أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - رسائل الربيع للطائر الى بغداد














المزيد.....


رسائل الربيع للطائر الى بغداد


كاظم الشاهري

الحوار المتمدن-العدد: 423 - 2003 / 3 / 13 - 01:27
المحور: الادب والفن
    


 

بغداد لاتراك نطفة من نهرها
خذ حقيبتك وسافر . توقف امام موظفات الموانئ باندهاش . امش وراء جنود البلدان حاملا حمرة شفافهم ومعطراتهم وكريمات الايلاج وملابسهم الداخلية الزاهية وبساطيلهم ايضا .
تستطيع ان تاخذها معك زوجتك الحبيبة وتستطيعا ان تاخذا معكما اولادكما الحلال اذا شئتما ايضا . لاخطر عليك ولاخطر عليها ولا خطر على الاولاد الحلال .
تستطيع ان تاخذ دفاترك وهاتفك المحمول لكي تتحقق من مشاريعك وارصدتك وكيف تعمل واخر اخبار البورصة .
امسح على شعرها زوجتك الغالية ، وقل لها لاتذرفي دمعة ، لان الغزاة بالرغم من احتقارهم لنا . فانهم يخافون على حياتنا ويريدون لنا ان نكون في الحياة ويريدون لنا ان نتناسل ونتكاثر . لان حاجتهم لنا مثل حاجتهم للنفط ومثل حاجتهم للاسواق وتصدير البضائع . وحاجتهم لنا مثل حاجتهم للمغلوبين والمستضعفين والجياع ومثل حاجة عنتر بن شداد للجبناء في ساحات الوغى من اجل ان يقتلهم بطريقة فادحة جدا  يجعل لها قلب الشجاع يضطرب ويضعف .
تستطيع ان تاخذ العاب الاولاد ( والبلاي استيشن ) وتاكد انهم سوف يكونون بامان ولاتمسهم ذرة غبار . لان الغزاة يريدونهم احياء من اجل ان يفرخوا اشباههم .
الصواريخ لاتذهب اليهم . الصواريخ سوف تذهب الى اولاد ( الملحة والكاكا والقرداش واولاد اشلونكم اغاتي ) . وبالرغم من انهم لايحتاجون الى صواريخ لكي يموتوا ( اولادنا ) ، لانهم من دونها يموتون  . ولكن اللعبة نفسها سوف لاتكون مسلية وسوف لاتكون  مغرية على شاشات التلفاز من غير هذه الصواريخ .
هل سالت نفسك قبل ان تعلن ابتهاجك بالمهمة ، ماذا لو ان اسيادك حشدوا ائتلافا دوليا للضغط على الديكتاتور من اجل التحول السلمي  وانتقال السلطة الى الشعب بدلا من الحرب  .؟؟؟؟
انا اعتقد جازما ان هذا هذا السؤال لم يبادرك ولم تبادره ، لانه لو تحقق ذلك فانه سوف يمر من غير زركشة وابهة لك . وسوف تبق تبحث عن اعلان هزيل يمجد اسمك ويضعه على الواجهة . وسوف تبق تبحث عن اخبار هذا ( البزنس وذاك البزنس ) من دون ان يتذكرك احد .
بغداد لاتراك نطفة من نهرها . ادخلها غازيا ..................... و
احص الطلقات التي نفذت الى جسد الاب او الام او الابن اوحتى حيوان ضليل . واكتب تحقيقا منقطع النظير للجنود الذين جعلوك تدخل بعدما استتب لهم النصر . لان الجنود  الغزاة ذاتهم يعرفون انك لست شجاعا بما يكفي لكي تكون غازيا . ولكنهم يعرفون وبدقة متناهية انك تستطيع اجادة التلفيق . ولذا سمحوا لك بالدخول بعدما اتموا مهمتهم .
وانك تستطيع من مكانك وبدون سفر وبدون تذمر من اجراءات المطارات وكلابها واجهزتها الالية . وبدون عناء حمل لوازم الجنود وفظاظتهم . تستطيع ان تكتب تحقيقا خارقا وانت في مكانك ، عن حق هؤلاء الضحايا بالموت والفناء والتبخر والتلاشي . وعن فروسية جنود البلدان واخلاقهم واهدافهم السامية وتستطيع ان ( تقبض ) مثلما يقبض سمسار قطعة نقود قذزة .




#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهور عطشة
- الذي رسم جنة الله
- مخلوقات شرقية ، مجموعة القاص رياض كاظم تحصل على الجائزة الثا ...
- الزعيم في القمر
- دجاج الملك حسين وموز محمد سياد بري وخرفان الملك فهد
- القطة والثلاجة
- اوجه التشابه بين خضير طاهر ولطيف نصيف جاسم
- رؤوس تبحث عن اجساد ورائحة لاتغادر
- الشتاء مجازا
- الحوار المتمدن بعد عام على ميلاده
- ايــن الاعتــذار ؟
- العباية
- مدفع كاظم الريسان
- الرجل الاذاعة
- الرجل الاذاعة
- تلاميذ زاير ربــد
- الافراج عن قلم الحاج داحــس الشــاهر
- خرج ولم يعــد
- ام تكليف توجه نداءا
- عـراقيون


المزيد.....




- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الشاهري - رسائل الربيع للطائر الى بغداد