محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 11:08
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
9) حذف جميع الفقرات، و الجمل، و الكلمات، و الصور الموحية باحتقار المرأة من البرامج الدراسية، لأنه إذا حاولنا أن نتقصى الحقيقة فيما يخص مصادر احتقار المرأة، و تكريس دونيتها، سنجد أن معظم ما يؤدي إلى إهانة المرأة، مصدره البرامج الدراسية في البلاد العربية، و في جميع بلدان المسلمين. و بالتالي فإن الطبقات الحاكمة، تلعب دورا أساسيا، في فرض تكريس تلك الدونية، من خلال فرض البرامج الدراسية المتبعة في كل بلد على حدة، و في جميع البلدان التابعة، على المستوى العام. لأن الغاية من كل ذلك هي فرض تعطيل نصف المجتمع عبر خلق آليات تعطيل النصف الآخر من المجتمع.
و بما أن السياسية التعليمية في البلاد العربية، و في باقي بلدان المسلمين، ليست اختيار شعبيا، بقدر ما هو اختيار رأسمالي تبعي، يسعى إلى خدمة المصالح الرأسمالية المحلية، و مصالح الرأسمالية العالمية في نفس الوقت فإن تلك السياسة تهدف إلى تكريس دونية المرأة.
و نحن عندما ندقق في موضوع تكريس دونية المرأة، سنجد أنها ترتبط بالسياسة العامة، و من خلالها ترتبط بالسياسية التعليمية. و لذلك، نجد أنفسنا مضطرين للعمل من اجل العمل على مراجعة البرامج الدراسية، حتى تتلاءم مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، و حتى تصير تلك البرامج صالحة للتربية على حقوق الإنسان، التي نفتقدها في البلاد العربية ،و في باقي بلدان المسلمين، و من أجل إزالة كل الفقرات، و العبارات، و الكلمات، التي تساهم بشكل كبير، في تكريس دونية المرأة.
و هذه الدونية التي صارت عائقا أمام تطور المجتمعات البشرية ستصير منزاحة من تلك البرامج، و مختفية من المسلكية العامة، و متوارية إلى الوراء، لأنها لم تتناسب مع التطور الذي تعرفه البشرية في جميع أنحاء العالم، والذي لا يمكن أن نستثني منه البلدان ذات الأنظمة التابعة، و من ضمنها البلاد العربية، و باقي بلدان المسلمين.
و في هذا الأفق نرى ضرورة تشكيل لجان خاصة تكون مهمتها :
أ- إعادة النظر في البرامج الدراسية، بناء على مقاييس معينة، يأتي على رأسها مقياس الملاءمة، مع المواثيق الدولية، حتى تصير تلك البرامج مصدرا للتربية على حقوق الإنسان، في جميع المستويات الدراسية.
ب- تنقيح البرامج القائمة، أو الجديدة، على السواء، من كل ما يمكن أن تحمله من عبارات، و فقرات، و كلمات، يمكن أن تقود إلى تكريس دونية المرأة. تلك الدونية التي استفحل أمرها في الواقع، حتى تصير البرامج الدراسية خالية منها، ووسيلة لتكريس المساواة بين الرجال، و النساء، وفي جميع المستويات الحقوقية، و القانونية، و في شؤون الحياة العامة، و على مستوى العادات، و التقاليد، و الأعراف.
ج- توجيه المراقبة العامة، و الخاصة، لتطبيق البرامج الدراسية، لمحاصرة كل ما يمكن أن يسعى إلى تحريف أهداف البرامج الدراسية، المنقحة حتى لا تخدم أغراضا أخرى، تتناقض مع الغاية من تنقيح البرامج الدراسية، من الشوائب العالقة بها، و المؤدية إلى تكريس دونية المرأة.
د- تنظيم ندوات مفتوحة، على كل وسائل الإعلام المقروءة، و المسموعة، و المرئية، حول قضايا حقوق الإنسان بصفة عامة، و حقوق المرأة بصفة خاصة، من خلال البرامج الدراسية، و كيف يجب أن تصير البرامج الدراسية في خدمة التربية على حقوق الإنسان الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، وحتى تصير البرامج الدراسية مرتبطة بالواقع، و مساهمة في خلق الاهتمام بالإنسان، و بكرامته، و بحمايته من الخروقات، التي يمكن أن ترتكبها هذه الجهة أو تلك.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟