شمدين شمدين
الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:06
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في الربيع تنبعث الطبيعة من جديد ، لتبعث معها كل الوجوه المتعبة الحزينة ،في الربيع تلبس الطبيعة أجمل أثوابها لتهدي السماء الزرقاء عشقها وحبها الأبدي ،ومن اتحادهما معا تستيقظ الكائنات لترسم على خدود الورود الندية أشهى وألذ القبل ، هو ذا الربيع ابتسامة القدر لكل المعمورة ،لكل البشر الذين غزت قلوبهم رجفة وجليد الشتاء، فما عادوا يرون غير السراب والجماد والموت في كل مكان ، غير الحزن والأسى المصاحب لكل أغنية وكل تنهيدة ،يا ترى من هم هؤلاء الذين يكرهون الربيع والضياء، هؤلاء الذين يشيدون السدود والقلاع في وجه مياه الجداول والأنهار العذبة الرقراقة،و الذين دأبوا على محاربة النور والورد والزهور ،من هؤلاء وما غاياتهم أليس لديهم قلوب تعشق ، وعيون ترى الجمال والبهاء ،ألا يحبون الربيع والاحتفال بمقدمه ،ربما أصبحوا ينظرون إلى كل شيء من خلف نظاراتهم السوداء أو من خلف حجبهم السوداء ، ربما اعتادوا على العيش مع أهر يمان حيث الظلمة والشر يغليان في كل نبضة من نبضاتهم ، وكل كلمة تنطق بها ألسنتهم ،لماذا يا ترى لم يعرف بعد هؤلاء الطريق إلى اهورا مزدا روح الشمس الخيرة ،لماذا لم يتحسسوا الضياء والنور بعد ،كل الكلمات تبقى قاصرة عن فهم ماهية هؤلاء الذين يحاولون اغتيال الربيع ومن خلال اغتياله اغتيال اليوم الجديد أجل اليوم الجديد نوروز أويوم الضياء والشروق يوم الحرية والإتحاد مع عناصر الطبيعة الأربعة المقدسة النور والنار ،التراب والهواء ،وما يمثله هذا اليوم من رسائل حب وسلام إلى كل أبناء ادم على وجه هذه البسيطة ، نوروز 0000يوم الألوان بل كرنفال الألوان الذي ينبغي لكل الآريين ولا سيما الكرد خاصة أن يعيدوه إلى سابق مجده يوما للحرية في كل أوجهها ، يوما لحرية الكلمة في وجه الاستبداد والظلم التي دأبت على ممارسته القوى المتحالفة مع اهريمان حيث تعشش الظلمة والسواد، هذه القوى التي تعمل جاهدة على اغتيال كل ألوان الزهو الطبيعي ،وما فرماناتهم الأخيرة وشرورهم إلا حلقة صغيرة في هذه السلسلة الطويلة من الأعمال الخبيثة والظالمة بحق أبناء النار والشمس الذين يحاولون جاهدين مقاومة الظلمة بالضياء ومقاومة الشر بالخير والنماء ، نعم إن أنصار أهريمان ينبعثون من جديد ليبعثوا الخراب في كل مكان ،إنهم يكرهون لغة الألوان ،يكرهون الأصفر لأنه يرمز إلى الشمس والتي ترمز بدورها إلى الضياء الذي مازال في صراعه الأبدي مع السواد وما ينشره من شرور ،إنهم يكرهون الأخضر لأنه يمثل الطبيعة الجميلة ،لأنه يمثل الخضار والجمال ، ويمثل ضحكة الربيع الطويلة في مواجهة البكاء والألم والعذاب الذي يرسله إلينا المستبدون الكبار ، وهم أي أنصار اهريمان يكرهون اللون الأحمر وما يمثله من لون الشهادة الطاهر، ولون الورود الجميلة ،لون الحب للحبيبة، ولون العشق لتراب الوطن ،لون القلوب النابضة بالخير والسعادة في الوطن الأخضر الكبير الذي تحميه الشمس بوهجها الدائم ، إنهم يكرهون كل الألوان الجميلة حتى البياض وما يمثله من نقاء وصفاء وبراءة ، هذا الكره الذي ربما ولد معهم وكبر معهم ونمى في قلوبهم ولكن الكورد أنصار اهورا مزدا الكبير لا يرسلون غير الخير للجميع، ولا يقابلون الإساءة والظلم إلا بالضياء لذلك فهم سيعملون على جعل نوروزهم القادم كرنفالا للألوان الجميلة، ستردي النساء الكرديات زينتهن المزركشة والمتلألئة بالألوان الزاهية علهن يبعثن الروح والعشق في القلوب الراقدة في سباتها الأبدي ،علهن يبعثن مم وزين من جديد ويقمن لهما العرس الذي تاقت إليه روحاهما ، وفي نوروزنا هذا سنقيم لهما أجمل الاحتفالات وسنرسل لكل جيراننا الذين يكرهون الألوان ، سنرسل لهم أجمل الأثواب الكردية الملونة ليزينوا بها قامات نسائهم الطويلة ،وحتما ستبدون جميلات في الكراس الكردي وستبدون كالورود الحمراء المزدانة بالقفطان الأخضر والأشارب الأصفر ،وحينها سيغزو الحب قلوبهن وسيصبحن وأزواجهن وعشاقهن عشاقا لنوروز وللربيع الجميل ،وربما تلان القلوب ،وتهدئ النفوس، وترضى بالعيش المشترك على هذا التراب المقدس وفي أحضان الطبيعة الحالمة بالدفء والحب والسلام .
نعم إن نوروز قادم ،اليوم الذي تلد فيها الطبيعة ألوانها الرائعة ،وتبعث من شفاهها أجمل القبلات للأنهار الجارية والجبال الراسيات للبحار والشطئان ،للورود والحسان من النساء ،لحوريات الكرد التي وعد الله المؤمنين بها ،للحوريين ذلك الشعب الذي أوفد إلى مصر ابنته الجميلة وأوفد معها اهورا العظيم أو الشمس العظيمة لتنزع من قلب أهريمان وأحفاده كل الشرور ولتبعث شم النسيم على ضفاف النيل العظيم ،انه نوروز القادم على الخيول البيضاء الأصيلة يحمل في جعبته النور والحرية والبسمة لشفاه أطفال النار ،وأطفال الربيع ،انه عهد الإله هور أو خور الشمس لأبنائه الهورديين أو الكورديين بالعيش معا على الأرض المقدسة بين الفرات ودجلة بحب وسلام وخير ، عهد خوا أو هوا للعبريين والناهورم أو الناهارم (النايري) أن تكون الشمس والضياء حامية لهم ولديارهم وللخير بين جميع ساكني أرض الشرق المقدسة ،وحتى نكون نحن الكورد ( الهور-دو) جديرين بهذا الإله الذي من دونه لا تكون الحياة ،ومن دونه لا يكون الخضار والدفء ،والنار ونار العشق ، ونار الولادة ،ونور الخلق ، علينا أن نجعل من النوروز شعلة للحرية وكرنفالا لكل الألوان المنبثقة من أهورا (الشمس-أتون –م هرا –خوا –هوا )لكل العبر الخيرة التي نادى بها زرادشت وموسى وعيسى ومحمد ، وعلينا قبل كل ذلك أن نطهر أرواحنا مما علق بها من أدران وشرور وتفتت ،زرعها فينا خلسة أهريمان روح الشر ، وعلينا أن نجعل من عيوننا مرآة تعكس أشعة أهورا العظيم علها من جديد تبعث الحياة في الأموات وتبعث الحنان والرقة والسعادة في قلوبهم ليشاركونا نوروز الولادة بصدق وسلام.
#شمدين_شمدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟