فتحي علي رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 06:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ أن قررت القوتان الأقوى عسكريا وسياسيا في العالم والمنطقة ( الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل ) اعتبار القدس الموحدة عاصمة لما تسمى دولة إسرائيل ,تكونان قد أنهتا وقوضتا ـ بشكل جلي وواضح ,وبلا لبس أو غموض ـ فكرة وأسس قيام الدولة الفلسطينية المأمولة . وبالتالي طوحا بالحلم الفلسطيني في قيام دولة مستقلة كباقي الشعوب .ويالها من حسرة !
وهذا معناه عمليا وعلى أرض الواقع : أن الفكرة التي تصور كثير من الفلسطينيين وبعض الأطراف الدولية والعربية أن حل الصراع العربي الصهيوني يمكن أن يتم من خلالها قد قوضت تماما , بمعنى أن حل الدولتين لم يعد واردا إلا للتمويه أو للتغطية على استمرار السلطة رسميا , بلعب دور الأداة بيد الاحتلال . وهذا يعني للفلسطينيين الشرفاء والمتمسكين بحقوقهم : أن الاستمرار بالجري وراء مثل هذا الحل ,أو التمسك به لن يكون إلا مضيعة للوقت , فحسب , وٍ جريا وراء وهم خادع لن يتحقق , بل والاهم أولا : أن استمرار التعلق به يعني عمليا , الموافقة على الاستمرار في الحل الصهيوني المرسوم لفلسطين و للمنطقة , وثانيا الإمعان والمشاركة في سياسة تصفية الحقوق المشروعة للفلسطينيين والعرب .
لذلك كان لابد , بل كان يجب البحث عن حل آخر غير حل الدولتين . وهذا ما حصل فعلا وبصورة تلقائية من الداخل الفلسطيني من خلال رفض كثير من الفصائل والقوى والفعاليات الفلسطينية المشاركة في السلطة , وهو ما يعني فشل كل ماعمل العرب والأمريكان والأوروبيين على تمريره على الفلسطينيين والعرب منذ عام 1974( يوم تبنت المنظمة فكرة إقامة الدولة على ما يمكن تحريره من أرض فلسطين ) . وهذا معناه عودة أو إعادة القضية إلى المربع الأول الذ ي كانت عليه عام 1948.وبشكل ما العودة لما كانت عليه فلسطين قبل عام 1918 .( لفكرة أن تكون فلسطين كلها من البحر إلى النهر دولة عربية ) . وإما العودة إلى حل الدولتين مع وحدة اقتصادية ( دولة واحدة بقوميتين يهودية وعربية استنادا للقرار 181 والمعروف بقرار التقسيم , أو المشروع المقدم من وزارة الخارجية البريطانية إى الأمم المتحدة ) . وإما العودة إلى الحل الديمقراطي (تمتع الشعبين بحقوق متساوية ) وهو الحل الذي تقدم به السوفييت والعرب عام 1946 وتم اسقاطه من قبل الصهاينة والأمريكان والانكليز.وبما أن جميع تلك الحلول لم يكتب لها النجاح , بما فيها حل الدولتين فهذا معناه أننا أصبحنا امام استعصاء تاريخي لا يمكن تجاوزه ضمن المدى المنظور بأي من الحلول .لهذا يصبح المطلوب (اليوم وخلال المرحلة القادمة ) البحث عن حل أو طريق آخر . من خلال البدء اليوم بالعمل على توقيف الانهيار الفلسطيني والعربي من الداخل أكثر ,والحيلولة دون تقديم تنازلات جديدة (1) .وهنا علينا أن نعترف بأن كل الوقائع والمعطيات المادية الملموسة , تشير إلى أن الصهاينة وحماتهم (وأدواتهم في السلطة والمنظمة وخارجهما وكثير من الحكومات والأحزاب العربية ) مازالوا مستمرين في مشروع تهويد فلسطين وصهينة المنطقة . ,بينما يقف العرب والفلسطينيون الشرفاء والأحرار ومن خلفهم أحرار العالم عاجزين حتى عن إيقاف عمليات الاستيطان وقتل المدنيين الفلسطينيين بدم بارد .وعن طرح أو فرض أي حل غير مكلف . مثل .
حل السلطة كمخرج وكخيار عملي مطروح :
1: طالب كثير من الشرفاء من داخل السلطة وفتح ـ محمود عباس ـ منذ أن رفضت إسرائيل توقيف الاستيطان ,بالاستقالة وحل السلطة وإعلان الضفة الغربية وغزة مناطق محتلة كما هي بالفعل , وكان هذا أفضل خيار أو موقف يمكن أن يتخذه عباس ومن معه في السلطة ( إذا كانوا شرفاء ) لوضح حد لممارسات إسرائيل وداعميها . لكن عباس ( ومن معه ) أبوا ورفضوا وتمسكوا وأصروا أن يبقوا أداة بيد الاحتلال وعلى الاستمرار بعملية التصفية للنهاية .
ونحن نعرف أن عباس ومن هم حوله , لم ولن يستطيعوا فعل ذلك لأنه ليس مسموحا لهم إعادة القضية إلى ما كانت عليه عام 19670(أراض محتلة حسب القرار242) وكما هي بالفعل ( كما بينا سابقا لأن من جاءوا به وعينوه لن يسمحوا له بذلك ,ولاحتى قوله بالكلام ولا حتى على التهديد به ) . وبما أن الوقائع أكدت على أن أية قوة في العالم , بما فيها قوة الفلسطينيين الشرفاء والأحرار في فتح والسلطة والمنظمة وغزة والعرب مجتمعين غير قادرين على إجباره على ذلك , طالما أنه لم يصل إلى ذلك المنصب ولم يستمر به منذ عام 2009 بناء على رغبتهم ,بل بفعل الأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال . ولذلك لاأحد يستطيع إرغامه على التنازل الا بتغيير الواقع الذي فرضه . وطالما أنه كشخص ـ يصر على أن يظل متمسكا بالمنصب وبالسلطة الفارغة ( ربما خوفا من القتل كما حصل مع عرفات وغيره من قبل ) لذلك فهو مجبر على السير في الطريق المرسوم له حتى النهاية . وعلى أن يكمل لعب دور الأداة بيد الاحتلال رغما عنه .
ملاحظة :وهو إذ يتذرع بحجة قوية : " لن نكرر خطأ الخروج من فلسطين كما فعلنا عام 1948 " إنما يراوغ ويلتف للتغطية على الحقيقة . فحل السلطة لا يعني الخروج من فلسطين . مع التأكيد على أحدا لم يطالبه بالخروج من فلسطين ,بل بحل السلطة فقط , والبقاء في الداخل ليقود الحراك الشعبي ضد الاحتلال .
ومن المؤسف أن نقول أنه ـ على الرغم من معرفة كثير ممن هم في السلطة وفتح ذلك , إلا أنهم غطوا عليه وحموه ,لأنهم أساسا غير قادرين على إزاحته , وربما لأنهم يعرفون أنه سيبقى رغما عنهم وعنا .
2:جميع المتتبعين للشأن الفلسطيني يعرفون أن إسرائيل لن تسمح له لا بالتنازل عن ذلك المنصب ولا بحل السلطة (كي تتهرب من إدارتها ومن المسؤوليات التي يرتبها عليها الاحتلال ) .ويعرفون ـ أيضا أن الحكومات العربية والأوروبية وأمريكا لن تسمح له بذلك.كي لا تتخذ الأمور منحى مختلفا عن المنحى الذي رسمته الحركة الصهيونية ـ منذ البداية لتصفية القضية ـ خاصة بعد أن قطعت شوطا كبيرا في هذا الاتجاه .وستمنعه حتى من قول وفعل ذلك . مما يبقي الأمور تسير على المنوال الذي رسمته .
3: وبما أن عباس ومن حوله بخاصة صقور فتح قد حولوا القضية من قضية حقوق ومطالب محقة يطالب بها شعبنا خاصة المحاصر في غزة , إلى قضية تنازع على السلطة ومكاسبها (التافهة ) وعلى البقاء فيها مهما كلفهم الأمر. لذلك لن يقبلوا بمثل هذا الحل لأنهم يعتبرون المنافع التي حصلوا عليها من السلطة , مكسبا خاصا بهم لن يتنازلوا عنها لغيرهم ببساطة وسيتمسكون بها بنواجذهم ,بل وسيقاتلوا وسيرفعوا السلاح بوجه أخوتهم إذا ما طالبوهم بذلك (مع أنهم حرموا استخدامه للدفاع عن أخوتهم الذين تعرضوا و يتعرضون أمام أعينهم لرصاص قوات الاحتلال ) .
4: وبما أن الجميع ومنذ عام 1996 كان يطالب بإصلاح المنظمة بعد أن ترهلت وشاخت هي وقيادتها وبعد أن انحرفت عن الطريق القويم رغم مناشدات الجميع لهم بالتوقف عن مسيرة التنازلات دون جدوى .وبعد أن قدمت جهات عديدة ـ من خارج المنظمة ومن داخلها ومن داخل فتح ,برامج وخطط لتطوير وإحياء المنظمة أو لتفعيل مؤسساتها بما يجعلها قابلة للم شمل أغلب فئات الشعب إن لم تكن كلها تحت مظلتها , لكن دون جدوى . وبعد أن سعت جهات عديدة ( من داخل المنظمة وفتح تحديدا ) لتشكيل كيانات موازية تتمسك وتطالب بالحقوق التي تنازلت عنها قيادة المنظمة إلا أنها فشلت في تغيير نهج السلطة ,التي اكتفت بقبول ما يمكن أن تحصل عليه أو يقدم لها في الضفة الغربية وغزة .لابل جرت محاربتهم واتهامهم بالتآمر والعمالة .
5: وطالما أن جميع الدول العربية والأوربية لم ولن تسمح بقيام أي تجمع تشتم منه رائحة أنه سيؤدي إلى تشكيل كيان مواز أو داعم أوبديل عن المنظمة . وطالما أن القيادة الممسكة بالقرار الفلسطيني ( المستقل كذبا ) والمهيمنة عليه , لاتقبل لا بإصلاح المنظمة ولا بتطويرها ولا بتحسين أدائها , ولا بإيجاد أطر داعمة لها أو لأي شكل من أشكال النضال , غير ما تراه هي ,ولا بأطر موازية أو خارج الأطر التي ترتئيها وتعتمدها هي فقط , ولا تسمح بإدخال قوى معارضة لها ضمن الخط الوطني , ولا بإيجاد أي بديل عنها ( بل تخونه وتستبيح دم كل من يسعى إليه ) أوكما يقول المثل " لا برحمك ولا بخلي رحمة الله تنزل عليك " .فما العمل إذن ؟
هل نرضخ لهذا الواقع الذي يتجلى بتحكم شخص خرف ( مثل محمود عباس , قال عن نفسه عندما خلط بين ماركس وستالين أنه خَرًف )شخص اعتذر للصهاينة واعتبر أن المحرقة أكبر جريمة في التاريخ , ونسي أن يقول أنه لا ذنب لنا فيها ,وأن ما حل بشعب فلسطين نتيجة لها هو جريمة أكبر. شخص كهذا يستهين بما تعرض له شعبه , ويحيط به أشخاص رخيصين يصفقون له حتى عندما يخطأ , يمسكون بقرارات تمس مستقبل وحياة أكثر من 250 مليون عربي و13 مليون فلسطيني ومقدسات أكثر من ملياري إنسان مسلم ومسيحي ؟ إنها جريمة ؟
من المؤكد أننا إذا تركنا لهم المجال ليسوقوا فينا ولتسيير الأمور وفق هواهم , فإنها ستجري طبقا للوقائع التي فرضها ويفرضها عليهم الاحتلال وأمريكا يوميا .لذا كان لابد أن يظهر تحرك شعبي مضاد حقيقي وفعال لا يمكن احتواءه . وإلا فإن الأمور ستفلت ونضيع وتضيع حقوقنا و تضيع معها حقوق أجيالنا القادمة.وقد نخرج من التاريخ بصورة نهائية .ولتجنب أمر كهذا تمكن الشرفاء من التوصل لمخرج .من داخل الواقع الفلسطيني ومن داخل سياق الفعاليات الفلسطينية الشعبية كما تجلت عبر التاريخ .وهنا نحن لا نبدع بل نكشف ونكتشف بهدف تطوير ما يجري في العمق .مفتاح الحل : نقاط القوة :
ربما لا يعرف الكثير من الفلسطينيين , المطرودين من ديارهم والمغلوبوبين على أمرهم , وعلى الرغم من تشتتهم وضعفهم أن مفتاح الحل النهائي بيدهم هم, ولو وقف العالم كله ضدهم وهذا ما كشفه بعض الفلسطينيين الذين قالوا لا .وهذا ما يعرفه الصهاينة والأمريكان والروس والأوربيين (جيدا ) ويعرفون أن إسرائيل تفتقد للشرعية الأخلاقية والقانونية والتاريخية والفكرية ,التي لا يمكن أن يعطيها لها إلا الفلسطينيين . ويعرفون أن هذا الرفض الشعبي الفلسطيني يشكل أكبر تهديد لوجودها واستمرارها . وان قوة السلاح والاقتصاد والبلطجة لن تعطيها تلك الشرعية مهما فعلت . إن لم يقبل الفلسطينيون أنفسهم ,التنازل عن حقهم في فلسطين , أو أن لم يتنازلوا عنها طوعيا لليهود أو قسرا , أو إن لم يستسلموا ويرفعوا الراية . فإن وجود إسرائيل سيقى مهددا بالزوال .( وهذا ماقاله الرئيس الإسرائيلي رؤوبين " (2) لذلك فلقد سعوا عن طريق قياداتهم العربية والفلسطينية إلى حشرهم في زوايا ميته ,وإلى إدخالهم في انفاق مظلمة وضيقة , ليسلموا ويستسلموا . وهذا ما كان عرفات يعرفه جيدا وهو ما جعله يصول ويجول ويهدد بالقول أن بيده الورقة الرابحة ومفتاح الحل . وعلى الرغم من أنه قدم تلك الورقة الرابحة في أوسلو ليحصل مقابلها فقط ـ على مجرد وعد بدويلة قد تقنع غالبية الفلسطيني بالتنازل عن حقوقهم في فلسطين التاريخية .لكنه فشل في ذلك لأن قسما كبيرا من الفلسطينيين الأحرار والشرفاء رفضوا تلك الصفقة ,وقالوا لا .وتمسكوا بحقوقهم ورفضوا التسليم والتنازل عن حقوقهم .
وهانحن اليوم بعد مضي حوالي عشرين سنة على انقشاع الأوهام ,وبعد أن اصطدمنا ـ اليوم ـ بذلك الجدار المسدود الذي وضعه نتنياهو وترامب , , وبعد أن سار أغلبنا ـمع الوهم ـ حتى نهايته, وضاعت منا قدسنا ودولتنا وحقوقنا , كان لابد لنا من أن نصحوا , لنعرف أننا ,كيلا ننتهي ونخرج من سجل التاريخ كشعب , يتوجب علينا .تفعيل ما سبق وأن مارسناه سابقا .
أولا : من أهم نقاط القوة غير المرئية للبعض . هي أن أغلب الفلسطينيين اليوم مازالوا متمسكين بحقوقهم في العودة وتقرير المصير بما فيهم الكثير من جماهير فتح والتنظيمات الفلسطينية الأخرى المندمجة مع السلطة .فهم كشعب مظلوم ومكلوم ( الوحيد من دون سائر شعوب الأرض دون دولة وجنسية وهوية ) لا يمكنه إلا أن يقف مع حقوقه ويتمسك بها , وإلا أن يدافع عنها .
والخطر ينشأ من كون بعض قياداتهم المستفيدة , ستعمل (كما عملت في الماضي على ركب الموجة الثورية الموجودة لدى الجماهير, والعمل على حرفها عن اتجاهها الصحيح كما فعلت عام 1963 وعام 1974, وعام 1988 وعام 1993 ) وستركب اليوم على موجة هذا الرفض الشعبي لتحرفها . بالزعم أنها ضد قرار ترامب , لكنها ستظل متمسكة بمشروع الدويلة الساقط , كي تستمر بالسكوت على عمليات التوسع الاستيطاني ,وتصفية القضية على الناعم . والخطورة الراهنة تنشأ من الدعوة ( البريئة ظاهرا . والملغومة ضمنا ) والداعية إلى الالتفاف مجددا حول القيادة الفلسطينية رغم أنها متواطئة وفاقدة للشرعية وساقطة أصلا ـ كون الخطر الأساسي يكمن في المواجهة مع إسرائيل .على الرغم من انكشاف حقيقتها وفوحان رائحتها كأداة بيد الاحتلال .
لذلك ركزنا في بحثنا السابق على التمسك بالحقوق واعتبرناه بمثابة أقوى سلاح ,في مواجهتها ومواجهة من يقفون خلفها من دون التصادم المباشر معها . واعتبرناه أمضى عامل موضوعي يمكن أن يناقض ويفشل الحل والمشروع الصهيوني وكل من يتساوق معه .
ثانيا : بما أن التمسك بالحقوق لا ولن يجدي نفعا إن بقي كامنا يغلي في الصدور ويجول في العقول , وإن لم يتحول في الواقع الملموس إلى أفعال وأعمال مجدية سيكون عديم الفائدة والجدوى وسوف يصب في مصلحة الأعداء .لذا سوف نركز في ابحاثنا اللاحقة على كيفية تحويل ذلك التمسك بالحقوق (الصخرة النظرية التي تتحطم عليها الأمواج العاتية ) إلى واقع عملي فعال من خلال أفعال نبتت وتنبت يوميا من داخل السياق العام للتاريخ المثبت , أفعالا ونشاطات تكمل وتتسق مع الحل النظري بما يحول تلك الحقوق من النظرية إلى وقائع مادية على الأرض .
ثالثا : يخطأ من يعتقد أو يقول أن شعبنا قد تخاذل أو تنازل أو فرط بأي حق من حقوقه منذ أن بدأت عمليات الاستيطان في فلسطين (في عام 1882 ) ومن يومها حتى اليوم وهو مازال يتمسك بها ويقدم التضحيات .وإن لم يحرز أي تقدم فلأن الهجمة كبيرة وعاتية . ومع أنه خلد لما سميت المنظمة والمنظمات الفدائية وسلم رقبته لها ,إلا أنه عندما اكتشف أن تلك القيادات تبيع وتشتري فيه عاد ليعمل من خارج المنظمة ويقف ضد ما ترسمه له قياداته من خلال نشاطات وفعاليات عديدة من خلال لجان حق العودة ولجان فلسطيني الشتات ,والمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج .(استنبول عام 2017 ) وفلسطينيي أوروبا ..إلخ . وكان أخرها وأنضجها اللقاء التشاوري الذي تم في مدينة مالمو(السويد ) في نيسان 2018 .لكن للأسف كما قال فايز أبو شمالة " جرى اختراق ذلك اللقاء كما جرى لغيره من الداخل .وتم حرفها عن اتجاهها الصحيح من قبل العدو الصهيوني كونها تشكل حالة رعب لإسرائيل تذكرها بالمؤتمرات الشعبية اليهودية التي برزت في القرن التاسع عشر . ما يعني أن العدو يراقب عن كثب كل ما يجري في الساحة الفلسطينية ويعمل على بث عملائه في كل حراك لا يناسبه ـ كما فعل سابقا .الأمر الذي يتطلب منا اليقظة والتنبه والحذر من خلال التعرف على السبل التي اتبعها أدواته من الداخل ( ربما بعضهم عن غير وعي ) لحرف مسيرة النضال الشعبي الفلسطيني خلال السنوات السابقة .لذلك سوف نتناول تلك السبل التي سيتبعونها لإجهاض الحراك الشعبي الذ ي لا راد له إلا من الداخل ,وقبل أن ينضج . فربما نعرف ونتعلم كيف نتجنب حرفه أو إجهاضه .
فتحي رشيد / 3/6 / 2018
(1) اعتقد أن البحث في أي من الحلول السابقة أو غيرها للقضية الفلسطينية ـ الآن لن يكون إلا مضيعة للوقت و هروب من مواجهة ما يجري على أرض الواقع حاليا .فهذا الواقع يتطلب الآن القيام بتحركات شعبية وإجراءات عملية توقف عمليات تصفية القضية أو تضع لها حدا .
(2) في معرض حديثه عن الأخطار الاستراتيجية التي تهدد مستقبل إسرائيل تطرق إلى القنبلة الديمغرافية واعتبر فلسطينيي الداخل أكبر خطر على إسرائيل . كما تحدث عن أنه إن لم يقتنع الفلسطينيين آخرين بالسلام والعيش بسلام مع اليهود في دولة إسرائيل لن تنحل مشكلة الشرق الأوسط وسيبقى الصراع قائما .
...........................................
...........
#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟