أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - النقد والجحيم














المزيد.....

النقد والجحيم


عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث

(Abdallh Ahmad Altamimi)


الحوار المتمدن-العدد: 5882 - 2018 / 5 / 24 - 04:00
المحور: الادب والفن
    


النقد والجحيم
ان موضوع الجحيم ، ان لم يكن جذاباً ، هو أمر رائع على الاقل لدى شريحة كبيرة من الناس ، الذين يمارسون النقد على التوالي بشكل لحظي، وعلى التوازي بشكل يومي ، مع صخب الحياة العصرية ، وهذه الطبيعة البشرية مؤصلة ، منذ عصر الانحسار الجلدي الاول ، بل حتى انسان الكهوف لم يسلم من هذه الغريزة النقدية ، ولكن المثير للدهشة اننا ان لم نجد شيئاً ننقده ، نقدنا انفسنا ونقدنا اشكالنا وحياتنا وواقعنا وظاهرُنا وباطننا ، حتى يصل النقد الى الظواهر الطبيعية والظروف الجوية ، وهذا بتأكيد بعد ان نكون قد قطعنا حاجز نقد الحكومة ، وارتفاع الاسعار والضرائب المتوالدة في كل صباح ، والنظام التعليمي والتربوي والفني والصحي وحتى التطور التكنولوجي، والجيل الجديد المتحذلق في الرقص على اجهزة الخلوي .
وعلى الرغم من ان مصطلح الجحيم مرتبط بالمفهوم الديني ، على انه شكل من اشكال الصور المعاكسة للجنة والسعادة الابدية ، الا اننا عندما نفكر بوصف الخالق ، لجمهور اهل الجحيم نجد هذا الوصف مطابق لحالة اهل النقد في الدنيا ، فهم متمرسين بالجلد على جميع الأصعدة بما فيهم جماعة النقد الفني ، ونعتقد هنا ان من يمارس النقد السلبي بغزارة ، انما يدفع نفسة ومن حوله للدخول الى الجحيم في الحياة التي يعيشها ، حينما يتحدث عن اساسيات الحياة والعلاقات المتبادلة بين البشر ، من خلال البحث في جوانب النشاط الانساني من وجهة نظر فلسفية قائمة على تفسير اطراف الموضوع حسب انطباعه الخاص ، المبني على تحليل السلبيات المحلية والايجابيات الغربية ، وحسب وجهة نظره انه يقدم خدمة انسانية معرفية للبشرية ، حيث تنقسم هذه الحالة على عدة جوانب وظائف ، ففي الجانب الاكاديمي تكون من خلال دراسة وتحليل اصل الشيء ونقدة ، وفي الجانب التعليمي يكون النقد من خلال تربية الطلبة على اصدار احكام نقدية على كل شيء ، وفي الجانب الاعلامي يكون النقد من خلال الاخبار والمسلسلات والافلام المستهدفة بالصور المؤدلجة ، هذا بالإضافة الى النقد الشعبي والسوقي لكل مجريات الحياة اليومية ، طبعا اساس هذا النقد يكون على عدة اشكال منها ما هو نفعي بهدف التسويق ومنها ما يكون معرفي سياسي ، بهدف توصيل رسالة معينة لشريحة معينة من الشعب تكون الغاية منها الالهاء وذر الرماد بالعيون ولفت النظر عن قضايا نقدية كبيرة تهدد وجود السلطة ، فيتم صناعة صورة نقدية لحالة مجتمعية انية ، ويتم تسخير كل القنوات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي للترديد واعادة التدوير لهذه الحالة ، بهدف استدرار النقد الشعبي لها ، وبذلك يكون قد صرف النظر نقطة المحور .
ومن هذا المنطلق نعتقد ان الدخول في معترك النقد المتطرف، هو امر فيه نوع من العبثية السلبية ، اذاً ليذهب النقد الى الجحيم ، ولنعش حياتنا كما هي ، بكل ما تحمل من روافض ، بل علينا ان نتعايش مع هذه الحالة ، بنوع من الذكاء المبني على سياسة النقد الايجابي الموضوعي، البعيد عن التحيز والشخصنة ، مع الاستمتاع بالجوانب الجمالية دون ان مواربة بالحكم على تفاهات الامور، فلكي ندُخل السعادة والفرح الى قلوبنا ، يجب ان نفرح اولاً بالقيم الجمالية التي حولنا ، دون ان نطرق باب النقد السلبي ، فالطارق لهذا الباب سيحترق ويتمزق الماً في جحيم الوصف والتحليل والتفسير ليصل في النهاية الى اصدار الحكم بالقيمة على الموضوع ، دون موضوعية



#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)       Abdallh_Ahmad_Altamimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجحيم والنقد
- الصورة والخيال
- الحكم في جمهورية فيلدمان
- رسالة الى صديقي الفنان
- الفن والمعتقد
- الحقيقة بين الفن والعلم
- المحاكاة بين الفن والهويه في العالم العربي
- أثر الإمبريالية في العالم
- مفهوم الحداثة في الفن التشكيلي
- الفرق بين الاختزال والتجريد
- طريقة فيلدمان في النقد الفني Feldman method
- التحولات الفكرية في الفن الغربي منذ القرن الثامن عشر الى الم ...
- الثقافة الفنية والأمية البصرية في المجتمعات العربية
- أثر تدريس مادة التربية الفنية في مدارس المملكة الاردنية الها ...
- التأثير والتأثر في فكر ادورد سعيد


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله احمد التميمي - النقد والجحيم