عبدالسلام سنان
الحوار المتمدن-العدد: 5908 - 2018 / 6 / 19 - 22:47
المحور:
الادب والفن
رغيف القصيد :
لا يعتري شجرة التين تنابز، الظِلال تجفّفُ خفْق التجهم، باهرة في حبْكِ الأحلام الذكية، منمّقة الصدف، يداهمها طالع التشويق، فائضة السريرة، لا تعير للشمس أفولها، محْشوّة المساءات بترفِ القوافل السارحة، تهشُّ على بجعات السراب الآبقة، كنداءِ الغواية الحادقة، المسفوحة على طقوسِ الفضول المنْهكة، تعزفُ حُزنها على ربابةِ النسيان المُتشنّجة، تتأبط أسئلة الكون المارقة، كمحارةٍ تودعُ غريق كهل، هي ربكة الزمن العاجُّ بالخديعةِ واليأس، تركل مجاديف اللحظة المتفرّدة، تقشّرُ لحاء الليل الخجول، تعاقر نبيذ الأسى البكْر، تلامسُ وهج حقول الزيزفون، كخدر التماس الأصابع المرتعشة، أو عناقٍ شقي ذات شمسٍ مغادرة، تهزُّ أركان الريح، موالٍ لا يتوقف عن النحيب، الهزائم صامدة، كالنخلة التي انتحرت قبل سن الرشد، المخاض يهدهد الزوايا الضائعة، المدن المشوّهة بدون اسم، لقيطة بلا نسب، أماكن الأمس المحتارة، المعاني المعلّقة على حيطان الخوف، بين الظِلال المريرة الباردة، المنسابة على أيْكِ المساءات التائهة، أتفقد عقارب الأسى، وطني بعدكِ صار نورسًا يعشقه الرحيل، أطفال بلا قصص وبلا روايات ولا ثرثرة جدةٍ خيالية، أزقّةٍ وحواري وشوارع بلا مسميات، بلا حدائق وأرجوحات، بلا أغانٍ ولا أمسيات، بلا أرصفة ولا مقاعد للأمنيات، ولا نوافذ ولا أصايص الذكريات، بات ندائي كصهيلٍ في وادٍ، تدهسني غيْمةٍ مسروقة الأحلام، أجمعُ المحارات من بحرٍ مسجور، أجدل لكِ من حنين الليل ضفيرة، أسْقط في كفّكِ قمرًا أحمر، كل ما جال بخاطرِ السُهاد كان رخْوًا، كعودِ نرجسٍ غض، كندْبةٍ شاسعة على شِفاهِ القُبل، كطعْمِ غُرْبةٍ في ثغْرِ الانتظار، كعناقٍ حميمٍ يصبُّ في جسدِ امرأةٍ مثقوب المسامات، كنهدٍ يُهشِّمُ أزرار الصبر، ذاب ردْحًا من عطش، تقوّس كأنه زحل، صام ألف عمرٍ وعمر، تؤنّبْهُ خطيئات اللمس، يصالح الأيام العجاف، يصيحُ اليباس على ربْوةِ القحْل، يتوقُ لرغيفٍ من تنورِ الزهد .
عبدالسلام سنان .. ليبيا
#عبدالسلام_سنان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟