أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد السيد علي - الهروب من خانقين في اكتوبر 1980















المزيد.....

الهروب من خانقين في اكتوبر 1980


أحمد السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 01:33
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الهروب من خانقين في اكتوبر
1980
هذه الشهادة مهمة وجديرة بالتوثيق، قبل ان اموت انا او محمد خضر بيجان بعد ان رحل عنا عبدالله الصباغ.
كان قد أصطحبنا عضو محلية ديالى محمد خضر بيجان من بيت المرحوم الاستاذ عبد الله الصباغ ، الى بيته في حي العمال خلف مقبرة خانقين انا وزوجتي الراحلة اتحاد ، وكانت الحرب العراقية الايرانية في بداياتها مستعرة تماما ، فقد أزيل من الوجود قصر شرين المقابل لمدينة خانقين، وقد قصف الايرانيون خانقين بالطائرات والمدفعية ، وكنت قد درّست الرفيق محمد خضر بيجان الرياضيات لامتحان البكلوريا، والشهادة انه من ابطال الانصار الاوائل ، سنة 1974 والتي مختلف عليها، وكنت أذكره برفيقه الذي جرح في معركة وطلب من محمد أن يقضي عليه بدل الاعداء ، وكان يتألم كثيرا لهذه التجربة التي فرضتها الظروف. في تلك الايام قبل الانتقال الى خانقين كنت ابيت في بيت غاية في الكرم والامانة هو بيت أبي ناظم متي القريب من المحطة ،
فقد ذكر لي المثقف المهم الراحل ناظم متي انه استدعي عدة مرات في مديرية الامن هارون في ديالى وطلب منه هارون موقف الحزب من اثيوبيا وارتريا و
شرح ناظم موقف الحزب من هذه المعضلة، واعطاه مدير الامن 25 دينار وهو اعلى عملة وقتها ، وذكر لي وانا احمل هذه الامانة انه في يوم ما جاء مدير الامن في سيارة كبيرة وفيها محمد خضر بيجان و الراحلان عبدالله الصباغ ونجاح حمدوش وذهبوا الى الصدور، يجب أن أذكر للامانة بعد 2003 حينما رجعت الى العراق تحاشاني المرحوم الاستاذ عبدالله الصباغ، رغم احترامي الكبير له. وكنت قد سمعت من اخيه عباس ايام بقائي في بيت الاستاذ عبد الله الصباغ انني لست مطلوبا . و هنا يجب ان أذكر حقيقة مهمة ، كان الاستاذ عبدالله يستقبل في بيته مساء ، اعضاء محلية ديالى في المساء، كلّ عن انفرد ، في الصالة يأتي الراحل البطل علي هادي ، وفي غرفة الخطار نجاح حمدوش ، وفي غرفة اخرى محمد خضر بيجان .
كنت اراقب ذلك من الطابق العلوي. كان لمحمد خضر بيجان علاقات متعددة مع اعضاء حزب البعث ، ويعتبرها جسور للحوار. أنا اتحدث عن محمد خضر بيجان وهو على قيد الحياة.
في بيت الراحل عبدالله الصباغ مكثت اسبوعين تقريبا، قرأت الاقدام العارية التي تدور عن ما فعله عبد الناصر بالشيوعيين المصريين ، وخاصة في سجن الواحات وأبي زعبل من تعذيب وقتل ا لشهدي عطية الشافعي ورفاقه. بعد ذهابي الى خانقين في بيت محمد خضر بيجان .
كانت خانقين قد قصفت بشكل عنيف ، لان الجيش العراقي سحق قصر شيرين فأستحالت الى ارض محروقة فتبدد حلمي في الهروب من العراق الى ايران.
عندما دخلت خانقين كانت صامتة تماما ،الكهرباء تنقطع اغلب الوقت. وكان البشر الباقون قابعين في بيوتهم، أخذني محمد خضر بيجان الشجاع الى بيته في حي العمال او العامل خلف المقبرة وكان على خلاف مع زوجته السابقة ، وكان بيته يقع ركنا ، وفي مقابل
بيته كانت مدرسة ابتدائية قصفت لتوها واثار الدمار واضحة للعيان. المشكلة الوحيدة في بيت محمد ان التواليت خارج البيت. وفي مساء يوم ما ذهبت الى التواليت وبشكل تلقائي ضغطت على الزر فأضاء المصباح،وبسرعة فائقة أطفأت المصباح، لكن بعد فوات الاوان، فلاحظو اعضاء الجيش الشعبي الاضاءة وجاؤا الى محمد وقالو له من معك في البيت فإضطر محمدالقول بأن لديه ضيوف. في هذه الاثناء تذكرت زوجتي ان خالها الحاكم فاروق حسن تحسين ،
،
كان بيت فاروق حسن تحسين يبعد عن بيت
محمد ثلاثة دور ، ويأتي بالضبط خلف البيت الثالث.
ذكر لي محمد خضر عن الشهيد مامستا نوري الشيوعي الذي قتله البعثيون، وبيته مقابل بيت الحاكم فاروق حسن تحسين، واعتقد انه على قيد الحياة.
اقول ذكر لي محمد خضر ان فاروق حسن تحسين كان قيادي قديما في حزب البعث وخرج منهم وطلب من محمد ان يكون عضوا في الحزب الشيوعي العراقي ولكن اللجنة المركزية تريثت بذلك حفاظا على حياته ومنصبه المهم في القضاء.
في صباح اليوم التالي إستيقضنا وشاهدنا رجال الامن يحومون حول بيت محمد خضر بيجان، وكان محمد قد خرج فجرا دون ان نشعر به.
ماذا نفعل ورجال الامن يحومون حول بيت محمد، فكنت اراقبهم فقلت لزوجتي اتحاد لندع كل حاجياتنا التي اشتريناها من البصرة مع محمد. ونذهب بطريقة طبيعية الى بيت الشهيد ماموستا نوري الذي يبعد ثلاثة دور كما اسلفت،
خرجنا وقلوبنا في اقدامنا بمهل وذهبنا الى بيت الشهيد مامستا نوري الذين اغتالوه بدهسه كما علمت.
طرقت زوجتي الدار وشرطة الامن تراقبنا عن بعد وخرجت زوجة الشهيد وسألت ماذا تريدون فقالت زوجتي أنا ابنة اخت فاروق حسن تحسين وهذا زوجي نقل حديثا الى خانقين كمدرس للرياضيات في المدرسة القريبة في حي العامل او العمال لا اذكرها الان وهي تقع
خلف مقبرة خانقين.
إستقبلونا بحفاوة لا مثيل لها واتمنى الان ان اذهب اليهم واعتذر منهم واشكرهم.
دخلنا انا واتحاد وهم لا يعلمون ان رجال الامن يرصدونا، وجلسنا بحدود نصف ساعة وامتدحوا الحاكم السابق فاروق حسن تحسين لنزاهته وجيرته الطيبة، بعدها دخلوا بيت خالتهم الملاصق لبيتهم خلف بيت الشهيد مموستا نوري، كانت مصادفة غير محسوبة ، ولكنها كانت عصا النجاة، اي هناك بين البيتين بصلة القرابة باب داخلي في الحديقة، فبعد الحديث طلبنا مشاهدة بيت خالها فاروق حسن تحسين ، فدخلنا من باب الحديقة الخلفية الى بيت الخالة، ومكثنا قليلا ثم إستأذنا بالخروج في الشارع الخلفي الملاصق للمقبرة بعد توديع العائلتين دون ان يعرفوا ان رجال الامن يتجولون امام بيت الشهيد ماموستا نوري. سلكنا طريق المقبرة الى سيارات بغداد وهربنا.
بعد ذلك بثلاث اسابيع رجعنا لأخذ اغراضنا ذهبت اتحاد للسلام لبيت ماموستا نوري فقالوا لها في الباب ارجوك ادخلي انت اما زوجك فلا فقد بهذوانا بعد ذهابكم. ذهبنا الى بيت محمد خضر بيجان وكنا سابقا نأخذ المفتاح من تحت القرميد في الحديقة ولكن شاهدنا جميع زجاج الشبابيك مكسرة انتقاما لهروبنا، فأرادت اتحاد ان تدخل وتأخذ حاجياتها فلم انصحها بذلك خوفا من كمين ورجعنا متألمين لما جرى لعائلة الشهيد الرائع مامستا نوري ، ولم ألتقٍ بمحمد خضربيجان حد الساعة هذه.



#أحمد_السيد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأعطي صوتي لأصغر كيان انتخابي وأصغر صورة لمرشح اكاديمي حقيقي
- حق تقرير مصير شعب لا يحتاج الى إستإذان
- العشيرة أو القبيلة من أهم مظاهر التخلف
- حميد العقابي... الشاعر والروائي الطائر المتشرد
- عبد الغني الخليلي ذاكرة لا نتنهي
- لتسامح فكرة عنصرية بغيضة ... الحل في المساواة
- ماهية الجنة ... هل هي للعاطلين والكسالى
- أعشاشنا القديمة
- هادي الربيعي وإرتحالات نورنندا
- غادرنا المناضل البطل فاخر ... على حين غرّة
- المبدع المسرحي كاظم السعيدي ...وداعا
- ينابيع الأقصى
- هواة الحمام
- نادي 14 تموزالديمقراطي العراقي في عاصمة السويد (ستوكهولم) .. ...
- الهروب الاول الى الكويت
- قصة قصيرة...فرج البقال
- كاظم السماوي أخر الشعراء الكبار المخضرمين ...وداعا
- مهمة التوثيق وليس إعطاء الفتاوى
- محاولة لفهم كتابة التاريخ
- لماذا لم تنفذ وصية المفكر الراحل هادي العلوي...بالحرق بعد ال ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - أحمد السيد علي - الهروب من خانقين في اكتوبر 1980