هادي جلو مرعي
الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 18:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قالت نملة
هادي جلو مرعي
الخوف من الطبيعة، ومن البشر، وسلوك الحيوانات ضرورة للإستمرار. فالنملة التي تخاطب مثيلاتها بأهمية الإنسحاب من الطريق الذي يسلكنه طلبا للمؤونة لتحاشي تقدم جنود الملك سليمان المعروف بقوته وسطوته ونفوذه المتعاظم، وتجنبا لعملية سحق غير منظمة، وغير متكافئة، وهي أشبه بمواجهة بين جنود يحملون الحجارة، وجنود يحملون الرشاش،هذه النملة كانت عاقلة وتمتلك رؤية ومعرفة بالأشياء وحركة الحياة بالنسبة للإنسان وللحيوان وهي تعرف من هو سليمان ومن هم جنوده وكان تحاشيها لهم نوعا من الحماية لأمة كبيرة تحاول البقاء.
يتحول الإنسان الى وحش كاسر مستغلا المال والتكنلوجيا والسلاح الفتاك والتطرف الديني لإخافة بقية البشر وإرعابهم وحملهم على مجاراة الطريقة التي يؤمن بها لأنه يراها ناجعة في إيجاد الحلول وإنهاء الازمات متجاهلا إن بقاءه هو يمثل قمة الأزمة وسوئها وأثرها المشين في النفس والوجدان،فيكون بنو البشر فريقين، أحدهما يمثل الشر والجبروت والثاني يمثل المستضعفين والمكبلين بقيود الإستعباد ولاثالث لهما لأن الطرف الثالث المهادن والمخادع هو طرف شرير فهو يهادن من اجل تحقيق مصالحه الشيطانية حتى لو أتت على مبادئه ودمرتها وجعلتها عرضة للخراب.
هذه الأيام وصل الإنسان الحديث الى ذروة الشر والطغيان، وصار القتل والحرق والتدمير والسرقة والنهب وإخافة الآخرين أمورا لاتثير مشكلة، ولاتسبب حزنا بعد أن تعودها الناس. فآكلوا لحوم البشر ومصاصو الدماء لايمثلون سوى تعبير عن حالة إنسانية منحرفة وشاذة بدأ المجتمع يعتادها لأنه يريد تحصيل حاجاته وضروراته بالقوة، أو بالإحتيال والسرقة والتملق والتحزب المقيت والتطرف والإعتقاد بصحة الإيمان لديه وبطلان مالدى غيره وفساده ويريد للآخرين أن يسايروه ويتملقوه على حساب مبادئهم وأخلاقياتهم ووجودهم الإنساني.
المجتمع الإنساني يسحق مثل النمل ويهان ويستبعد وتصادر حقوقه، ولم يعد شيء يحميه، لادين ولاقومية ولاحكومات ولاشرطة ولاجيش، فنوع من البشر مستضعف مهان ونوع مهادن، أو خنوع، أو مقاتل في صفوف المجرمين والقتلة ليتعودهم، ويكون مثلهم وداعية لوجودهم. وهناك جهات ومنظمات دينية لم تعد تستهدف الإنسان لإنتشاله من الفساد والجهل بل تركز على محاولة السيطرة على عقله بدلا من تحريره ليكون طائعا في خدمتها.
#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟