أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ثنائية الموت والحياة وتوظيف الزمن الساخر..قراءة في (الساخر العظيم) لأمجد توفيق














المزيد.....

ثنائية الموت والحياة وتوظيف الزمن الساخر..قراءة في (الساخر العظيم) لأمجد توفيق


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


تعد رواية (الساخر العظيم) للقاص والروائي امجد توفيق والصادرة عن دار فضاءات، واحدة من الروايات العراقية التي أرشفت اكثر مراحل حياتنا سوداوية وخراباً، ارشفت وصورت مشاعر وانفعالات انسانية متداخلة على نحو يتيح للقارئ الانسجام مع تسلسل الحدث الروائي الذي بناه المؤلف بـ 668 صفحة من القطع المتوسط.. وحتى يتيح للقارئ محطات استراحة؛ وتوقفات منتظمة؛ عمل على تقسيم عمله الابداعي الى ثمان وخمسين فصلاً..
ينطلق العمل الروائي من لحظة وقوع الكارثة، لحظة احتلال مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من قبل تنظيم داعش الإرهابي.. وقد يبدو للقارئ ان ثيمة الحدث الروائي سبق وان تم تداولها في الحقل الأدبي والدرامي.. إلا ان المؤلف اعتمد على صناعة عمل روائي مغاير جذرياً عن المطروح والمتداول.. وانشغل بالهم الإنساني معتمداً على ثنائية الحب والحرب من خلال نسج زاوية مغايرة للحدث... ورسم حكايات متشعبة.
تتناول الرواية حياة عائلة موصلية كتب لها التشظي والتشتت والانقسام بحثاً عن الحياة.. لتكون شهادات واقعية منسوجة بالخيال، شهادات توثق ما مرت به المدينة بعد ان اجتاحها وباء التنظيم الإرهابي (داعش)..
مفارقات غريبة اشتغل عليها المؤلف معتمداً على تقنيات اسهمت باشراك القارئ بتوقع القادم بوصفه شاهداً او شريكاً للازمة..
تعدد الشخصيات وتشعب المشاهد والاحداث جعل من كل شخصية صالحة لان تكون شخصية رئيسة بالحدث الروائي.. خصوصاً وان المؤلف عمد الى ربط الاحداث على نحو شيق بنمط مشدود.. مما جعل القارئ يفتش بالحروف التي نسجها المؤلف بحثاً عن حلول للازمات الانسانية المتلاحقة التي اشتغل عليها المؤلف..
ما بين الموت المجاني والواقع المأزوم والانكسار العام الذي لحق بنفسية المواطن الموصلي، والبحث عن حياة تكمن بالفرار من موت محتم.. ايقن الحاج اسماعيل الاصيل ضرورة ترحيل النساء والاطفال الى خارج المدينة.. وهو الامر الذي خلق استنكاراً في نفوس اولاده الاربعة (جلال، سعد ، أحمد ، محمد) وكان اصرارهم على ان يكون الحاج اول المغادرين.
وافق الحاج على مضض خصوصاً بعد مغادرة اخيه ابراهيم وعائلته الى اربيل..
لم يبق سوى ابنه الاكبر جلال وهو الذي يلعب دور الاب في غيابه في إدارة وتصفية اعماله التجارية فضلاً عن اضاءة الجانب الانساني بهذه الشخصية التي يبرز دورها في دعم المقاومة ضد داعش سراً... بقي جلال في الموصل مع اخيه سعد وهو بطل من طراز آخر فهو انشقاق واشغال ايجابي للقارئ بمخطوط مذكرات يعثر عليه صدفة يعود الى والد جده لابيه وهو الامر الذي يجعله سجين اسرار والغاز تتطلب التحليل..
مقدمة الرواية كانت بمثابة استعراض موجز للواقع الموصلي في تلك المرحلة.. إلا ان دخول شخصية (بهار) الايزيدية المغتصبة الهاربة من معتقل داعش والتي أراد المؤلف عرض خصوصية احداثها امام القارئ بتفصيل مأساوي واقعي لتكون شاهداً على ابشع جرائم التاريخ البشري..
كانت احداث هذه الشخصية مستوحاة من مأساة النساء الايزيديات اللاتي اسرهن واغتصبهن وباعهن وتاجر بدماء عوائلهن تنظيم داعش الارهابي..
شخصية بهار اختصار لألم لا ينسى ووصمة عار سجلها التاريخ الانساني.. وخلق هذه الشخصية في الربع الاول من الرواية وزجها مصادفة في طريق (سعد) العالق في أزمة تشظي عائته يعني خلق ازمة جديدة تضاف الى ازمات لا تنتهي في الرواية..
تتنقل الاحداث ما بين الموت والحياة.. فتارة تحترق بمشاهد الموصل التي سيطرت عليها العتمة وتارة اخرى تخمد حرائق الروح من خلال شخصية سيف بن الحاج اسماعيل الاصيل، الاعلامي المهني ومدير قناة اعلامية مشبوهة التمويل.. تلك الشخصية التي تشكل بوصلة هذا العمل..
سيف شاب مثابر مهني من جانب، وعابث وعاشق لنساء لسن بعيدات عن حياته العملية (نور ، ندى ، ليلى ، اسيا، سوسن)..
تلك الشخصية تدير احداث الرواية على نحو يخدم الفكرة الرئيسة.. ووصف شخصية سيف بالبوصلة يعني ان المؤلف اراد من الشخصية وعلى نحو واضح ان تسيطر وتمثل الحل داخل مشاهد الرواية..
كان يشكل الفيصل في الكثير من المشاهد فهو الذي اسهم من خلال علاقاته بضابط امريكي (ستيوارت) بالمحاولة الامريكية لتهريب (بهار) من الموصل.. ومن خلال الضابط نفسه تمكن من استحصال موافقة الهجرة لـ (نور وندى) وهو من عمل على تهريب جلال وسعد من خلال عمله مع المجاهدين ضد داعش.. فضلاً عن احداث متشعبة اوكل المؤلف لهذه الشخصية إدارتها..
لا اود الخوض باستعراض شخصيات ومشاهد الرواية بقدر ما اريد ان اوثق قراءة نقدية عنها.. بوصفها رواية هامة يشكل الزمن فيها عنوانها الفاعل (الساخر العظيم) ذلك ان الزمن هو القادر الوحيد على السخرية من هذا الواقع الكئيب..
هذه الرواية بمثابة روايتين متداخلتين تتحدث الاولى عن النقطعة السوداء التي لوثت ربيع الموصل الدائم.. واحالة سمائها الى سخام كما يصفه المؤلف.. فيما تتحدث الثانية عن الغاز الارث والمخطوط التاريخي للجد..
الساخر العظيم عمل ابداعي متكامل، يصعب الكتابة عنه، لما فيه من زحم من الاحداث التي يصعب نسيان او تجاهل اي جانب من جوانبه.. ذلك ان المؤلف لم يسهب في الكتابة الابداعية لا بل ووظف بعض المشاهد التي مالت الى كتابة التقرير الصفحي وجعلها على لسان شخصية الاعلامي..
الساخر العظيم... تشكل ورقة إدانة لقوى الظلام والارهاب.. مثلما تشكل ذاكرة مؤلمة للوجع الذي اجتاحنا جميعاً..
ان عظمة السخرية في هذه الرواية تكمن في إدانة الواقع المتردي الذي اجتاح المدينة والامل في تجاوز هذه المحن دون الانكفاء على اليأس والاحباط..



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة الشباب والرياضة.. دعوة صريحة لقتل الابداع العراقي
- الوصية ما قبل الأخيرة.. قصة قصيرة
- الموت والحياة .. أحياناً! / قصة قصيرة
- قصص قصيرة جداً (وطن خرافي، انحناء، عزلة الحب)
- بيت السيدة العجوز.. قصة قصيرة
- قبر فوق السحاب.. قصة قصيرة
- قصص قصيرة جداً (غرف غائبة ملاحقة)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبول كلي أنا وشيشرون)
- قصص قصيرة جداً (أنا وألبرت أينشتاين أنا وبول فاليري)
- ينقصنا شيء ما...
- قصص قصيرة جداً (أشلاء من السماء الموت لمرة واحدة رقصة المو ...
- قصص قصيرة جداً (أنا وأنديرا غاندي، أنا وهيلين كيلر)
- قصص قصيرة جداً (أنا وفيكتور هوغو ، أنا وشوبنهاور)
- قصص قصيرة جداً (أنا وبيرل باك، أنا ومارلين مونرو،أنا وبتي سم ...
- قصص قصيرة جداً (أنا ومارتن لوثر، أنا وكونفوشيوس، أنا وألبير ...
- أنا وأصحاب الحكمة.. قصص قصيرة جداً
- أنا والأسماء.. قصص قصيرة جداً
- اشتعالات.. ق.ق.ج
- أنا والكبار.. قصص قصيرة جداً
- أنا والآخر.. قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - ثنائية الموت والحياة وتوظيف الزمن الساخر..قراءة في (الساخر العظيم) لأمجد توفيق