اكرم السموقي
الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 03:39
المحور:
الادب والفن
الى روح صديقي حميد
سوف أعود يوماً ولا أعلم متى أعود؟ ولا أراك سائراً بين الأروقة تنسج من ملامح الفقراء شموع الآمال وسوف اسأل قوام السنابل في أي مقبرةٍ دفنوك لكي اسير مع الورود والأزهار وازهر مع الافانين واتناثر مع النسائم واتتبع صدى تلك البيوت المهجورة وأرافق من تبقى من الناس التي تتمنى أن تكون في قبرك واتنفس الأنفاس التي تمتزج مع هذه الأيام الغابرة التي ازدادت فيها همومي وعلى ذلك الحجر المنحوت عليه اسمك وتأريخ ميلادك وتأريخ وفاتك واوقد بالدموع المكردسة في العيون تلك الخلايا المخمدة في صدري
آهٍ ياحميد كيف اسأل كرزرك عن اطلالتها واعلم أن الورود ذابلة وتلك السمراء التي تحدثت عنها لاتزال كالجمرة في لهيب هذا الزمن تحرقني فهل لجوى الزمان غفران يمنح قلبي المكسور الرحمة فأنا المجروح يا حميد مثل جرحك أشكو أرقي في الليالي للسهاد وأسكب نزيف الجرح في كأس دهاق والفه بتبغ سجائري واسكب أحزاني في كؤوس الألم والحزن التي تخمر أوجاع السنين فتأطر بالمكان روحك وطيفك يجس نبضي وقمقم سليمان ماعلى الطاولة من بقايا خواطري فلم يكن رحيلك بأوانه فياليتك تعود وتعود لكرزرك أيامها ومحياها وصبابتها
سوف أعود يوماً ما ياحميد وازرع في شفاه الصبايا أزهاراً وبضحكة الأطفال آمالاً لعلهم لايغتربون مثلي ولايلبسون كفن الردى مثلك وستكبر أجيالٌ وسيكتظون مثل السنابل في قرانا الطينية ويزرعون فوق قبرك وروداً وازهاراً ويتحدثون مع بعضهم ويقولون هنا يرقد حميد الذي دفن مع دواوين الشعر ومع جمال أخلاقه.
#اكرم_السموقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟