محمد الشاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 02:32
المحور:
الادب والفن
مقال في الفن المعاصر
بقلم: محمد الشاوي(*)
أود أن أفتتح هذا المقال بالتأمل الآتي:
هل يمكن للفن المعاصر أن ينفصل عن التاريخ المعاصر؟
الجواب يستدعي منا التأكيد على أطروحة مرجعية مؤداها أنه لا يمكن فصل الفن عن تاريخه الذي يحيا داخله. والفنان المعاصرحسب مضمون هذه الأطروحة مطالب بتحديد توجهه الفني في علاقته بالتوجهات المعاصرة التي مست الحقول الفنية في علاقتها بمكونين رئيسين ومتكاملين وهما: الفلسفة والعلم.
بتعبير آخر لا يمكن للفنان ها هنا أن يمارس الفنية بمعزل عن العلمية الجمالية ذات الأساس الإسيطيقي الفلسفي. إنه مطالب اليوم من أي وقت مضى بالدفاع عن سؤال الجمالية المقصودة من داخل سلسلة أعماله سواء تعلق الأمر بعصرنة الفكرة الجمالية، أو بالمعاصرة للقضايا التي يشتغل عليها، أو تلك التي يعيشها المجتمع والعالم من حوله.
وعلى هذا الأساس فإنه ليس من المفروض على الفنان المعاصر أن يتبنى أسلوبا محددا ينسج على منواله وعلى أساسه تتحدد فنيته، بل عليه أن يطرح أساليب متعددة سواء تعلق الأمر بالأسلوب أو بعملية البحث الجمالي، وكذلك هو الشأن بالنسبة للموضوع الأكاديمي البحثي.
فليس مهما اليوم ماذا نشكل؟ المهم هو كيف نشكل؟
____________
(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن.
#محمد_الشاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟