أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هل يراد تحويل العراق الى دكتاتورية دينية ؟














المزيد.....

هل يراد تحويل العراق الى دكتاتورية دينية ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لدى حلول كل رمضان تعيد حكومتنا الديمقراطية جدا اعادة تطبيق قراراتها في ما يسمى بمنع الافطار العلني ! إذ تقول الاخبار عن قيام وزارة الداخلية باصدارها توجيهات وتعليمات خاصة بشهر رمضان اكدت فيها اتخاذها اجراءات قانونية بحق "المجاهرين بالافطار العلني" واحالتهم الى القضاء ! لا نعرف ما يكون هدف الداخلية من حشر نفسها في امور ليست من مهامها. وهذه التعليمات هي اعتداء على الحريات وخرق للدستور. يلاحظ تحاشي بيان الوزارة الاشارة الى اسم القانون الذي بموجبه خولت لنفسها حق اصدار هذه التعليمات.

من حيث المبدأ هل لنا ان نعرف ما شأن وزارة الداخلية إن صامت الناس رمضان ام لم تصمه ، ام انها بصدد اقامة دولة دكتاتورية دينية ؟ لماذا تترك الوزارة عصابات الخطف والسرقة والارهاب تسرح وتمرح في البلد ناهيك عن الفساد الناشب في الوزارة نفسها ، ولا تجد إلا المفطرين لتطاردهم وتنكل بهم ؟ فهل صارت مطاردة الناس في طريقة حياتهم هو هدف داخلية العبادي بعد تخطي مرحلة داعش ، وان لا يكتمل امن الدولة والتصدي للارهاب إلا مع مطاردة المواطن وحبسه بحجة الافطار وعدم التقيد بالصيام ؟ هل ستكون الخطوة القادمة للوزارة يا ترى مطاردة المواطنين بحجة عدم ادائهم الصلاة ؟ هل لنا ان نذكر وزارة الداخلية بان الناس احرار في ان تتبع الدين او لا تتبعه ؟

لقد بدأت هذه الاحكام القراقوشية في مطاردة المفطرين في زمن النظام الدكتاتوري السابق حيث لم تكن ثمة ديمقراطية ولا حريات عامة. فهل ان في وارد داخلية بدر الاشارة بان زمان ما بعد 2003 هو امتداد لزمان ما قبله وان لا فرق بين هذا وذاك ؟

لقد ضمن الدستور الحريات العامة بشكل لا لبس فيه في مادتيه (15) و (46) ، وضمّنها ايضا في القسم النيابي في المادة (50) منه. فلا يمكن التعرض لهذه الحريات ومحاولة التضييق عليها. فالدستور لا يُعلى عليه إن بتعليمات وزارية او بغيرها. ويكون الوزير بتصرفه هذا قد خرق الدستور وحنث بالقسم الذي اداه ، ويحق لنا المطالبة باقالته وباحالته هو نفسه الى القضاء.

وليس الوزير الاعرجي هو وحده اول من انزلق في هاوية العداء للحريات العامة ، فقد انزلق قبله وزراء داخلية آخرون مثل باقر صولاغ وجواد البولاني وعدنان الاسدي بمعية نوري المالكي. وكان يتوجب احالتهم جميعا الى القضاء لخرقهم الدستور وحنثهم بالقسم. هكذا يرى بان ليس فقط منظمة بدر هي من يستكثر الحريات العامة للشعب ويخرق الدستور. وقد كان يتوجب على مجلس النواب تذكير الحكومة واحزابها بضرورة الالتزام باحكام الدستور.

هذه التصرفات الاعتباطية تشير الى ان وزير الداخلية لا يتصرف بامانة مع السلطة التي ائتمن عليها. فصار يتصرف بها على مزاجه للتنكيل بالمواطنين. يلاحظ في هذا المجال صمت رئيس مجلس الوزراء على اجراءات وزير داخليته التعسفية وغير القانونية هذه. وهذا لا يعني الا تأييده لها ويعكس مدى تمسكه بدوره بالدستور الذي يكفل احترام المواطن والحريات العامة في العراق. وهذا بالتالي يشير الى ان هؤلاء السياسيون لا يؤمنون بدولة المواطنة التي احد اهم اركانها ضمان الحريات العامة ، ولا ينادون بها إلا لفظيا ولا يسهرون على ضمان تطبيقها. وهذا هو احد نتائج ايصال جهات تقف بالضد من الديمقراطية ولا تصلح للحكم الى السلطة.

وقد صار امرا معتادا مع منظمة بدر خرقها للقوانين التي توقع عليها في مجلس النواب او تتملص عن تطبيقها. وهذا يشير الى سوء النية المسبقة والى استهتار هؤلاء بالقانون وانعدام مصداقيتهم في ضمان النظام الديمقراطي وبناء الدولة الضامنة للحقوق والحريات. والتملص عن تطبيق القانون يؤدي بنا الى الدكتاتورية التي من اهم سماتها الفوضى والارتجالية في الحكم والتعدي على الحقوق والدوس على القوانين ، ناهيك عن الافلاس السياسي المقترن بمثل هذه الافعال. وهو ما نرى تكراره بالضبط هنا. اليس من العيب ان يخرق وزير الداخلية القانون بالتكرار ويتجاوز على الحريات ؟ اية مصداقية ستبقى للوزير وجهته الحزبية بعد هذا ؟

ننتظر من وزير الداخلية احترام حرية المواطن والتراجع عن هذه القرارات الارتجالية المنافية للدستور وإلغاء التعليمات التي اصدرها بخصوصها ، والتعهد بالالتزام بمواد الدستور وبالقسم النيابي الذي اداه.

رابط ذو صلة بالموضوع :

عقوبة المجاهرين بالإفطار في العراق والدول العربية
http://www.alkawthartv.com/news/78967



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخادم بين قادة قوات المتطوعين والمحتلين الامريكان
- حكومات حزب الدعوة وتخريب ولاء الجيش
- مفوضية الانتخابات تحاصر الناخب بالوف المرشحين
- الى حيدر العبادي : من يستلم الرشى يقدم استقالته
- التحقيق حول اسلحة (السي آي أي) المرسلة لارهابيي سوريا الذي ك ...
- تحالف سائرون.. نريد اجوبة على هذه الاسئلة
- حول اجراءات تنسيقيات الخارج بخصوص المفوضية
- العوبة مؤتمر الدول السافلة
- صحفيون روس يرفعون الغطاء عن شبكة تدريب للإرهابيين في سوريا
- نريد إقالة الفاسد مدحت المحمود
- البرامج الانتخابية واهميتها
- الضغوط تتزايد على وزير نفط الاقليم
- اين التحقيق في سقوط المحافظات الشمالية بيد داعش ؟
- اعضاء مجلس النواب ونظافة اليد
- هل يريد التحالف المدني تعريض جمهوره للسع مرة اخرى ؟
- الاهداف المبتغاة من حل الجيش العراقي
- دستور العراق... هو دستور تقسيم العراق الجزء (2)
- دستور العراق... هو دستور تقسيم العراق الجزء (1)
- نحو انهاء الاوضاع الشاذة في الاقليم
- ازمة الاقليم تكشف جزءاً من المستور


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - هل يراد تحويل العراق الى دكتاتورية دينية ؟