أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟














المزيد.....

نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 04:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نصف قرن على الجريمة!
لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟

الفرح حق إنساني لا ينازعك فيه أحدٌ، بل يمكنك أن تستنفر كل خلايا جسدك لتفرز جراثيم البهجة في صورة عدالة وهمية يحققها لك قاتل تقنعك قضية أنت مؤمن بها أنه سفك دماءً من أجلها!
مساحات الصمت تمتد لنصف قرن؛ ونحن لا نراجع أنفسنا رغم أننا لسنا القاتلين؛ إنما نحن متعاطفون مع من أطلق النار على رجل دخل مئة معركة من أجل السلام والمساواة والإنسانية، فلما تعاطف مع إسرائيل، كأكثر زعماء الغرب وأمريكا في ستينيات الغضب الممتدة من ربيع براغ إلى انتقام لوس أنجلوس، فرحنا أنْ جاء رجل مِنــّـا، عربي وفلسطيني ومسيحي نسيَ رسالة السلام لابن مريم، عليهما السلام.
السيناتور روبرت كنيدي كان يدافع عن قضايا السلام، ويقضي ساعاته في البحث عن وحدة أمَّة متمنيا أن يرىَ اليوم الذي يجلس في المكتب البيضاوي رجل أسود يحكم دولة بيضاء عنصرية تتنفس من رئتي كلو كلوكس كلان، ويكتب تاريخ الاضطهاد فيها أحفاد كونتاكنتي!
روبرت كنيدي عرّض حياته للخطر عشرات المرات في زياراته للجيتوات السوداء، وأدمعت عيناه وهو يحمل طفلا أسود لا يأكل إلا فتاتا؛ فمات بين يديه.
قيل له بأنه سيُقتــَـل مثل أخيه، جون كنيدي، فلم ينصت إليهم، لكنه كان ينصت للرصاص الأعمى الذي حصد عشرات الآلاف في فيتنام، وأقسم أنه سينهي هذه الحرب الجهنمية الظالمة على شعب في الناحية الأخرى .. البعيدة عن بلده، ويعيد 185 ألف جندي أمريكي يعملون في وظيفة قتلة بالنيابة عن السياسيين.
كانت أمامنا الفرصة أن نقنعه، وكانت حساسيته المرهفة للمظلومين مقدمة لوضع قضية شعبنا الفلسطيني أمامه، حتى لو ربحنا نصف تعاطف في حال وصوله إلى الحُكم، فأمريكا كانت تبكي على أخيه وعلى مارتين لوثر كينج وعلى أبنائها في فيتنام الذين ذهبوا لمحاربة أشباح ماركس وانجلز، فإذا هم يقتلون السكان الضعفاء، صُفرَ الوجوه، نحيلي الأجساد، مجوفي البطون!
كان سرحان بشارة سرحان صغيرا في السن، يعيش حُلم عودة اللاجيء الفلسطيني إلى أرض الوطن المغتَصَب، واقتنع أن السيناتور هو سبب مصائب الاحتلال، رغم أن روبرت كنيدي الذي أنهى سرحان حياته بطلقتين في الرأس كان في الحقيقة الأقرب إلى التعاطف مع أصحاب أعدل قضية بعدما يكسب أصوات اللوبي الأمريكي المتعاطف مع تل أبيب.
وسقط السيناتور مضرجا بدمائه وهو في سن الثانية والأربعين، 6 يونيو 1968، وترك خلفه شبه دزينة أطفال، وأحلام مارتين لوثر كينج والمكسيكيين والهنود أحفاد السكان الأصليين والزنوج الذين أعطاه 90% منهم أصواتهم في الانتخابات التي جرت قبل أسبوعين من مصرعه.
كان السنياتور يقرأ بوعي وسلام الكتاب المقدس، ووصلته رسالة المسيح، عليه السلام، فأنصت إليها عكس ما فعله أكثر السياسيين الأمريكيين.
لماذا فرحنا منذ نصف قرن بجريمة قتل روبرت كنيدي وهو لم يكن قد تولىَ الحُكْمَ بعد، ويعيش وسط ضغوطات مراكز القوى البيضاء والصهيونية والعنصرية ومصانع الأسلحة وأنياب الرأسمالية المتوحشة التي لا تريد أن تعترف بهزيمتها أمام الضعفاء، آكلي الأرز في حقول فيتنام؟
هل صحيح أن سرحان بشارة سرحان قدّم لشعب فلسطين خدمة بقتله روبرت كنيدي؟
كانت الولايات المتحدة على مرمىَ حجر من التغيير الأسطوري في طريق السلام الذي كان سيمتد إلى آسيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية!
إن وضع قضايا عادلة في فوهة مسدس يطلق رصاصات عمياء في الجانب الآخر من الكرة الأرضية هو دفاع أحمق يُلمّع الخسارة، ثم يحتفل الغوغاء بالنصر الدونكيخوتي!
سرحان بشارة سرحان ظن أن مسيحيته ستجعل تروس المطابع في أمريكا ليــّــنة وهي تُدينه، وسيُصَليّ المسيحيون في أمريكا من أجله رغم أن القتيل هو الأقرب للمسيح، عليه السلام.
إننا نحن العرب نملك عزة نفس عجيبة تجعلنا لا نراجع أحكامَنا الظالمة التي أطلقناها في زمن مراهقتنا السياسية.
وحتى أقطع الشك والريبة عن أي قاريء؛ فأنا مقاطع لإسرائيل من مهدي إلى لحدي، ولو اعترف الإنس والجن وأربعمئة مليون عربي بالاحتلال الصهيوني فسأبقىَ بمفردي!
لكن رؤيتي الجديدة تلك لا تتعلق بقضية مصيرية ومبدئية عن سرقة أرض عربية بواسطة الأقدام الهمجية؛ إنما عن عدالة عوراء أقامها شاب مِنـــّـا، عربي فلسطيني، منذ نصف قرن، واختار السيناتور الأقرب للسلام والمحبة والمساواة والمسيح، فأرداه قتيلا، وخسرنا نحن رجلا كان يمكن أن ينصت إلينا.
كانت لغة الحوار على الأرض الأمريكية سائدة، وعندما قابلتْ جولدا مائير أخاه جون كنيدي، اقنعته في أقل من ساعتين بعدالة الظلم الصهيوني؛ أما نحن فكنا نظن أن صراخنا حوار.. فخسرنا.
لقاء واحد، هاديء، عقلاني بين الملك فيصل بن عبد العزيز والجنرال شارل ديجول انتهى إلى وقف تصدير السلاح للدولة الصهيونية.
نصف قرن على جريمة قتل السيناتور روبرت كنيدي، فهل تعلـّـمنا الدرسَ أمْ أننا لم نبرح زمن المراهقة السياسية التي تلوّح بالقبضة كأنها حوار؟

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 26 مايو 2018



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحفادي و .. ذكرىَ النكبة!
- مغالطة مخزية .. حرب فلسطين!
- لكنها ليست حربًا ضد بشار الأسد!
- أنا لا أستبدل بعصري كل عصور الماضي!
- رسالة مفتوحة للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي .. هذا ...
- لهذا يكرهني الإعلاميون المصريون!
- عيد الأم، ست الحبايب .. ألا تخجلون؟
- قراءة في شتائم الغوغاء!
- البابا تواضروس في حديث إلى السعوديين!
- الملائكة تهاجر من مصر في الولاية الثانية!
- كل شعوب الدنيا إلا في مصر!
- سيناويات طلسمية؛ ومع ذلك فشعبُنا جيشُنا!
- لماذا يكره الإعلاميون المصريون الإعلاميين المصريين؟
- السيسي سيحكم لمئة عام قادمة!
- تبرئة إبليس بشهادة الجماهير!
- كلنا في الانتخابات أصفار!
- أنا والخليج .. الحبُ المُحرَّم!
- حكايتي مع إيران!
- البحث عن مصر!
- رؤية جديدة لأزمة الخليج.. ماذا نفعل مع قطر؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - نصف قرن على الجريمة! لماذا فرحنا بقتل روبرت كنيدي؟