جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 08:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مسامير جاسم المطير 1101
الإعلام الأمريكي يلعب معنا لعبة حية ودرج ..!!
لا احد من أهالي البصرة لا يعرف مدى التدخل الإيراني في مدينتهم، ولا احد من أهل العراق كله لا يعرف كيف يرتقي الإيرانيون السريـّون السلـّم الملتوي في السراديب و الممرات السرية لعدد من أعضاء وقيادات أحزاب معينة من دون أن يحدثوا جلبا أو صوتا .. فالمهم عندهم جميعا أن يبلغوا قمة أهدافهم في إحداث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد ــ إذا أرادوا ــ وحتى بين أبناء الطائفة الواحدة ــ إذا أرادوا ــ أو في دعم بعض ما يعكر صفو الأمن هنا أو هناك ــ كما يريدون ــ مقدمين لأصحابهم بريق المال والسلاح ..!
اغلب الناس العراقيين يعرفون عن هذا الأمر قليلا أو كثيراً ..! لكنهم يتهامسون وهم لا يملكون غير الهمس في مثل هذه الظروف عما جرى ويجري من اغتيال ونصب وقتل وتهريب على جانبي شط العرب ..! والهمس كما هو معروف ينتقل بعادته من هامس إلى هامس آخر حتى يصل إلى كل أذن ، في أقصى النواحي ، حتى لو كانت طرشاء ..!
الجيش البريطاني الموجود في البصرة يصرّح أحياناً فنسمع من بعض ضباطه من يقول أنهم يعرفون كل شيء عن نشاط المخابرات الإيرانية ...! بعد ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين ينفي ضابط بريطاني آخر أو نقرأ عن صحيفة بريطانية تكتب : أن لا صحة لما يشاع عن التدخل الإيراني في شئون العراق ..!
يوم أمس أعلن البنتاغون انه لا يملك دليلا على التدخل الإيراني في العراق ..! رغم أن البنتاغون يعرف كل شيء موجود على سطح القمر .. وها هي سفينتهم تحوم ، هذه الأيام ، في مدار المريخ كي تعرف ما في باطن ذلك الكوكب البعيد جدا جداً ..!!
أما اليوم أي بعد 24 ساعة فقط نسمع ونقرا أخبارا أمريكية أخرى على لسان الناطق الرسمي باسم السفارة الأمريكية ببغداد تقول : إن الولايات المتحدة الأمريكية " قلقة " بشان نشاطات إيرانية في العراق ..! وقد أضاف بيان الناطق الرسمي أن سفير أمريكا في العراق زلماي خليل زادة مخول بالتباحث مع الإيرانيين حول هذه الأمور " المقلقة "..!
هكذا يظل السامع العراقي بين حانة ومانة .. فكل كلام يصدر من الإعلام الأمريكي هو من دون صمغ لذلك لا يلصق في أذهاننا أكثر من 24 ساعة .. وربما صار العراقيون يتندرون أن الأخبار الأمريكية حول العراق هي مثل ثلج معامل بغداد في هذه الأيام سرعان ما يذوب ..! وقد غدا الساسة الأمريكان يلعبون في بغداد لعبة الدرج والحية التي أتقناها منذ كنا أطفالا صغارا ..!
*******************************
• قيطان الكلام :
• صار العراقي " مفتح باللبن " يفرق بين السياسة الأمريكية الذكية التي لها ( أهداف ) وبين الإعلام الأمريكي الغبي الذي له ( رغبات ) ..!!
*******************************
بصرة لاهاي في 16 – 3 - 2006
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟