أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - غروبٌ أم شروقٌ...














المزيد.....

غروبٌ أم شروقٌ...


حمدي حمودي

الحوار المتمدن-العدد: 5889 - 2018 / 5 / 31 - 05:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شئتَ أم ابيتَ هناك أمورٌ لا تمرّ بسهولة، مهما حاولتَ، تبقى تجترّ داخلك بقاياها، تلك الأشياءُ او المواقفُ قد تذهبُ ولكن تجرّ ذيولاً طويلةً لفساتينها التي احتفلت وأعْرستْ في نفسك، غير ان الصّعب قد يمرّ ويتاح له أن يذوبَ أو يتسربَ ولكن الأصعب قد لا يجد نفس الفرصة الا بالقصِّ او البتر مثل جرح الصُّرة تماماً، أثرٌ يندملُ ولكن لا يزول.
يشقُّ عليّ نسيان تلك الأيام الصّعبة على رأس الثمانينات ونحن أطفال قلة، مع معلمينا الشبان الذين يعدون على رؤوس الأصابع، نتقاسم شَغَفَ العيش في تلك المباني الطّينية التي شرعنا في تلقى اولى دروسنا الابتدائية فيها ولبنات بعض جدرانها لم تجف بعد خضراء لينة مثلنا، في سباق محموم بين بناء الجدران وتأسيس انسان الغد، في تلك الأرض الجرداء "الحمادة"، بمدرستنا "تسعة يونيو" التي سميت على تاريخ فقدان قائد ثورتنا الشاب المثالي الذي رحل شهيدا مضرجا بدمائه وهو لا يزال في عشرينات العمر.
ذاكرتي ما تزال مبللة بتلك الصور لملابسنا الموحدة الضارب لونها الى السواد، في حين لا تختلف زميلاتنا عنّا فيها سوى بنقط بيضاء صغيرة كنجوم على الفستان، ولا يزال طعم الماء المالح المرّ في فمي الى اليوم، الذي يفقد الصابون رغوته ربما من فرط تركيز الاملاح فيه.
صارت الدروس الاولى مثل رؤيا السراب مشوشة في ذهني قليلا غير ان ملكة اللغة والكتابة الصحيحة والقراءة المتأنية قد شهد بها أغلب زملائي انهم لم يزدادوا في القراءة والكتابة والصرف الا النزر القليل حتى الدخول الى الجامعات.
التحدي فرض على شعبنا ككل، فكان مثل طير بط يفقس لاول مرة، مع فراخ دجاج، يتجه فراخ الدجاج الى النبش في الارض للبحث عن خشاشها، بينما تتجه الفطرة التي فطر عليها فرخ البط الى النهر كي يسبح في الماء.
كل لما قدر له نحن قسم لنا ان نعيش التحدي من أجل البقاء، وكان لزاما ان نتعلم كيف نسبح وكيف نغطس وأخيرا كيف نطير.
كانت اللعبة حقيقية كحلبات المصارعة بالسيوف حتى الموت، لقد اعطي المتآمرون أدوات القتل واسلحته الفتاكة
وأحاطوا بشعبنا وكان هو الوحيد الاعزل في تلك المجزرة.
كان الناجون من القتل هم الذين وصلوا الى ارض اللجوء بل الى جزيرة النجاة بتعبير أدق.
اليوم يبدو أن مشروع الغروب الذي اريد لطمس شمس الشعب الصحراوي تحول بالارادة والتخطيط لدولة العلم بغرسها بأيد مخلصة واعية في ثلة الاطفال الى شروق لصبح جديد، فؤلئك أطفال الامس هم آباء وأمهات لمئات الخرجين من الجامعات اليوم من كل بقاع العالم
ولم تعد مدرسة تسعة يونيو الا ذكرى في ذهن الآباء ورمز للتحدي، أما جزيرة النجاة فتحولت الى معقل المقاومة وقلعة النصر والدولة الصحراوية تنبت الآن في الارض المحررة لتثبت السيادة على الجزء المحرر بدماء الشهداء.
أما المتآمرون فكسرت ادواتهم الحادة ولم يعد الشعب الصحراوي بلا سلاح بل صار يعض وعضته تسيل الدم ويهابها الجميع غير ان المعركة لا تزال متواصلة رغم انسحاب البعض وتغير بعض اساليب وتكتيكات النزال.



#حمدي_حمودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الدلالات الدولية للفتة الصينية الانسانية لدعم الشعب الصح ...
- على هامش الصراع في مجلس الامن على القضية الصحراوية...
- الحركات التكتيكية المغربية قبل ابريل... زوبعة في فنجان...
- خطة كوهلر الجديدة في الصحراء الغربية...رأي خاص
- معركة الفسفات الصحراوي قضية وجود...
- ساحة جنيف يتدفق فيها الشعب الصحراوي باقة ورد...
- ضربة وتد هزت تاج الرباط...
- المبعوث الالماني -كوهلر- - السلام في الصحراء الغربية على حسا ...
- لا حل بدون طلقة الحرية التي يجب ان تولول وتزغرد لها النساء ف ...
- دول الساحل تشكل قوة تشرف عليها فرنسا: شراء صمت الدول ام القت ...
- -التنازل-...قصة قصيرة
- كلام على هامش زيارة -ٍهورست كوهلر- الى الصحراء الغربية
- هل سيقدم الفرنسيون على الانتحار...؟
- لمذا يعد الصحراوي بالليلة وليس بالنهار أو اليوم ...؟ كيف ينظ ...
- 20 ماي طلقة الحرية وشهقة وصرخة الميلاد الاولى...
- رأي خاص في الزفزافي...
- احتجاز سفينة على متنها حمولة من صخور الفوسفات موجهة من الصحر ...
- المسافات و الاقدام و الآلام
- لمذا بدأ ماكرون رحلته بالمانيا ؟
- الادمان على القمار...


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حمودي - غروبٌ أم شروقٌ...