هيثم الأمين تونس
الحوار المتمدن-العدد: 5909 - 2018 / 6 / 20 - 09:18
المحور:
الادب والفن
صوتُ حبيبتي
صوتُكِ المُترنّحُ على كفّ النّعاس، صباحا، قهوة تعدلُ مزاج أحلامي الصّغيرة و منتجعٌ فخمٌ تسترخي بين جنباته أُذنايا المتعبتان من السّير الطّويل على دروب الضّجيج و المفجوعتان من هول الصّمتْ. صوتُكِ الذي يُشرق على شرفات مسامعي ، بعد أن أنتهي من ترتيب فوضى الكوابيسْ المُكتظَّةَ بها خزانة ليلتي، سرب فراشات من نورْ و سكاكرٌ و لُعبُ أطفالْ! و تتصبّبُ أصابعي شهوةً كلّما اِنفرد اسمي بشفتيك فتقاطرَ منهما، حرفا حرفا، عسلا بنكهة الكرزْ. صوتكِ الملتحف بالغنج، كجميلة عارية تماما تشقّ طريقها وسط الزّحام على رصيف مدينة تعتبرُ عورة قطّة مشهدا مخلّا بالأدبْ، يباغتُ رجولتي فيختصرُ كلّ ما حفظته من مفردات، أنا الطّاعنُ في أبجديّة الغزلِ و الموغل في فقه الثرثرة، في عبارتينْ: أحبّك و اشتقتُ إليكِ! صوتكِ المُثقل بتعب يومك شجرة سنديانٍ لا تهاب العاصفةَ و محضنة كبيرة تهبُ بيض قصائدي الحقّ في التّفقيس و تهبني لقب شاعرٍ بفرمانٍ ملكيّ من عينيكِ. صوتك حين تضحكينْ تراتيل آلهة قديمة جدا من أجل تضميد جراح الكونْ و أشياء أخرى لا أجدُ مفردات تليق بها. أو ربّما سأكتفي بالقول أنَّ صوتك حين تضحكينْ لا يُشبهه إلّا صوتك حين تضحكينْ. صوتك بعد أنْ صنعتِ من مناديل الوداع ستائرا أسدلتها على نافذة حضورك صار، بالنسبة لي، حلم كافرٍ بدخول الفردوسْ.
هيثم الأمين تونس
#هيثم_الأمين_تونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟