أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال الحسين - الملاكون العقاريون الكبار بتارودانت و الإستغلال المزدوج للمرأة.















المزيد.....

الملاكون العقاريون الكبار بتارودانت و الإستغلال المزدوج للمرأة.


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 11:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بمناسبة 8 مارس 2006 أجرت الأستاذة : كربوب خديجة حوارا مع تلميذة ضحية اغتصاب من طرف أحد الملاكين العقاريين الكبار، الذين لم يقتصروا على استغلال العاملات الشابات بالضيعات و المعامل المنتشرة بضواحي تارودانت ، بل يدفعهم جشعهم و بطشهم إلى اقتناص الفتيات في شوارع تارودانت و خاصة التلميذات الفقيرات ، و هتك أعراضهن من أجل ترشيحهن إلى عاملات يتم تبضيعهن و تسويقهن و استغلالهن بضيعاتهم و معاملهم ، و ص. تلميذة من مواليد 1986 بالسنة الثانية باكلوريا يتيمة سقطت في فخ عرك الوحش ، الذي حكت عند والدتها بمرارة وهي صارعت من أجل حقوق ابنتها و تصارع اليوم من أجل حق حفيدها في نسب أبيه الذي يتنكر له ، و تدعو جميع المنظمات الحقوقية و جمعيات حقوق الطفل وطنيا و دوليا بالوقوف إلى جانبها بمحكمة الإستئناف بأكادير.

وتنطفيء الزنابق في الخدود

التلميذة طموحاتها وأحلامها أكبر من فضاءات تارودانت ، تعيش في بيت يسكنه العبق الإنساني و روحانيات الجنوب ، لكن بعد رحيل الأب يتحول الأفق إلى أطياف من الحزن و الخوف و الحرمان ، و تستمر والدتها في مسيرتها النضالية ، و تفتح دكانا من داخل بيتها لتبيع المواد الغذائية البسيطة ، و لتكون على مقربة من عشها .
و لم تتوقف عن الدراسة ـ و هي أكبر أخواتها البالغة من العمر اليوم 19 سنة ـ بالرغم من الصعوبات الإقتصادية ، و كانت تقطع مسافات طويلة للوصول إلى الثانوية لأن مدينة تارودانت ليست بها مواصلات كما هو الشأن في كبريات المدن المغربية ، باستثناء سيارات أجرة لا يركبها إلا السائحون أو بعض الموظفين الذين ضاقوا ذرعا من تقارير رؤسائهم السخيفة حول التأخر.
و في المساء تعود كعادتها و هي محملة بالتعب الجميل و البسمة إلى البيت الذي تفوح منه رائحة الشاي و البيض المقلي الذي أعدته الأم البائعة .
و في يوم تتعرض إلى معاكسات رجل يدعى عرك ، البالغ من العمر اليوم 31 سنة ، و القادم من الدار البيضاء ، يملك ضيعات خصبة بتارودانت يصدر ثمارها إلى إسبانيا التي لم تنكر جميله بل منحت له جنسية إسبانية ، يتسلط على و يوسوس بكلماته في قلبها الذي لا يعرف معنى الكذب . و يلعب دور العاشق الأصيل الذي لا يمكن أن يعيش بدونها ، فتصدق كلامه خاصة و أن الأم تقضي بياضات يومها في الدكان و الأب متوفي . فهي في حاجة إلى لمسة حب ، و يستغل هذا الرجل كما ألف استغلال العاملات و العمال في ضيعاته الكبيرة ، و يصطحبها إلى أحد المقاهي البعيدة عن تارودانت بسيارته الفخمة المليئة بالمشروبات الكحولية ، و يبدأ في عملية التلاعب بمشاعر التلميذة و زجها في لعبة الحب . و تتوطد العلاقة بين الطرفين ، و في المرة الثانية يقدمها إلى عائلته بأكادير ، ليتبين أنها عائلة مزيفة في آخر المطاف ، و لعل الرجل له خبرة في مجال المكر و التحايل و طول النفس ، عمل على طمأنتها و لم يمسها و وعدها بالزواج ، و ازدادت تعلقا و ثقة به لأنها رأت بعيونها البريئة أسرته المزيفة .
و في المرة الثالثة ترافقه و هي تشعر و أن الحياة جميلة تبتسم أيضا للفقراء . و يقدم لها عرك عصيرا به مخدر ، و تنطفيء الزنابق في الخدود ، و يمسح دماء العذرية " بكلينيكس" و يعيدها إلى طريق المدرسة.
تخفي الأمر عن الأم التي تعود جثة هامدة من كثرة التنقل بين المطبخ و الدكان ، و يبدو أن الرجل مصر على استغلال جسدها أحسن استغلال ، و هي بدافع الخوف و الرغبة في ستر العرض تستمر معه لإقناعه بالزواج .
و في كل مرة يقدم لها عذرا بحكم طبيعة عمله و تنقله بين المغرب و إسبانيا . لم يقطع صلته بها إلا بعد أن أصبحت حاملا منه ، تنكر لها ، و عطل رقم هاتفه النقال ، و تكتشف الأم علامات الحمل على ابنتها من خلال شحوبها و التقيء المستمر ، و لم يكن أمام الأم إلا رفع دعوة إلى المحكمة بتارودانت للعلاقة غير الشرعية القائمة بين ابنتها و عر ك و النتيجة هي مجيء طفل في 27 يناير 2006 ضمته الأرملة إلى أبنائها الستة . و هي مطالبة بتوفير الحليب له و الدواء لابنتها التي تضررت كثيرا من الولادة القيصرية و الخبر الذي شاع في تارودانت المحافظة .
و تتقدم المحامية المحترمة لترافع بدافع إنساني عن التلميذة اليتيمة ، لكن عر ك كان له نفوذ ، فالقضاء لم يعمل على الإمساك به بحجة أنه غير موجود في تارودانت ، و كانت الأم هي التي تقوم بدور البحث عنه في تارودانت و أولاد برحيل ، فتراه بأم عينيها و عندما تخبر الدرك لا تجد الإستجابة ، و لم يتم القبض عليه إلا بعد تهديد الأم للسلطات القضائية باستعدادها لقتله إذا لم يمسك به ما دام أنه غير موجود في تارودانت و النواحي ، عندئد تم القبض عليه يوم 27 دجنبر 2005 بعد شهرين من المطاردة ، و أنكر جريمته و أعترف أمام هيئة المحكمة أنه أشفق على حال و كان يصاحبها و أراد مساعدتها ماديا و ليست له نوايا أخرى ، ربما يمكن تصديقه لأن التلميذة كانت تمد يديها و هي في طريقها إلى الثانوية ، خاصة وهو الرجل الكريم النبيل ـ Papa. Noêl ـ الذي يقدم الهدايا المسمومة للتلميذات الفقيرات بتارودانت.
و يزج به داخل السجن ، و يطرق باب أم ص. رجال الأعمال/ الملاكين العقاريين الكبار خاصة الحاج ق لتصفية الأجواء بين صديقهم و بين الأرملة ، و يقدمون لها وعودا و يحلفون بأيمانهم الغليظة عدم تضييع حق و الطفل شريطة تقديم تنازل للإفراج عن الرجل المهم ، و تعبيرا عن حسن النوايا يسلمون وديعةإلى المحامية المحترمة لتحتفظ بها كأمانة تسلم لها بعد خروج عرك من السجن و الذي تم بالفعل الإفراج الفوري عليه.
لكن المحامية حنت على النقود و احتفظت بها لنفسها رغم أنها طريحة الفراش في المستشفى و بحاجة إلى وديعتها ، هذا علما أن السيدة الأستاذة المحترمة لم تبذل جهدا و لم يسمع صوتها للدفاع عنها و هي التي تدافع عن الأطفال المتخلى عنهم ، بل أسمعت كلمات موجعة إلى بعد خروجها من المستشفى و معها والدتها عند مطالبتهما بالنقود التي سيسددون بها ديونهم " الدواء، مصاريف العملية ، حليب الرضيع ، و كل مستلزماته ".
و تصبح الأرملة تصارع جبهات متعددة : جبهة عرك. و حلفاؤه ، جبهة الدرك الذي عمل على تزوير أقوال ابنتها، جبهة المحامية التي طالها هي الأخرى كرم عرك ، و النتيجة هي ضياع حقوقها و مولودها الجديد الذي لا يحمل نسبا ، و تراكم العبء على الأم البائعة و أيضا التبعات النفسية على الأسرة بكاملها .
و أخيرا تناشد الأم العدالة بإنصاف ملف ابنتها و عرضه من جديد مع تشكيل لجنة طبية للتحقيق في أمر المولود و تتمنى أن لا تصاب هي الأخرى بفلونزا عرك.
كما تناشد جميع المنظمات الحقوقية و الجمعيات التي تهتم بحقوق الطفل بالوقوف إلى جانبها من أجل تحديد نسب الطفل بواسطةالطب الشرعي ، علما أن النيابة العامة بتارودانت قد استأنفت الحكم إلى محكمة الإستئناف بأكادير.
ماذا يمكن أن نقول للمرأة المغربية و الرودانية في عيدها 8 مارس 2006 ...؟
نقول لها كل عام و أنت ألف خير ..
من إنجاز الأستاذة : خديجة كربوب



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الحركات الإجتماعية الإحتجاجية المطلبية بالمغرب
- تداول السلطة السياسية بين المرأة و الرجل في ظل المجتمعات الإ ...
- -السيد -جاك شراك- بتارودانت بالمغرب من منتجع - الغزال الذهبي ...
- النهج الديمقراطي و الإشتراكي الموحد بتارودانت نضال مشترك مع ...
- حتى لا ننسى محاولات تمطيط الملفات الحقوقية بتارودانت
- جبهة دعم الحركات الإجتماعية و محاولة عرقلة أنشطتها النضالية
- البرنامج النضالي لجبهة دعم الحركات الاجتماعية
- حملة ضد المحاكمة الصورية لمعتقلي تماسينت الإثني عشر يوم الثل ...
- عريضة تضامنية مع الحقوقي و النقابي امال الحسين
- الحركة الاجتماعية الاحتجاجية بتماسينت بالريف بالمغرب في ظل ت ...
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ...
- الإنتفاضة الشعبية بالريف بالمغرب من أجدير إلى تماسينت
- المحاكمات الصورية من طبيعة النظام المخزني
- تحالف قوى الطبقات الشعبية بالعراق بقيادة الإشتراكيين و الديم ...
- الحركة الاجتماعية بالريف بالمغرب بين الماضي و الحاضر
- الماركسية اللينينية و بناء الحزب الثوري للطبقة العاملة ،أي م ...
- إطلاف حملة التضامن مع المختطفين المعتقلين بالحسيمة / الريف ب ...
- الحركة الإجتماعية بالبوادي و الأحياء الشعبية و تطور التكوينا ...
- نضالات الطبقة العاملة و اليسار الجذري الواقع ، الإستراتيجية ...
- حركة التحرر الوطني و تطور التكوينات الاجتماعية


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال الحسين - الملاكون العقاريون الكبار بتارودانت و الإستغلال المزدوج للمرأة.