أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الطبيعة ربيع القلوب .














المزيد.....


الطبيعة ربيع القلوب .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


استخف بجمال الطبيعة ، و بسحرها الأخاذ ، و نظر إلى صورها الرائعة بجهلٍ تامٍ .
لم يقف عند هذا الحد . بل استبد برأيه ، ضارباً عرض الحائط كل جميلٍ ، بتكلس فكره ، و جفاف روحه ، و عقدة نفسه ، و مرض قريحته .
جاهلاً بأن :
الطبيعة لوحةٌ فنها من أثقل العيار . صُممت بريشة رسامٍ يعجز أكبر الفنانين عن بلوغ كعب مهارته الإبداعية .
جاذبيتها تطاردك بتثاقلٍ على رؤوس أصابع الصمت ، و بتمهلٍ حذرٍ .
تتنفس عطراً ، بالزفير تنتثر ذراتها في الهواء الطلق حتى تلامس أنفك ، لتطبع بصمتها على خلايا الشم .
تسري ببطءٍ إلى ثنايا القلب ، لتحفر في الذاكرة ربيعاً أبدياً عصياً على النسيان .
ألوانها الزاهية تعزف على وتر القلب بلا رخصةٍ ، يفقد توازنه .
تعرجات تضاريسها و مياه جداولها الرقراق تنصب لك كميناً محكماً ،
تدنو من رونقها شيئاً فشيئاً ... حتى تغدو هدفاً ، و صيداً ثميناً يقع في تسديدها ، تقتنصك .... تخرج من صمتها لتبتلعك ..... تهضمك لتذوب في أحشائها .

و الروح تغفو من بين أحضان رياضها ، لتنفض عن كاهلها عناءً قاسياً ، أنهكها ..... فتمتلئ بهجةً و ولعاً .
المشاعر تهمس في أسماع الحس الجميل ، لاستنهاض القريحة .
الحروف تستعد لاقتباس أسمى معاني الحياة من أيك رياضها الغناء عشقاً و ألقاً . فتؤلف قصائد تستحضر صفاء الروح و نقائها .
و تنشط قوى الحياة بداخلك بتوافقٍ و انسجامٍ . فتدخل الذات في مرحلة التأمل بخشوعٍ ، كناسكٍ يهذي بعد تناوله جرعة تخديرٍ مركزٍ من ذكر أوليائه .

نعم الطبيعة آيةٌ من المعجزات تسد النقص المزدوج بشقيه اللَّذَيْن خلفهما الفراغ ، أو زحمة العمل .
و في عمقها تنمو بذور الانشراح ، و في جوف جنائنها تنمو بذور الفرح ... و من بين عبق زهورها تزدهر السعادة .
حقاً إنها لوحةٌ عبقةٌ بالحياة و جميل المحيا . تغري الروح بولعها ،
و تروض القلب بجمالها ، تأسر الفكر بابتكار هندستها .
و النفس تظل تستمتع باحتضان بساتينها ، حتى و إن كانت تعيش في غرفةٍ انفراديةٍ ضيقةٍ .... لا تتسع لمد رجليه بعد أن زجها رجال الأمن بداخلها . جراء تهمةٍ باطلةٍ ، أو كيديةٍ .






#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الاستخفاف بعقول الناس ؟!
- عرج دائماً نحو بهجة الحياة و جمالها .
- لن أعيش في جلبابكم .
- لا أحد جنى من الشوك عنباً قط .
- وطنٌ بالهزائم مثخنٌ .
- هوس عشقٍ عاصفٍ
- كشف المستور من وحي صناديق الاقنراع .
- شتاءٌ يغرد خارج وقته .
- لو كان حضن الوطن دافئاً ، لما هجرتَه .
- بعض المنظمات الإنسانية و الخيرية ، تخلو من الشفافية و النزاه ...
- صمت الليالي .
- لازالت ذاكرتنا بقضايا الكادحين تكتظ .
- متى تثقب أعينهم الأكمة ، ليروا ما وراءها ؟!
- بين الطموح و الطمع نرجسيةٌ عمياء ، و غرورٌ ساقطٌ .
- نحن من طوانا الدهر ، و التاريخ من صفحاته حذفنا .
- لن يستطيعوا محو ذاكرتنا .
- الحرب في سوريا لازالت في بداية شوطها الأول .
- الجهل كبرياءٌ هزيلٌ ، بلا تخومٍ .
- مجنماتنا لا تتوارث سوى التصفيق و الزغاريد .
- الخبيث المراوغ .


المزيد.....




- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - الطبيعة ربيع القلوب .