رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 5905 - 2018 / 6 / 16 - 01:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بحيرة الرزازة، التي كانت في يوم من الأيام خزانا مائيا ضخما وقناة لتصريف الفيضان السنوي لمياه نهر الفرات باتجاه الصحراء ومن المسطحات المائية الكبيرة في البلاد وبمساحة نحو الفين كيلو متر مربع، وطالما اعتبرت مصدراً للتنوع الإحيائي منها الثروة السمكية، وموطن أنواع مختلفة من الطيوركطيور الفلامنكو الوردي والنوارس فضلا عن البط، إلا أن أزمة المياه التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الأخيرة أثرت بشدة عليها ما أدى إلى جفاف مساحات واسعة منها بعد أن كان مقصداً للعطلات الاسبوعية ومسطح مائي مثير للإعجاب كونها موقعًا سياحيًا كبيرًا بالقرب من كربلاء المقدسة، لكن مياهها تتضاءلت، بشكل كبير تاركة معظمها صحراء انتشرت فيها قوارب الصيد المحطمة والمهجورة والحيوانات النافقة، بسبب الاهمال والتجاوزعلى الحصص المائية المخصصة لها بشكل كامل. وكذلك بسبب السياسة المائية التي انتهجتها دول الجوار الجغرافي للعراق بالإستلاء على حصص العراق المائية والتي اسفرت عن جفاف البحيرة والتي تعتبر من أولى مؤشرات تغيرخارطة العراق المائية وناقوس خطر في إختلال التوازن الإيكولوجي والبيئي والدورة الهيدرولوجية والهايدروجيولوجية في المنطة لتعم بعد ذلك تاثيرتها السلبية مناطق أوسع من العراق ولتصبح المشكلة أكثر تعقيدا وجزءًا من أزمة مائية إقليمية متنامية، علماً بأن وزارة الموارد المائية أسقطت بحيرة الرزازة بالكامل من حسابات إمدادات المياه في الدراسة الإستراتيجية لعام 2015. لذا لم يعد يُنظر إلى البحيرة كمسطح مائي لتخزين المياه ولإستخدامات الري وتربية الأسماك او كمنطقة جذب سياحي، مما ينظر بقلق بالغ من زحف الصحراء نتيجة فقدان البحيرة لمياها وتردى واقع المناطق الزراعية حول بحيرة الرزازة.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟