أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - انفراجة كاتب!! .. قصة قصيرة














المزيد.....


انفراجة كاتب!! .. قصة قصيرة


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 5900 - 2018 / 6 / 11 - 05:37
المحور: الادب والفن
    


قفلت فانفرجت!!
بقلم/ محمود سلامه الهايشه
كاتب وباحث وأديب مصري
[email protected]


ظلَّ يكتب ويكتب، إلى أن جاءته فترة شعر فيها بعدم القُدْرة على كتابة سطر واحد، أو يكتب ويَشْطب، يبدو أنه غير قادر على كتابة شيء يَرْضى عنه ولا يستحقُّ الشطب، انتابه شعورٌ مزعج بأنه فقد إلهامه، فبدأ يبحث في مكتبته كَيْ يقرأ شيئًا عن تلك الظاهرة، هل مرَّ بها أحدٌ من الكُتّاب قَبْل؟! أم هو وحده الذي أصيب بها؟ فلم يجد لديه أيَّ كتاب يتحدَّث عن ذلك.

ظلَّ هكذا لا يكتب وإذا كتب يشطب، إلى أن جاء يومٌ وقرأ مقالاً في مجلَّته المفضلة بعنوان "قفلة الكاتب!"، فاندهش جدًّا، جلس طوال ليلة كاملة، كلَّما ارتمى بجسده على فراشه للنَّوم، قام وجلس وأمسك بالمجلَّة ليقرأ مرَّة تلو الأخرى، فاستيقظَتْ زوجته، فوجدَتْه يضع رأسه في إحدى صفحات المجلة، فقالت له بصوت مكتوم يبدو عليه أثر النَّوم:
• ما بك، ماذا بالمجلة جعَلَك لا تنام الليل؟!

رفع رأسه ينظر إليها فرحًا، عيناه تلمعان:
• الحمد لله، اطمأنَنْتُ على نفسي، هناك كُتَّاب حدث لهم قفلة.

• قفلة...؟!
• اجلسي أقرأ إليكِ جزءًا من المقال.

فجلستْ على المقعد المقابل له، ارتدَتْ نظارتَها لتراه جيدًا، انتظر حتى أحسَّ أنها منتبهة له، يقول كاتب المقال:
"من الأمثلة الشهيرة لقفلات الكُتَّاب ما حدث لجون شتاينبك أثناء كتابة رواية Of Mice And Men التي استغرقت منه نحو 10 سنوات! ومثل القفلة التي حدثت لستيفن كينج أثناء كتابة The Green Mile، وقد عبَّر ستيفن كينج عن موضوع القفلة الكتابيَّة في قِصَّته Secret Window التي تحكي عن كاتب يُعاني من هذا الموضوع ولا يستطيع الكتابة، هناك حالات دامت فيها القفلة سنوات طويلة على غير المعتاد، فمثلاً، أُصيب الكاتب هنري روث (1906 - 1995) بقفلة كتابية استغرقت نحو 60 سنة! لكن لحسن الحظ يظلُّ هذا الأمر نادر الحدوث".

عندما انتهى من قراءة تلك الفقرة، رفع رأسه:
• ما رأيكِ؟
• جميل جدًّا، ألَمْ يذْكُر المقالُ طريقة لِفَكِّ تلك القفلة؟
• بلى، ذكَر، كتحديد وقت مخصَّص للكتابة، بِغَضِّ النظر عن مستوى جودة الكتابة التي يتم إنتاجها، أو تخصيص وقت للكتابة الحُرَّة أو كتابة الخواطر، ذكر مثلاً لأحد أدباء المذهب الواقعي من أدباء فرنسا أنه كان يتجوَّل في شوارع باريس وفي جيبه دفتر صغير وقلم، كان كلما وجد مشهدًا في الشارع، أو استمع إلى حوار في مجلس، أو في (الأتوبيس)، أو في طابور ما، أو لفت انتباهه شكلُ إحدى الشخصيات: امرأة أو طفل أو رجل، سجَّل وَصْفَ الشخصية، وربما رسم أهمَّ ملامحها إذا استطاع إلى هذا سبيلاً، فإذا عاد إلى بيته مساءً قلب صفحات مفكرته، حاول أن يخترع رابطة وقضايا ومواقف بين هذه الشخصيات، وبذلك تتشكَّل في قصص.

فضحكت الزوجة، فنظر إليها نظرة غيظ؛ فقالت على الفور:
• لا تفهمني خطأ، هل ستفعل مثل هذا الأديب الفرنسي، أتَخْرج من البيت (تلف وتدور) في الشوارع والطُّرقات تبحث عن فِكْرة.
• لا يا (ناصحة ذكية)، بل سأجمع قصصًا من جلوسي اليومي على المقهى، فبدلاً من الدَّردشة بدون فائدة، سوف أسجِّل ما أسمعه من قصص وحكايات في ذهني، أحاول تدوين رؤوس المواضيع فقط؛ لأنِّي لا أستطيع الكتابة الكثيرة أمامهم حتى لا يشكُّوا في الأمر.
• فكرة جميلة جدًّا، هيا اكتب، اقتربنا من الإفلاس.
• الله المستعان.

مرَّت الأيام، أسبوع يجرُّ أسبوعًا، يَنْزل يوميًّا يقضي نصف اليوم في المقهى، فيأتي ويجلس على مكتبه ممسكًا بقلمه يملأ عشرات الأوراق البيضاء، ثم يَصُوغ ما كتبه على الكمبيوتر حتى يغلبه النوم، فيستيقظ ليذهب إلى المقهى مرة أخرى.

مرت عدة أشهر ولا جديد، اضطرَّ إلى أن يستدين مبلغًا من المال، إلى أن جاء يوم رنَّ جرس تليفونه، ظلَّ طوال المكالمة يضحك مع مُحَدِّثه، النار تأكل الزوجة، فتقول لنفسها:
• ما الذي يضحكه هكذا؟ يا رب يكون خيرًا.

انتهت المكالمة، السعادة الغامرة تملأ وجهه:
• فُرِجَت.. فرجت!!
• ما الأمر؟
• أنتِ طوال الأشهر الماضية، تقولين لنفسك: ماذا يفعل هذا الرجل، لم يصل إلى شيء؟! هذا التليفون من صاحب أكبر دار نشر، يريد أن يجمع قصصي التي كتبتُها، ونشَرْتها على مُدَوَّنتي على (الإنترنت) في كتاب، سيدفع لي مبلغًا كبيرًا جدًّا لم أكن أتوقَّعه، فالحمد لله رب العالمين.



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيمياء البصمات!!
- شجرة نظافة البيئة!: قصة قصيرة عن -شجرة النيم-
- متمرد هندسي.. قصة قصيرة لكفاح الشباب المعاصر
- رؤية تحليلية لقصيدة ( ثورة الارق ) لدوحة الشعراء عبد الكريم ...
- فضفضة ثقافية (416)
- الحقن تحت الجلد.. قصة قصيرة علمية
- الرواية العربية بين الكم والكيف؟!
- نزهة بالمرعى! .. قصة قصيرة للأطفال
- بالصور والفيديو। الاحتفالية الفنية الأدبية بنادي الشمس
- ولادة بقرة!! .. قصة قصيرة بيطرية
- بالصور والفيديو। الاحتفال بانتصارات العاشر من رمضان با ...
- في ذكرى العاشر من رمضان نائب رئيس الموساد تعترف بالتجسس على ...
- نفوق الحيوانات!!.. قصة بيئية
- التطعيم بالشبيسي!! .. قصة قصيرة للطلائع
- من يشتكي ...؟! قصة للأديب محمود سلامة الهايشة
- توقيع ومناقشة ديوان -أتفحص فوضاي- للشاعر أشرف عزمي
- مسلسلات رمضان قد تصيب المشاهدين بالأمراض النفسية
- بالصور والفيديو। الشاعر عبدالناصر أحمد الجوهري: التجرب ...
- مداخل تضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية المختلفة
- هل هناك علاقة بين الثورة/الثورات والإبداع بكافة أشكاله ؟!


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - انفراجة كاتب!! .. قصة قصيرة