أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - رمضانيات














المزيد.....

رمضانيات


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 21:35
المحور: الادب والفن
    


كانت ابنتي الكبرى سيناء تدرس في حلب، ورأينا أن نشتري بيتاً صغيراً كي نؤمّن لها الاستقرار والاستقلالية. كانت في السابعة عشر من عمرها حين دخلت الجامعة، لذا كنت أرى أن من واجبي أن أرعاها حتى تنضج أكثر، وكنت أسافر كل جمعة وسبت إلى حلب، وأبقى خلال فترة الصيف أيضاً.
اشتريت بيتاً في حي يدعى "تلفون هوائي"، وهو حي شعبيّ، ومن أسوأ ما فيه أنّه عليك أن تغلق كلّ النوافذ والأماكن المفتوحة صيفاً وشتاء، وإلا غمرك سواد الشّحار. لم نستمر في السكن فيه لهذا السبب فبعناه، واشترينا بيتاً في السليمانية عوجة الجّب، ومع أن عوجة الجّب كانت مريحة وهادئة، وبيتنا كان مكيّفاً، لكن لتلفون هوائي ذكريات لا تمحوها الذاكرة.
أجمل ظاهرة في الحي هو الزواج المتعدّد المشارب ، فأم رومل مثلاً مسيحيّة، وزوجها كذلك، لكنها أرادت أن تطلق زوجها الأوّل ، وأراد هو أن يطلق زوجته فأصبحا مسلمين، لكنهما يذهبان إلى الكنيسة. وفي إحدى زياراتي لها ، وكانت قد قدمت لي مربى الجوز وقد تعرّفت عليه لأوّل مرّة . كانت تدعوني لأكل الشوكولا بالخبز. شوكولا تصنعها بيديها.
زرت الطبيبة النسائية المسلمة في عيادتها، وكنية زوجها خوري وهو من الوادي، ودفعني الفضول لأسألها عن كنية زوجها، فقالت أحببنا بعضنا البعض في فرنسا، وتزوجنا، ولم توافق عائلتي على الزواج إلى أن أصبح مسلماً.
أما أمّ جارتي وهي من مرمريتا من آل اليازجي، فقالت أن ابنها متزوج من فرنسية مسلمة، وهي تحبها كثيراً.
هذه بعض القصص التي كنت معجبة بها، لكن يوجد قصص حزينة ، ومنها: تزوج أبو الياس بطالبة جامعة مسلمة، وأصبح مسلماً كانت هي في العشرينيات، وهو في الستين، وعندما توفيّ. أرادوا أن يعرفوا ما لديه من مال، وأوّل ما عرفوا أمر زواجه الذي أخفاه عنهم وأن ابنه محمد عمره عام، وكانت الكارثة حول الوراثة حيث أنه لا توارث مع اختلاف الدين.
هذه الأشياء عرضية. أتحدّث عن رمضان في حيّ تلفون هوائي.
لا يوجد رجال في النهار في الحيّ. كلهم يذهبون إلى العمل . لا أحد عاطل عن العمل، لكن الأجور ضعيفة، ولا أحد من النساء عاطل ، فهنّ يعملن في بيوتهن في الخياطة . مثلاً يرسلون للعائلة مئة قطعة كي تقتلع البلاستيك والخيوط الزائدة عن التطريز، وكان دخل العائلة ما بين خمسين ومئة ليرة حيث كانت سندويشة الفلافل بخمس ليرات.
تعرّفت على النساء في البناء الذي كنا نعيش فيه وفي البناء المقابل. كانت النساء تدعونني لتناول قهوة الصباح مع أنّه رمضان، وأجلس معهم أساعدهم في العمل، أجلب المقصّ معي. أعجبني أن تعمل المرأة في البيت.
في إحدى المرات، وقبل ساعة الإفطار أرسلن خلفي لتناول الإفطار معهنّ في بيت إحدى النساء الأرامل واسمها ألماسة وهي من عفرين، قالوا لي سوف نعرّفك على امرأة حلبية كانت تملك هذا البناء، ولا زالت تتذكّرنا.
وفعلاً أتت امرأة بحجاب" أبيض" وفق التّعبير الحلبي، أوقفت سيارتها، وحملت شوالاً على كتفها، ودخلت إلى بيت ألماسة، وطلبت منها أن تعطيها أسماء من يحتاجون للمساعدة، وقد أجادت ألماسة في الوصف حيث أخبرتها عن حصة إحداهنّ الغائبة، والتي كانت مسيحيّة لكنّها أرملة. كيساً من المال وزعته السيدة، وأقل مبلغ دفعته هو ثلاثة آلاف ليرة سورية، وكان هذا المبلغ تعيش فيه العائلة في التسعينات لمدة شهر كامل.
كلّ ما تحدّثت عنه حقيقة، لكنّني نسيت بعض الأسماء بعد ربع قرن من الغياب، ومن القصص الطريفة أنّ إحدى النساء المغربيات متزوجة من حلبي كادا يصلان إلى الطلاق من أجل خلاف حول طبخ الكرز باللحمة.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنّها غضب -2-
- اسمها غضب-1-
- اللعبة السياسية لا تهتم سوى باستغلال الحدث والمتاجرة به
- لا اندماج في الغرب إلا للقلّة المجتهدة
- متلازمات سورية
- زواج ملكي متعدّد الثقافات
- قصاقيص
- ترامب يحوّل الخسارة إلى نجاح
- الحبّ يصنع المعجزات
- نتحدّث كي لاننفجر
- ترامب وأنصاره يحاولون التّعجيل بنبؤءة هرمجدون
- يوم البيعة العربية لإسرائيل
- سجن الرّوح-الحلقة الأخيرة-
- الغرب غرب ولن يتحارب
- السّياسيون، ورجال الأعمال مخلوقات مستنقعيّة
- حملة مي تو تلاحق الأموات ، وتعرّف بعبقريّة الرّجال
- حرب تجارية بين ترامب وأوروبا تحت عنوان الملف النّووي ، فمن س ...
- سجن الرّوح-23-
- عصر سقوط النجوم
- سجن الرّوح 22


المزيد.....




- المترجم سامر كروم: لماذا ينبض الأدب الروسي بحب العرب؟
- العمود الثامن: زعيم الثقافة
- التورنجي يتحدث عن تجربته الأدبية والحركة الأنصارية في جبال ك ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- فلة الجزائرية: تزوجت كويتيا ثريا أهداني طائرة خاصة ومهري لحن ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- مصر.. جدل بسبب اللغة الثانية وقرار وزير التعليم أمام القضاء ...
- -معرض الكتاب- في الرباط يتذكر -السي بن عيسى- رمزا ومثالا يحت ...
- إسرائيل زيف الرواية: الجيش يحقق مع نفسه
- بعد وفاة الراحل سليمان عيد .. فيلم فار ب 7 تراوح يتصدر أعلى ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - رمضانيات