أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم إبراهيم - خارج السيطرة















المزيد.....

خارج السيطرة


أكرم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


" ما الذي اعتقدته يا ترى خلف انسحابي المفاجئ ؟ " ، سؤال يفجؤني دوماً في حالات شرودي ويتركني مفعماً بتأنيب الضمير .
عرّفت عن نفسها ولم أتذكرها ، ربما لم أرها سابقاً قط ... وقتها ، لحظة عرَفتني هي ، كنت منغلقاً على نفسي مأخوذاً بالدهشة لما حدث. ما أذكره ، فقط ، دم وصراخ وسيارة محشورة تحت شاحنة وسط شارع عريض ، وأني بعد أن انحرفت السيارة كنت على الرصيف مسنداً رأسي على ركبتيّ وساعديّ ألعن الثأر الذي ليس لعدالته ميزان ... لمَ نحن قساة إلى هذا الحد لـمَ لا تتحقق ذواتنا ولا يرضي كبرياءنا إلا العنف لو كان يضمر لي كرهاً أو عداوة لما حياني كان علي أن أرد التحية لقد كررها اعتقد أني لم أنتبه المسكين أراد أن أرى تحيته كما لو أنه لم يكن بيننا شيء هل أراد أن نشطب على الماضي من أنا بالنسبة له ليرغب بهذا نـحن لن نلتقي ما سر هذه الفرحة والدهشة التي علقت على كفه الملوحة بعناد لوح لي كان مصراً إذاً لـم يحسب حساباً للخطر أكان واثقاً من قدرته مؤكد هو لم يرتبك إلا بعد أن لحظ ابتسامتي عندها فهم هل نسي أم اعتقد أنه بقسوته صنع مني رجلاً قال يكفيني أني عملت منكم رجالاً اعتقدت وقتها أنه خصني بالكلام الآخرون مثلوا الحزن أما أنا فابتسمت أدرك أني أردت التعبير عن فرحتي بانتقاله هل يعقل أنه أراد الاعتذار بكلماته تلك هل اعتقد أنه اعتذر وانتهى الأمر وقتها اعتقدت أنه يغمز جئت إليه خجولاً ناعماً كالبنات وأصبحت نظراتي إليه ناضحة بالشراسة والعنف ربما اعتبر هذا إنجازاً علي حسبانه له لكنه كان يملك نفس الضعف الذي أنكره علي جاء بنفس مكسورة ليبلغني وجوب الاستعداد اختار أن يبلغني بنفسه ثم ذهب بمعيتي كندين مشى إلى جانبي صامتاً مطأطئ الرأس وقتها كنت القوي كنت أنظر إليه لأخمن ما يفكر ويهجس به كان لديه كلام لم يقله هل خاف أن أتحدث عن المفرزين لمصلحته الخاصة أقرأ على وجهي وفي اعتراضي على العقوبة علي وعلى أعدائي ماذا في هذا المقدم محمود بدا واثقاً قال سفيه أيثير ضدي هكذا قضية من منهم فوق ليس لديه مفرزون هو شيء مختلف حولهم إلى عمال بالأجرة لحسابه لكن من منهم فوق لم يحول البعض من عناصره عمال أجرة لـم يقل شيئاً تـمنيت أن يتفوه بكلمة كنت منتشياً وقوياً وقتها انشغلت بفرحتي لإحساسي بضعفه لـم أفكر بما سأسوغ فراري واعتراضي على العقوبة لـم يعن لي فراري خمسة أيام شيئاً من يدري ربما لهذا بالضبط كان يمارس علي العنف لأنه ضعيف مثلي كان يكره ضعفه ممثلاً بي هو مثلي لم يكن عنيفاً بطبعه وإلا لما نهاني عن تلك العقوبة مارستها بمتعة لحظة رأيته يتجه نحونا كنت أطلب وده بها تشاطرت لكنه نهاني عنها بـخعني أحسست أنني أحقر من عليها كيف أمكنني القيام بما استهجنه كيف أمكنني الاستمتاع بها يا له من إنجاز ليصفع كل منكما الآخر هه أية دناءة هذه كان يمكنني اختيار عقوبة لا تجرح حفزتني عقدي كنت أفرح لذلك الضعف النبيل الذي يبديانه لذلك الشعور بالألم على وجه الصافع احتججت به لأفرّغ لأصفع بقوة هكذا يكون الصفع اصفعه من جديد يا إلهي من أين جاءني كل هذا العنف أكانت بذرته فيّ أم أنه هو الذي بذرها مـمكن دمر العلاقة الرفاقية بيني وبينه فدمرتها بيني وبينهم وبين بعضهم البعض عندما جعل مني رجلاً انتهت كل علاقة ود بيننا غياب الود هو الذي حكم تصرفي عندما رفض القائمة غيرت الأسماء وتركتها كما هي انزعجت وشعرت بالخيبة لرفضها هذا صحيح إنهم أفضل العناصر في الدورة فكرت بنقلهم إلى عندنا ولم تكفني الجرأة لإبداء الرأي كنت مثله أنانياً فكرت بقطعتي فقط لكن لم يكن الإحساس بالخيبة والخسران دافعي كانت فرصتي ليطلب خدمة شخصية أردت أن ينطقها صريحة أن يختار الوقاحة أو اللين بلا مواربة نصبت له فخاً ونجحت أوقعته بدأ بالحذّاء النسائي يعني افهم يا حمار كلمة لم أسمعها منه من قبل كان يقول لي كر لينة باردة لا نكهة لها ما توقعت يوماً منه غيرها وغير الأوامر لـم أصدّق يوم جاء إلي بشأنها بقيت أنوس بين غير معقول لا يقصدني وبين يقصدني أنا بالذات حتى كلمني وطلب مني عمل القائمة كان ليّناً لـم يكن في كلامه أي أثر من لهجته قبل فرزي أما كان بإمكاننا أن نبقى ليّنين دائماً أن نكون مثل النقيب عمر النقيب عمر لا يغضب تعمدت الخطأ ولم يغضب تـمالك نفسه الآخرون نظروا إلي نظرات مختلفة كل وطبعه معهم كل الحق المشروع هام حي لكنه انفرد عنهم رغم ذلك كان في نظرته الكثير من العتْب والود هو مسؤول عن أخطائي على نحو ما رئيسي المباشر لـم يقل لي كر كان يتحين الفرص للتخفيف عني لكن هذه المرة كنت أستحقها لماذا لم نكن مثله كنا الآن تبادلنا التحية ربما كان توقف لنتصافح أكيد كان توقف من أين تنبع قسوتنا فجأة ما إن تجد منفذاَ حتى تطل برأسها فقط لو أننا نفكر لو نستمهل قليلاً لو أني فكرت قليلاً لرددت التحية لـما وقعت الحادثة لكن هل كان لدي متسع للتفكير هل المسألة مسألة تفكير إنها مسألة غفران أنا لم أغفر له ...
كدت أسألها عن مصيره لكني تداركت بسرعة وقلت : أرجو أن يكون قلبك صافياً من جهتي . بهذا التعبير أخفيت جهلي ، ذلك أنه أسعف ولم أعرف النتيجة .
قالت : ولو "عمو" ! ما ذنبك أنت؟ حتى لو كان لك ذنب ما فسأغفر لك ، لأن "البابا" كان يحبك ، فاجأته رؤيتك ، مات وهو يحييك.
يحبك!.. شيء في القلب حارق وثقيل ، وروح الثأر تنفض عنها رمادها ؛ فجأة تململ في داخلي ذلك الطفل الذي كان يشتم من الخصم أست أمه أو أخته فبدأت نظراتي تتركز على مناطق الإثارة فيها ، وبدأ خيالي يعمل بنشاط . وقبل أن تستفيق تلك الروح الملعونة تماماً ، انسحبت فجأة ، ودون مقدمات. لكني ما لبثت أن وجدت نفسي وجهاً لوجه مع ذلك الطفل الذي حسبته مات ، إنه الآن يعترضني ، يمد لي لسانه ويهزأ ، كضبع يختفي لأجده قابعاً بانتظاري ، يبحث برجله التراب ، يفرك بقبضته على راحته ، يمد لسانه ، يضحك ويختفي من جديد ، ومن جديد أجده قابعاً في طريقي . ومن حنقٍ كززت وضربت بقبضتي على راحتي يلطمني هذا السؤال : إلى متى هذه الجاهلية ؟! إلى متى يا ذكر المعزى ؟! إلى متى ؟!!.
حدث هذا منذ زمن . أما الآن ، فلقد انسحب هذا الطفل من حياتي ، لكن السؤال أعلاه بقي كندبة وعلامة على وجودٍ ماضٍ له.



#أكرم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقص
- صدمة
- المطهر
- هواجس
- سقوط حر
- صخب
- سلة هواجس
- هل يمكن القضاء على الفساد بأدوات فاسدة ؟ 2من2
- هل يمكن القضاء على الفساد بأدوات فاسدة ؟ 1 من 2
- عكك*
- شكراً لحماس وحزب الله
- قصة
- الدولة والعودة : الجدل بين الشعار والممارسة والخطاب *
- نصر آخر لحزب الشعب وشركائه
- قمة هرم أم مركز مثلث ؟!!
- قراءة في إعلان دمشق
- ليس خوفاً على السلطة بل خوفاً من حزب الشعب


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكرم إبراهيم - خارج السيطرة