عبدالله احمد التميمي
فنان وباحث
(Abdallh Ahmad Altamimi)
الحوار المتمدن-العدد: 5882 - 2018 / 5 / 24 - 02:46
المحور:
الادب والفن
النقد والجحيم
ان موضوع الجحيم ، ان لم يكن جذاباً ، هو أمر رائع على الاقل لدى شريحة كبيرة من الناس ، الذين يمارسون النقد على التوالي بشكل لحظي، وعلى التوازي بشكل يومي مع صخب الحياة العصرية ، وهذه الطبيعة البشرية مؤصلة ، منذ عصر الانحسار الجلدي الاول ، بل حتى انسان الكهوف لم يسلم من هذه الغريزة النقدية ، ولكن المثير للدهشة اننا ان لم نجد شيئاً ننقده ، نقدنا انفسنا ونقدنا اشكالنا وحياتنا ووقعنا وظاهرنا وباطننا ، حتى يصل النقد الى الظواهر الطبيعية والظروف الجوية ، وهذا بتأكيد بعد ان نكون قد قطعنا حاجز نقد الحكومة ، وارتفاع الاسعار والضرائب المتوالدة في كل صباح ، والنظام التعليمي والتربوي والفني والصحي وحتى التطور التكنولوجي، والجيل الجديد المتحذلق في الرقص على اجهزة الخلوي .
وعلى الرغم من ان مصطلح الجحيم مرتبط بالمفهوم الديني ، على انه شكل من اشكال الصور المعاكسة للجنة والسعادة الابدية ، الا اننا عندما نفكر بوصف رب العزة لجمهور اهل الجحيم نجد هذا الوصف مطابق لحالة اهل النقد في الدنيا ، فهم متمرسين بالجلد على جميع الأصعدة بما فيهم جماعة النقد الفني ، ونعتقد هنا ان من يمارس النقد بغزارة ، انما يدفع نفسة ومن حوله للدخول الى الجحيم في الحياة التي يعيشها ، اذا ليذهب النقد الى الجحيم ، ولنعش حياتنا كما هي ، بكل ما تحمل من روافض ، بل علينا ان نتعايش مع هذه الحالة ، بنوع من الذكاء ، والاستمتاع بالجوانب الايجابية والجمالية دون تحيز اناني او مواربة بالحكم على تفاهات الامور، فلكي ندُخل السعادة والفرح الى قلوبنا ، يجب ان نفرح اولاً بالقيم الجمالية التي حولنا ، دون ان نطرق باب النقد ، فالطارق لهذا الباب سيحترق ويتمزق الماً في جحيم الوصف والتحليل والتفسير ليصل في النهاية الى اصدار الحكم بالقيمة على الموضوع ، دون موضوعية .
#عبدالله_احمد_التميمي (هاشتاغ)
Abdallh_Ahmad_Altamimi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟