أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية !!














المزيد.....

الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية !!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 19:33
المحور: الادب والفن
    


يبقى الانسان وسط امواج الحياة في حيرة وقلق ، تتناهبه كثرة الاسئلة المتوالدة حوله ، واولها محاولة معرفة الانسان نفسه ، ومكمن هذا التساؤل يختبأ في وجود الفكر التأملي داخله والبحث عن كنه الحقيقة ، وبالتالي محاولة البحث عن انسانيته وسط خضم التناقض الحياتي هذا ، اي تأكيد النزعة الانسانية ، فالنزعة الإنسانية في سياقنا هاهنا تعني القيم المنتزعة من تجارب الناس بهدف إقامة علاقات إنسانية قائمة على العدل والتآلف. وهي في أحد معانيها: فلسفة تؤكد قيمة الإنسان وقدرته على تحقيق الذات باعتماد العقل ، واهم مافي هذا النزوع الانساني ، هو التسامي وتغليب الروحي والنفسي على البيولوجي، والسعي إلى إعلاء الفكر الإنساني ، ويُعدّ الفكر الحر جزءاً أصيلاً من النزعة الإنسانية، والمساواة غاية رئيسية في النزعة الإنسانية. وقد تعددت دلالات هذا المصطلح عبر العصور .. وحينما نعود للحظة قدومنا لهذا العالم ، لحظة العُري ، لحظة الفرح ضمن مشكلة البكاء الاولى ، ومن ثم التمتع بمسار الكينونة ، سيكون هنا الشعر ، الذي تتعرى الذات في باحته محاولة منها لاثبات الموقف ، واكتشاف ذات الشاعر داخل هذا الكون المتماوج ، لهذا تكون لحظة الشعر .. لحظة عُري تدمج الشاعر في فضاء عري الميلاد ، لتكون التجربة إنسانية بامتياز ، مختلطة بعُري الميلاد المشترك وبلحظة اقتناص البداية المفعمة بالنبض الإنساني العابر للإرادة والمستقر في جنوح الفطرة الأولى ، وبعد هذا يأتي حضور التجربة القادرة على تحريك ماء الشّعر وترسيمه سريانا أبديا وخريرا مفعما بالحياة داخل أنساق الوجود والكينونة ، هكذا وجدت سريان الشعر في ذات الشاعرة اسماء الحميداوي ، وهي تقتنص البداية المفعمة بالنبض الإنساني العابر للإرادة والمستقر في جنوح الفطرة الأولى ، لكن تجربتها توظف لحظات الالم والوجع والحزن وتمزجها بلحظات الفرح .. تقول :

(سأركب راحلتي العمياء
لتقودني إلي درب الرجاء
لأبلغ أمنياتي
وأحاكي عشبا يابسا
لأرى ضلوعا قد أنهشتها الذئاب
لتحث قدماي علي المسير
لأركن خلف بئر الصمت
وخرير الماء تساقط في أذنيَّ
لألجم صوتي
يختفي وسط تلك المتاهات!
لأصل إلي عالم المومياء
لابد من دابتي !
لابد أن اقطع دروب الشوك
لابلغ المزار
سأنحت من الاماني تماثيلا
سابني فوق شاطئ الاوهام بيتا
سأرتل أغنية بنت الحي ألحانا)

رغم انها تركب راحلة عمياء ، الا انها تصر بانفعال لبلوغ الاماني ، فهناك دلالات كثيرة تؤكدها الشاعرة على انها في طريق اكتشاف كينونتها الانسانية ، ثم تقول : (لابد أن اقطع دروب الشوك/لابلغ المزار/سأنحت من الاماني تماثيلا/سابني فوق شاطئ الاوهام بيتا/سأرتل أغنية بنت الحي ألحانا) ، فاكثرت من السين ، والسين تدخل على الفعل ، لأنها تفيد التكرار والتكثير ، والتكرار في العربية معناه تأكيد ، فالشاعرة الحميداوي تحاول التأكيد على الامل في صناعة موقف انساني وفقا لكينونتها الانسانية ، كي تبلغ المزار .. ثم تقول في قصيدة اخرى :

(شربن ماء الفرات عنوة
وأصبحن كالحبلى وما أرتون
وحيد عذب حتى الموت
كسنبلة مكسوة بالشعر
تنزف على فوهة الخليج
تقيئت ماء ودم
وعقب خراب السنين
أقبل الحلم ورديا يلامس الاحداق)

ولهذا حشدت الحميداوي كلمات الماء والحبلى والسنبلة وكلها تحمل دلالة النماء والحياة ، حتى قولها : (أقبل الحلم ورديا يلامس الاحداق) ، لتؤكد الحياة والحضور بمقابل الغياب المتمثل بالموت واثاره السابقة الحروب المتوالية على ارض الرافدين ، وكل هذا تثبيتا لنزعتها الانسانية وتعزيزا لتجربتها الشعرية ، واني الاحظ الشاعرة الحميداوي (تأتي من بعيد من غور الجمر محمّلة بالعشق الإلهي ، ممهورة بتلافيف ردائها الأنثوي الباهر ، تأتي معتّقة بروائح الشّعر الكامن في رهافة النص المنتصر في شهرزادية التاريخ الآخذة بلب الشهريارية العنيفة ، تأتي رابعة من خلود الجدوى في متاهة الشّعر النافعة ، تحمل مرودا للمحبّة وحدوسا دائمة للجسد) .. (إنّه الشّعر والصفاء في عمق النفس حين لاترتاح سوى لنبض المحبة ، تلك التي فاض بها ابن عربي في بهو الحال لما اشتاق وسقا وبالعشق ارتقى ورام محبّة للإنسان كيفما كان ، ففي النص الملتقى يقول : (أدين بدين الحبّ أنّى توجّهت ركائبه فالحبّ ديني وإيماني)) ، وهذه النقطة التي التقت بها الحميداوي مع ابن عربي صاحب الصوفية والنزعة الانسانية ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد ...
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!
- الشاعرة آمال عواد رضوان، وأنموذج المثقف الباحث عن تأصيل هويت ...
- الشاعر امير ناصر، مسار شعري وتجربة ..!!
- الشاعرة اسماء الرومي، بين التيه وبين نسبية القيم المتحققة .. ...
- شعر الشكوى ..عند الشاعر عبدالسادة البصري ..!!
- الشاعرة ليلى الزيتوني، بين الحب والشبق العشقي ..!
- الشاعر علي الشيال، يعزف الحان الحياة على سرير بارد !!
- الشاعرة اسماء القاسمي، عندها الشعر هو الجمال المدل على الخلو ...
- الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..
- الشاعرة مفيدة الوسلاتي، وحالات القلق من اسئلة الوجود ..!!
- الكاتبة فاديا الخشن، وصراعها الجمالي بين الأنا والآخر ..!!
- الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!
- الشاعرة مسار حميد الناصري، رغم الاوجاع تُسرج حلمها تحت سنبلة ...
- علي الفواز مثل حضورا فاعلا في الواح الغياب
- ليلى القواس في المحكمة الشعرية !!
- وسكتت شهرزاد، لكن الشاعر حبيب السامر لم يسكت !! /ديوان(شهرزا ...
- الكاتبة ذكرى لعيبي، الغياب وصراع البحث عن الذات ..!!
- الشاعرة اسماء صقر القاسمي، بين التراث ومحاكمة الذات ..!
- الشاعرة مها ابولوح، تتبنى الحزن المُبرر ..!


المزيد.....




- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية !!