منير الكلداني
الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 03:47
المحور:
الادب والفن
السبب الخامس : مهما امتلك الناقد من خبرة او مقومات تامة لعمله حيث يكون ملما بثقافة معتد بها في رؤيته للنصوص بمختلف اتجاهاتها فهناك شيء مهم يضاف الى تلك رغم انها خارجه عن التخصص الا انها متممة ومكملة وهي المعيار الخلقي ، وهذا المعيار يعطي لمهمة النقد بعدا انسانيا يضاف اليه وهو ما يجعله قابلا للتقبل من الجميع فبين ادوات المعرفة والمعيار الخلقي تنبثق اربع انواع
1 – ناقد غير تام الادوات وغير تام في المعيار الخلقي
وهذا هو المشكلة في عالم الادب ، الذي سيؤدي الى فرار اي اديب يريد ان يتعلم او ان يتخذ منه قدوة في الادب فهذا الناقد هو مرض عضال في الجسم الادبي يضرها اكثر من اي كاتب (( متطفل )) لانه يعتبر ميزانا للنص ويكاد يطغى على هذا النوع المصلحية بكل اشكالها التي لا تنسجم مع المبادئ العامة للنقد فهو قد ضيع النقد وضيع الكاتب برغباته وتكبره واستغلاله للاخرين .
2 – ناقد غير تام الادوات وتام في المعيار الخلقي
وهذا النوع يميل الى المهنية رغم ما فيه من نقص معلوماتي لان المعيار الخلقي سيرشده الى مواطن ضعفه من خلال تقبل الاخر ورؤيته الى التصحيح .
3 – ناقد تام الادوات وغير تام في المعيار الخلقي
وهذا النوع يكاد يشبه الاول من حيث تعاليه على الاخرين وتركيزه على القبح في العمل الادبي بشكل واضح حيث يرى ان النقد يجب ان يوجه الى الجانب السلبي ولعله يتعب نفسه في انتقاء نص ركيك وتسليط ضوء الهجوم عليه بنقد لاذع ، فان رضي عن عمل فلا بد ان يرضى عن صاحبه اولا ، واحيانا يكون هذا الرضا مستلزما لامور اخرى – تطرقنا لبعضها سابقا - ، فهو وان كان تاما من حيث الادوات المعرفية الا ان المعيار الخلقي اذا لم يك متوازنا يجعل منه تاركا للادوات مغلبا عليها تعاليه ورفعته
4 – ناقد تام الادوات وتام في المعيار الخلقي
وهذا هو الناقد الحقيقي .
#منير_الكلداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟