|
المشكلة والحل
علي عبد الواحد محمد
الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 13:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمهيد : هذا الموضوع هو تكملة لموضوع قصير كتبته في صفحتي على الفيسبوك ،عن الفيلسوف والعالم والتربوي الأمريكي جون ديوي (1859-1952)م .وكان في سياق الموضوع المراحل التي وضعها ديوي لحل المشكلة وهي خمس مراحل: 1) الشعور بالمشكلة. 2) تعريف المشكلة وتحديدها. 3) وضع الفرضيات وإقتراح الحلول. 4) التحقق من التجربة أي إختبار الفرضيات. 5) الوصول الى النظرية والتعميم. وطالبني بعض المتابعين الأعزاء لصفحتي ، أن ادون بالتفصيل مسألة المشكلة والحل ، وهو موضوع لاتسعه صفحة الفيسبوك ، إرتأيت نشره في المواقع الألكترونية،شاكرا لها مقدما نشرها له، وبعد ذلك اعيد ما نشر في الفيس. المشكلة والحل : لغويا يشير معجم المعاني وغيره من المعاجم الى إن (المشكلة هي صعوبة أو قضية تحتاج الى معالجة وتذليل للوصول الى نتيجة معينة.) وعلى مستوى الإصطلاح يشار الى إنها " حالة تتشكل عن إنحراف أمر معين عن مساره وهدفه، لينتج عنها حالة غير مرغوبة ، وفي بعض الآحيان قد تكون حالة مرغوبة،إذ رب رمية من غير رام ." في هذا التعريف ندخل عالم نظرية تأثير جنح الفراشة.......1 وهي عن الفوضى الحاصلة من الحوادث غير المتوقعة. إذ يبدو لي إن المشكلة ملازمة للإنسان وبالتالي لكل البشرية منذ ظهوره على وجه البسيطة، ولغاية اللحظة الراهنة ،ولذلك يمكن القول إن التاريخ الإنساني، هو تاريخ حل المشكلة( المشاكل ) التي تواجهه بشكل دائم. على إعتبار إن حدوث المشكلة إرتبط في بعض جوانبه بنشوء الحوادث العشوائية غير الخطية........ 2 . أن تلبية الحاجات الضرورية للإنسان، وسعيه للحفاظ على حياته الشخصية، وللحفاظ على جنسه، وإبتكار الوسائل والأدوات والتنظيمات والخطط لذلك ،مرت بتجارب وخبرات عديدة، لتجاوز المشكلة، ووضع الحلول لها، والإرتقاء بها الى تلبية ما هو ابعد من الحاجات الضرورية،الى إبتكار الحلول، لتلبية المصالح، والحصول فوق ذلك على المسرات ووسائل الترفيه. امور التطور وزيادة تمكن الإنسان من تطويع الطبيعة ، وتحقيقه الفائض الإقتصادي وتطور المعارف ادى الى النمو والتنوع في فروع المعرفة،وإنفصال العلم عن الفلسفة، وظهور مساحات علمية جديدة بشكل مستمر، حدث كل هذا نتيجة عوامل عديدة بينها التفكير دائما لحل المشاكل التي تواجه البشرية. قلنا إن المشكلة كانت ولا زالت موجودة في كل مناحي الحياة ، طالما أستمر النشاط الإنساني في إستثمار الطبيعة،وسبر عالم المعرفة النظرية والعملية، هذا الوجود الدائم للمشكلة، دفع الفلاسفة والعلماءالى التفكير بطرق ناجعة لحلها، وتخبرنا الحياة ، إن هؤلاء العلماء والفلاسفة، أطلقوا مسميات عديدة ومختلفة على معالجة المشكلة وفي جوهرها يكمن الحل. ولنا في الفيلسوف اليوناني أرخميدس وهو بالمناسبة عالم فيزيائي أيضا ، صاغ قاعدته الشهيرة عن الأجسام الطافية ، التي طورت الملاحة في البحر ومهدت الطريق للملاحة في الجو ،وقاعدة أرخميدس تنص على " إن كل جسم يغمر في سائل أو مائع يفقد من وزنه بقدر وزن السائل أو المائع المزاح ." ، هذه القاعدة ثبتت أثناء حل أرخميدس لمشكلة التاج الملكي ، فيما إذا كان من الذهب الخالص أو الذهب المخلوط بمعدن آخر. وتذكرنا مسرحية مغامرة رأس المملوك جابر،للكاتب الراحل عبد الله ونوس ،بالحل الذي توصل اليه الوزير بن العولقي، لتوصيل رسالة الى ملك الفرس، يشرح فيه كيفية تحرك الجيش الفارسي والإنتصار على الخليفة في بغداد ، وتمكن من توصيل الرسالة على الرغم من إجراءات التفتيش الصارمة ، فقد كان الحل أن يتم حلق شعر رأس المملوك جابر وكتابة الرسالة على جلد جمجمته وإنتظار نمو الشعر وإرسال هذا المملوك الى ملك الفرس. ولا ننسى ما قاله العالم الفذ ألبرت انشتاين " اذا قام انسان بحل مسألة ووصل الى نتائج خاطئة ، فإنه يصل الى نفس النتائج الخاطئة، إذا حلها بنفس الطريقة حتى لو حلها 100 مرة ". ولعل ما صاغه ديكارت من منهج أسماه " منهج التفكير" الذي جوهره يمثل الإحتكام الى الملكة العقلية لحل المشكلة التي تواجه الباحث، ويشتمل منهج التفكير الديكارتي على أربع قواعد هي : *) القاعدة الأولى ( قاعدة اليقين ): لا أقبل شيئا على إنه الحق ما لم أعرف يقينا إنه كذلك. *) القاعدة الثانية ( قاعدة التحليل ) تقسيم كل واحدة من المعضلات التي سأختبرها الى أجزاء بقدر المستطاع، وعلى قدر ما تدعو الحاجة لذلك . *) القاعدة الثالثة ( قاعدة التركيب ) السير بالأفكار بإنتظام بدءا من أبسط الأمور واسهلها معرفة إنتقالا الى الأصعب ، والتدرج قليلا قليلا ،حتى الوصول الى معرفة (حل) اكثر ترتيبا. *) القاعدة الرابعة ( قاعدة الحل التام ) الإستمرا بالعملية ومراجعة الأحصائيات ، والإستنتاجات، والتوصل الى إنها قدتمت بالكامل ولم يغفل أي شئ . وبجمع القواعد الأربع الى بعضها ،تكون المشكلة قد حلت وفق المنهج الديكارتي. وعند مقارنة هذا المنهج العبقري ، مع مراحل ابحث العلمي ......3 الملازمة للبحوث العلمية، والإطروحات الجامعية وغيرها ، نجد إن هذه المراحل قد تتبعت الى حد بعيد المنهج الديكارتي ، واطلقت اسم مرحلة المشاهدة ، على المرحلة الأولى ، والتي هي مرحلة إنبثاق المشكلة التي تواجه الباحث.....4 وعندما نتوقف عند العلامة جون ديوي ، سنجده قد تكلم صراحة عن المشكلة وعن حلها التي حددها بالمراحل الخمس التي ورد ذكرها في صدر هذا المقال ، وسيتم في هذه الوريقة المتواضعة التوقف براغماتيا ( عمليا، تطبيقيا ) عند كل مرحلة منها ،لكون السيد ديوي يصنف بانه احد رواد البراغماتية في بحوثة عامة والتربوية منها بشكل خاص.فالمرحلة الأولى التي يخلص اليها المتصدي للموضوع، هو إقراره إنه هو امام مشكلة من نوع معين ، والإنتقال فورا الى المرحلة الثانية، التي جوهرها تسمية هذه المشكلة، وإنها لاغيرها هي التي تعالج، وبعدها يتم الإنتقال الى المرحلة الثالثة ، التي تتعلق بالأدوات والأسس النظرية والفرضية التي تعالج فيها هذه المشكلة، وايضا تحديد المصادر والبحوث التي عالجت مشاكل قريبة الشبه بمشكلتنا هذه ، وكيفية الحصول عليها، ثم الإنتقال الى المرحلة الرابعة وهي التأكد عن طريق التجربة من مدى ملائمة هذه الفرضيات والبحوث والنظريات لعملية الحل، وعند التأكد من ذلك يتم الإنتقال الى المرحلة الخامسة وهي الوصول الى الحل النهائي وصياغة نظريته وتعميماته. الهوامش : 1... راجع علي عبد الواحد محمد نظرية "تأثير جنح الفراشة" موقع الناس الألكتروني السبت 29/3/2014 رابط الموضوع http://www.al-nnas.com/ARTICLE/AWahed/29u1.htm 2... نفس المصدر السابق 3،4..... راجع علي عبد الواحد محمد " الإستبيان " موقع الناس الألكتروني في 21/10/2014 رابط المضوع http://www.al-nnas.com/ARTICLE/AWahed/21u.htm
#علي_عبد_الواحد_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحركة والمادة المتحركة
-
من رأى الموت أرتضى بالحمى
-
البطل كما يفهمه المواطن العراقي وكما تراه نظريات علماء الإجت
...
-
بعض المفاهيم عن الدولة والدولة المدنية في العراق
-
الدولة المدنية الديمقراطية وقضية العدالة الإجتماعية
-
معلومات اولية عن المنطق الرياضي 1 & 2
-
تسالي من الرياضيات
-
معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الثاني
-
معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الأول
-
من لبنات البشرية الأولى
-
إشكاليات عمل الأحزاب والقوى السياسية في المنظمات غير الحكومي
...
-
معطيات التقنية الرقمية، وأهميتها لتنمية بلادنا
-
ما يواجه الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية من تغيرات في ب
...
-
خبرة الجماهير
-
العراق والتنمية الزراعية الريفية المستدامة
-
ثورة الرابع عشر من تموز 1958 واليوم
-
البيئة العراقية المشاكل والحلول
-
دراسة اولية لفكر الحزب الشيوعي العراقي الآن
-
التكريم الذي اثلج الصدور
-
العراق العقدة والحل العراق العقدة والحل
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|