أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-














المزيد.....

هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-تفككت البنى المجتمعية في يوغسلافيا والصوما ل والعراق بعد رحيل أوسقوط الديكتاتور الفرد,وفي الاتحاد السوفياتي عقب انهيار نظام الحزب الواحد,لتعود مكونات البنية للتمحور حول القومية أوالدين أوالطائفة أوالقبيلة,حيث بنيت الكيانات الدولتية الجديدة حول بعض تلك المحددات اوأحدها (كما في دول الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا السابقين),أوأصبحت القوى السياسية متأطرة عبرها في مجتمع يعاني التفكك والصراع(كما في العراق والصومال),ولو لم يصل إلى مرحلة الانفصال الجغرافي بين مكوناته تلك .
هذا يعني أن الديكتاتورية السياسية نسبية,وكذلك الديموقراطية أيضاً,فالديكتاتورية لم تنشأ,في الحالات التاريخية المختلفة,نتيجة الطبيعة الشريرة للقادة السياسيين أوالحاكم الفرد,وإنما إمانتيجة لحالة فراغ اجتماعي,مثلَتها فترة انتقالية يعيشها مجتمع بين مرحلتين لم تتبلور فيها الطبقات الاجتماعية الجديدةولم تعد فيها الطبقات القديمة قادرة على الاستمرار بالحكم كما في حالة كرومويل ولويس الرابع عشر ونابليون,أونتيجة اختلال التوازن الاجتماعي لغير صالح الحكام بعد ثورة أتت بهم للسلطة كما في حالة ستالين بين عامي 1929-1932 لما وجد البلاشفة أنفسهم بدون القاعدة العمالية التي أوصلتهم للسلطة في عام 1917 نتيجة خراب الصناعة بعد الحرب الأهلية والحصار الدولي وبدون الفلاحين الذين تحولوا إلى جهة مضادة لهم بعد عقد من ثورة أوكتوبر,وهذا مادفع ستالين إلى ممارسة العنف ضد الفلاحين في مرحلة الكلخزة(التجميع الزراعي) لتفادي عواقب اختلال القاعد الاجتماعية التي أوصلت البلاشفة للسلطة,وإلى انشاء أخرى جديدة(كان العنف قابلتها) عبر التصنيع والتحديث القسري.
في العالم العربي,كانت الديكتا تورية تعبيراً عن مفاعلات اللااندماج في البنية المجتمعية,وعن ضعف القاعدة الاجتماعية للحاكمين,ليأتي العنف واقياً وترياقاً لها,إلاأنهاأيضاً كانت مؤشراً عن انزياح طبقات,برجوازية في المدن الكبرى وفئات وسطى مدينية,لصالح الفلاحين والأرياف والبلدات الصغيرة(وهو مالم يحصل في الغرب لما تولت البرجوازية حلُ المسألة الزراعية من خلال إطار مهمات التحديث والتمدين الرأسمالي),حيث كان العسكر عنواناً لهذا الإنزياح,وهو مارأيناه في فترة 1952-1963 في المنطقة الممتدة بين الجزائر وبغداد,فيما حصل هذا في ثورة ايران المدنية عام1979.
في هذا الإطار,لم يكن الصراع بين الريف والمدينة ذوشكل اقتصادي-اجتماعي محض,ترجم نفسه في أشكال ايديولوجية-سياسية,وإنما كان يحوي مضمرات فئوية(كما في سورية,وفي العراق حيال الشيعة,المهمشون في الوظائف والتعيينات سواء كانوا ريفيين أومدينيين منذ العهد الملكي) وإثنية(كما في الجزائر,لماأتت معظم الفئة العسكرية الحاكمة من منطقة ريف الشرق الذي يحوي بربر الشاوية,وأيضاً في العراق لما كانت غالبية الفئة العسكرية الحاكمة بعد1958 عربية من بلدات سامراء وتكريت والرمادي وأريافها واستبعد منها الأكراد بخلاف فترة انقلاب الفريق بكر صدقي عام 1936),فيما نجد في مصر أن التحديدات في البنية الاجتماعية لضباط ثورة 1952 متعينة في كون غالبيتهم الساحقة من الريف .
كان فشل الديكتاتورية العسكرية عند العرب في المهمات القومية-الوطنية,وفي مهمات التحديث والتنمية- عاملاً أساسياً في ارتداد"المكونات المجتمعية"إلى الإنتماءات الأولية,من دينية وطائفية فئوية وإثنية,وفي تداعي قوة التيارات الايديولوجية العابرة لتلك المكونات.
من هنا,كان الإنتقال إلى الديموقراطية مترافقاً مع عملية تداعي وتفكك في البنى المجتمعية التي تعيش حالة اللااندماج,وهومارأيناه في الانتخابات العراقية الأخيرة,لما عبرت القوائم الفائزة عن تمترسات فئوية وإثنية ودينية,ولم تكن هناك سوى قائمة واحدة عابرة لتلك المحدِدات,هي قائمة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي,والتي لم تستطع الحصول سوى على(25مقعداً) من مقاعد البرلمان البالغة(275مقعداً).
السؤال الرئيسي الآن,هو: كيف يمكن لعملية الإنتقال من الديكتاتورية إلى الديموقراطية,والتي تكتسب ديناميتها الآن من عوامل دولية تساهم في تفعيل المحلية,أن لاتكون طريقاً إلى التفكك المجتعي(أوإلى تكريس اللااندماج عبر تقاسم دستوري للجبنة),وإنما طريقاً إلى وحدة مجتمعات تعاني من اللااندماج بين "مكوناتها"؟.....



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فلسطنة الصراع إلى تد يينه
- اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-
- حياد التقنية
- بين الأنظمة والقطب الواحد:تعثر الخط الوطني الديموقراطي
- النص السياسي
- التفسير الثقافي للاسلام
- هل من مصلحة للعرب في أن تصبح ايران دولة نووية ؟ -
- ديموقراطية المكونات أم تلك القائمة على مبدأ المواطنة ؟
- الإنعطاف الأميركي الكبير
- أزمة الوسط السياسي السوري المعارض
- --صدام حضارات-في باريس؟....-
- انبعاث الليبرالية السورية
- -اعلان دمشق- : إلى أين ؟...-
- -الليبرالية والوطنية-
- انزياحات داخل المعارضة السورية
- النزعة الثأرية في السياسة-
- ثنائية فتح-حماس
- مابعد بغداد:انقلاب البيئة الاقليمية –
- أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟
- سوار الذهب جديد في موريتانيا ؟


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا عن عمليات الإخلاء التي أمر بها الجيش الإسر ...
- قادة في الجيش الإسرائيلي: يجب الاستعداد لما هو قادم وتقديم إ ...
- واشنطن تعبر عن قلقها إزاء العلاقات بين روسيا والهند
- هل تراجعت عن تصريحات سابقة؟ المتحدثة باسم البيت الأبيض: بايد ...
- احتجاج على اقتراح الحكومة التايلاندية حظر بيع الماريجونا للا ...
- مودي في موسكو لأول مرة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
- البيت الأبيض: بايدن لا يعالَج من الشلل الرعاش (باركنسون)
- القسام تعلن في بيانات عن مقتل و?صابة جنود باشتباكات واستهداف ...
- ماكرون يرفض استقالة رئيس حكومته


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-