصدره حول اللقاء، ذكر البيت الأبيض، أن صهر الرئيس الأمريكي ومساعده كوشنير، ومبعوثه الخاص غرينبلات، "ناقشا مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضاف البيان أنه "متابعة للمباحثات السابقة، ناقش الجانبان تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وقطر، وسبل تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، وجهود إدارة ترامب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
وفيما بعد انتقل الوفد الأمريكي الى الكيان الصهيوني، حيث المحطة الخامسة والأخيرة لجولته الشرق أوسطية، لوضع الصهاينة في صورة المواقف العربية الرسمية من "صفقة العصر"، واستكمال البحث فيها، والبحث في الوضع الإنساني لقطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سعت من خلال تحركها هذا إلى تحقيق وعود كان قد قطعها الرئيس أثناء حملته الانتخابية، قبل العام الماضي، بتحقيق سلام بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين.
وقد جاءت جولة الوفد الأمريكي الشرق أوسطية، بهدف معرفة ردود الفعل العربية والصهيونية، وتحديد الأطار النهائي للصفقة التي تنوي واشنطن طرحها "لإحلال السلام" بين الصهاينة والفلسطينيين، وربما بين الصهاينة والعرب بشكل عام!!
وعلى ضوء هذه الجولة وما سبقها وما ينتظر أن يتمخض عنها من ارتدادات وإفرازات، لفت المراقبون السياسيون والباحثون الاستراتيجيون الانظار الى جملة من الملاحظات والمعلومات والمعطيات الهامة، أبرزها ما يلي:
- لحظ المتابعون للجولة أن الوفد الأمريكي أسقط من أجندته زيارة رام الله، حيث مقر رئاسة السلطة الفلسطينية، ولم يُحدد لقاء مع رئيسها محمود عباس، أو مع أي مسؤول فلسطيني آخر. ومن المؤكد أن واشنطن حاولت تحقيق ذلك بشتى الوسائل والسبل المباشرة وغير المباشرة، إلا أنها ووجهت برفض فلسطيني قاطع، لأن رئيس السلطة الفلسطينية لم يزل متشبثاً بآرائه الخاصة بمدينة القدس والتوصل إلى "سلام" مع الصهاينة في تل أبيب، ومصراً على عدم التراجع عن مقاطعته للإدارة الأمريكية. فقد أكد عباس مراراً وتكراراً، وبشكل مباشر وغير مباشر، أن صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب "ولدت ميتة"، وحتى أنه أوعز لمؤيديه في السلطة وحركة "فتح" بالتظاهر ضدها والمطالبة بإسقاطها.
- حاولت الإدارة الأمريكية التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين بطرق ووسائل مختلفة، إلا أنها فشلت بعدما اكتشفت أنهم يعارضون أي صفقة من نوع صفقة ترمب، التي ينظرون إليها على أنها "صفعة العصر"، أكان على صعيد السلطة أو الصعيد الشعبي، ويصرون على حل الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وبعاصمتها القدس الشريف.
- ثمة طرق ومسالك أخرى تسعى الإدارة الأمريكية من خلالها إلى التأثير على رئيس السلطة الفلسطينية، مثل "طرح برنامج أكثر توازناً لانصاف الفلسطينيين، يستند إلى تجارب سابقة، وتعهد الإدارة بألا تسعى إلى التوصل لعقد الصفقة مع زعيم فلسطيني آخر". لكن من غير المؤمل أن يؤثر كل ذلك على عباس، الذي ما زال يظهر تصلباً وعدم اكتراث. وقد زاد نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس من تعنت عباس وتمسكه بآرائه أكثر فأكثر إزاء الرئيس ترمب وإدارته الصهيونية.
- حالة الغليان التي يعيشها قطاع غزة ومسيرات العودة التي لم تنقطع فيه على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة، ومؤازرة الضفة الغربية والفلسطينيين في كل مكان للقطاع، تقف وراء مراهنة الأمريكيين على "عربهم" في الوطن العربي لقبول "الصفقة"، ومن ثم فرضها على الفلسطينيين، من خلال سياسة العصا والجزرة التي تمارس بحقهم!! ولهذا اقتصرت جولة الوفد الأمريكي إلى المنطقة على أربعة من البلدان العربية المحسوبة على الولايات المتحدة، هي المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وإمارة قطر.
- بنتيجة تعسر اتخاذ خطوات أمريكية تتعلق بصفقة ترمب مع السلطة الفلسطينية في رام الله ومع رئيسها محمود عباس، اتجهت أنظار واشنطن نحو قطاع غزة وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وتمحورت نقاشات وفدها إلى المنطقة حولهما أكثر من تمحورهما حول الضفة الغربية والسلطة فيها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، طرأ تغير في مواقف جيسون غرينبلات، مساعد الرئيس ترمب وممثله الخاص للمفاوضات الدولية والمحسوب على الدوائر الأمنية الصهيونية، وبدأ يظهر حماساً للعمل على تخفيف الضائقة الإنسانية التي يعاني منها المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة، باعتبار أن ذلك "يمثل حاجة ضرورية ومصلحة" صهيونية، من وجهة نظره. ولم يعد غرينبلات يجد غضاضة في السعي لإعادة تأهيل القطاع برضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو عدمه!!
فإلى أين ستؤول جولة الوفد الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط؟ وإلى أين ستفضي هذه الجولة؟ وهل يا ترى سينوب عرب أمريكا عن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس في قبول صفقة القرن، سيئة الصيت والسمعة؟ لننتظر ونرى!!



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في 16 حزيران/يونيو 1956
- صدر قرار حماية الشعب الفلسطيني والمطلوب تفعيله!!
- لعل الذكرى تنفع المنبطحين!!
- دراسة: التوطين، ومشاريع توطين اللاجئين الفلسطينيين
- عام على قمة الرياض -العتيدة-!!
- لماذا سمح السيسي للصهاينة بالاحتفال وسط القاهرة!!
- لالا، هذه ليست مصر التي عرفناها!!
- النكبة - العودة بقلم: محمود سعيد كعوش
- لا يا ابن سلمان ما هكذا تورد الإبل
- دراسة توثيقية بقلم: محمود كعوش
- قمة الظهران...قمة القدس أم طهران!!
- انتفاضة يوم الأرض
- هل يكون ولفويتز مفاجأة ترمب القادمة!!
- خطة عباس للسلام!!
- الصفقة التصفوية الأمريكية التاريخية!!
- عرض ترمب الذي قدمته السعودية وأثار غضبة محمود عباس!!
- الذكرى المئوية لميلاد قائد تاريخي
- خطة ترمب: القدس -لإسرائيل- والضفة للاردن وغزة لمصر!!
- الرئيس الأمريكي يعاني من ضغط نفسي خطير
- فيتو جديد يضاف لسجل واشنطن الأسود في مجلس الأمن!!


المزيد.....




- بدء الاجتماع بين بوتين ومبعوث ترامب.. والكرملين يكشف ما يبحث ...
- تركيا: هل تحدد محاكمة أكرم إمام أوغلو مصيره السياسي؟
- هيغسيث: موقف واشنطن بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا لم يتغير ...
- صراع القيادات.. مشادة بين مسؤولين كبار تشعل أزمة في مصر (فيد ...
- مدارس الضاحية في بيروت تخشى العودة إلى الحرب بعد الضربات الإ ...
- نيويورك تايمز: قادة إيرانيون دفعوا خامنئي لفتح باب التفاوض م ...
- لافروف: نلمس رغبة واشنطن في تسوية الأزمة
- -تسنيم- تكشف نقلا عن مصادر خطوط إيران الحمراء في المفاوضات م ...
- دبلوماسيان: الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على 9 إيرانيين بسب ...
- السعودية.. كوكايين في إرسالية -دجاج مجمّد- والسلطات تتحرك (ف ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - هل ينوب عرب أمريكا عن السلطة في قبول صفقة القرن؟