أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التنمية الجزائرية المعاقة ( 2 )














المزيد.....

التنمية الجزائرية المعاقة ( 2 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الكل يجمع ان الوضع الاجتماعي والاقتصادي للجزائر ، رغم وجود الغاز والبترول ، كارثي بامتياز . فمن خلال مراجعة ما يسمى بالإنجازات ، وهي مجرد تجارب ظرفية لم تستند الى أصول معرفية أيديولوجية ولا مذهبية ، سيستنتج ان الشعارات التي رافقت ثورة العسكر ، وليس ثورة الشعب ، والتي كان لها بريق ابّان الحرب الباردة ، وكانت مقبولة كدعاية وليس كاستراتيجية ، قد فشلت فشلا ذريعا ، وان حُماتها الذين تسببوا في الازمة ، لا يزالون متضامنين ومتحدين ، ضد الشعب الفقير والمفقر ، ولا يزالون يواصلون بسياسة عرجاء ، تخلط ما بين التمسك بشعارات التمايز الذي أصبحت يتيمة بعد افول عراب الانقلاب على الاشتراكي احمد بن بلة ( الاتحاد السوفياتي المعادي للاشتراكية ) ، وبين تمليح الوضع بشعارات طفيلية من قبيل القطاع الخاص الذي تسيطر عليه حرامية الجيش من جنرالات ، وصقور سياسية من الحزب الحاكم ( جبهة التحرير الوطني التي تسيطر منذ 1962 على الجزائر من خلال سيطرتها على قصرالمرادية ) .
ان الفشل الذي ضرب الجزائر اليوم رغم البترول والغاز ، يعود مصدره وسببه الى ثورة العسكر ، ضد اول حكومة ورئيس اشتراكي في جزائر الاستقلال . فالصراع حول الثروة والجاه والنفوذ ، بين صقور العسكر وصقور الجبهة ، كان يقابله تحالف وثيق بينهما ، في مواجهة شعب خدروه بشعارات شكك فيها جزائريون من قبيل ( المليون شهيد ) . فهل قاموا بجرد وحساب دقيق للذين سقطوا حتى وصلوا الى ان عددهم كان مليونا ؟ ولماذا مليون ، وليس مليون ونصف ، وهذه تفكرنا نحن في المغرب بظهور محمد الخامس في القمر ، وتفكرنا كيف اصبح الخونة الذي تعاملوا مع الاستعمار الفرنسي مقاومين وابطال بعد الاستقلال .
تقوم استراتيجية التنمية الجزائرية على نموذج اقتصادي ذي دعامتين أساسيتين : الاولى تتحدد في اسبقية ( التصنيع )على التنمية الزراعية ، والثانية في اسبقية تطوير قطاع وسائل الإنتاج على قطاع وسائل الاستهلاك .
اما شروط الترجمة العملية لذلك النموذج على ارض الواقع ، فهي نفسها تستند الى ثلاث ركائز أساسية :
1 ) جعل قطاع الدولة قطاعا حاسما في الاقتصاد الوطني ، أي الهيمنة .
2 ) تأميم الثروات الوطنية ، والكل يجمع على فشل سياسة التأميمات التي أضحت عالة على الدولة ، وأصبحت تبحث عن كيفية التخلص منها.
3 ) التخطيط الممركز ، الذي فشل بدوره فشلا ذريعا ، بسبب ضربه المبادرة الحرة ، وبسبب قطع الطريق على المنافسين الخارجين عن قطاع العسكر وجبهة التحرير الوطني ،من السيطرة او حتى ان يكون لهم قدم في الاقتصاد الموجه .
ان كل التخطيطات الاقتصادية التي نهجها النظام الجزائري ابتداء من التخطيط الثلاثي 1967 – 1969 ، كانت تطمح الى تحقيق استراتيجية التنمية تلك .
غير ان التقدم في انجاز البرنامج التنموي المسطر ، لم يكن ابدا بالأمر الهيّن ، إذ وجد مقاومة عنيفة من طرف مصالح الرأسمال الكلونيالي ، ومصالح الشركات الاحتكارية الفرنسية . لكن حزم وصرامة النظام العسكري – الجبهوي ( جبهة التحرير ) تجاه المصالح الفرنسية ، واستعداده ومدفوعا من ( ك ج ب ) الروسية ، لخوض كل المعارك السياسية البزنطية ضدها ، مهما كانت حدة الضغوط الاقتصادية الممارسة عليه ، جعلته في النهاية ينتصر على خصومه الذين يهددونه بمنافسة السيطرة على الثروة ، ويتمكن من تأميم كل الثروات ، التي أضحت في ملك جنرالات الجيش وصقور جبهة التحرير الوطني . وبذلك يكون النظام الانقلابي الدكتاتوري الجديد ، قد بنى القاعدة المادية التي اقام عليها سياسة التصنيع التي ستفشل مع مرور الوقت .
هكذا لم تمر سوى سنوات معدودة ، حتى استطاع النظام الجزائري بناء قاعدة صناعية ثقيلة ومكلفة ، فقط حول صناعة المحروقات ، والبتروكيماويات ، والميكانيك والفولاذ . وتوظيف هذا الحسم بين المافيات في تجميل وجه النظام الذي نجح في ان يصبغ وجه الجزائر بكوبا افريقيا ، وبيابان والعالم الثالث .
ولنا ان نتساءل الآن : إذا كان النظام الجزائري قد استطاع فعلا تطبيق نموذجه الصناعي في مرحلته البدائية ، وبمساعدة الاتحاد السوفياتي ، فهل استطاع ذلك النموذج ، بالمقابل حل مسألة التنمية ؟
( يتبع )



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب البومديني ( بودين ) ، وفشل اختيارات الدولة الجزائري ...
- وثيقة نادرة : بلاغ حول الاراضي المغربية المغتصبة . - الاتحاد ...
- الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
- الحاكمية
- سيناريوهات الحرب القادمة والخطة المحكمة لمواجهتها ( تابع )
- الخطة المحكمة لمواجهة اية حرب طارئة بالمنطقة ( تابع )
- حتى لا تداهمنا بغثة الحرب القادمة ( تابع )
- التهديد بالعودة الى الحرب
- القرارات الاممية حول لالصحراء .
- قراءة لقرار مجلس الامن 2414 حول الصحراء .
- حين يتم ضرب وحدة العمال ، يتم ضرب الوعي الطبقي / الاجتماعي - ...
- ( المثقف ) المغربي الانتهازي
- عندما تصبح القيادة البورصية عائقا امام تبلور فكر طبقي / عمال ...
- سيناريو القرار المقبل لمجلس الامن حول الصحراء .
- حقوق الانسان
- دور الاجهزة البورصية النقابية في ضرب وحدة العمل النقابي واعا ...
- هل ستندلع الحرب في الصحراء ؟
- الكرْنفالْ -- الجُّوطية
- الطبقة العاملة المغربية والوعي الطبقي / الاجتماعي ( 14 )
- الخطاب التكنوقراطي كعائق لبروز وعي طبقي / اجتماعي -- العلاقا ...


المزيد.....




- -بحب أغيظهم-.. محمد رمضان يعلن عن جديده بعد جدل إطلالته في - ...
- لقطة تثير تفاعلا واسعا خلال استقبال أمير قطر لأحمد الشرع في ...
- الكويت.. فيديو يُظهر مرافقة مقاتلات من سلاح الجو لطائرة السي ...
- ضربة إسرائيلية تستهدف غرفة مسبقة الصنع في جنوب لبنان
- الجيش الأمريكي قد يخفّض أعداد قواته في سوريا إلى النصف
- من الأفيال إلى النمل.. تحول خطير في عمليات -قرصنة الحياة الب ...
- ترامب يرسل روبيو وويتكوف في مهمة إلى باريس
- -البنتاغون- تعلق على تقارير حول تقليص قواتها في سوريا
- مسؤولة إغاثية تحذر من كارثة ستحل بأطفال أفغانستان بعد قطع ال ...
- المشروبات الكحولية الأكثر خطورة على الصحة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التنمية الجزائرية المعاقة ( 2 )