|
ديباجة من أجل ميثاق نحو أمة مسلمة موحدة في إطار التنوع...
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 06:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحو أمة مسلمة عربية أمازيغية فرسية تركية كردية درزية إنسانية بلا تعصب طائفي و مذهبي و لغوي و عرقي ...
" عناصر الوحدة بين المسلمين في تراثنا المتنوع رغم كبواته كثيرة و لا تلغي الثراء و التنوع ..
و أسباب الفرقة من ضحالة فساد إستلاب فهوم و عقول قراء التراث و شراحه محققيه و ناشريه بين الناس ...
إجعلوا من العرفان أوالتصوف المستنير عند مختلف العرفانيين الكبار و المتصوفة الذين لم نتمكن من فهمهم لطغيان السياسي و الايديولوجي على العرفاني و المعرفي على قراءتنا لمنجزهم
اجعلا منه مرتكزا نظريا لتأسيس منظومة التحرر و الإنعتاق من كل أشكال الأسر و القيد نحو معانقة المطلق محررا من كل العبوديات و الإستلابات الأرضية...
نعم من تراث الحلاج و ابن عربي و السهروردي و الشعراني و القشيري و القاشاني و إسماعيل الهروي و ابن القيم و ابن مسكويه في الأخلاق
نبعث بقراءة مغايرة تؤسس مداخل للتحرر الإنساني من إستلابات رأس المال و الفساد في الكون و الأرض
فالصوفي له عقد طبيعي مع الأرض و المحيط و الطبيعة و الأكوان و الإنسان...
و اتخذوا من روائع ابن حزم في العدل الإجتماعي و الثورة على الظلم و المساواة و رفض تمركز الثروة بصفة فاحشة غير مبررة و لا معقولة نموذجا تكافحون به النظام المالي الدولي ....
و من روائع الشيعة ممن سوف أذكر أو لن أذكر موقفا رافضا و ثائرا لا منكفئا على ذاته مستقيلا ..
و اجعلوا من مقولات الإستكبار و الإستضعاف الشيعية من زمن الثورة الإسلامية الإيرانية و جزء من تراث و حكم الإمام علي رضي الله عنه الثائرة المستنيرة منطلقا للقومة على الإستبداد ...
و ليترك الشيعة اللطم و نعي التاريخ من أجل مصالحة تعلوا على الطوائف و السياسات و المظالم القديمة ...
و ليترك السنة لغة تكفير الشيعة ...
كفانا كربلاء و عاشوراء و لطم الصدور و محاكم التفتيش و ثقافة الكراهية ...
نقتدي بالحسين و الحسن و علي رضي الله عنهم و نترك أمر قتلهم لله ...
نقتدي بحكم عمر الفاروق و عدله و نحييه بيننا إلى جوار " روح القوانين " " مونتسكيو" و مكافحة شطط نزعات عولمة الحق و العدل اليوم ....
لنترك أمر الدماء التي تدفقت في أمة قد خلت فلله وحده الحكم و الأمر فكفاكم عنتريات على بعضكم بعضا ...
و ان شاءت بعض الدوائر العلمية ذات فسحة النظر العلمي بعيدا عن الغوغاء و مخابر الغرب أن تحفر فيها فليكن عملا أكاديميا بعيدا عن المهرجين و المؤدلجين غير أنني أعرف أن مصادقة التاريخ و تصديقه خرافة و فخ و مخاتلة و غباء.....
و اتخذوا من بعض مقولات الزيدية و أصول الشوكاني و رسائلة التي تحرر من التقليد المذهبي المنغلق و من فقه الإباضية و كتاب " النيل " و شرحه و أراء الشيخ طفيش تأسيسا لرفض الظلم و القهر و روائع نظامهم الإجتماعي و التضامني ...
و اجعلوا من بعض فقه المذاهب الأربعة و محنة أحمد ابن حنبل و سيف الحجاج المتسلط على أمثال سعيد بن جبير و دماء قام بسفكها محطة للثورة و العبرة ضد إستلاب الحكم و إستخدامه للسياسة بفحش
و بدل أن يوجه العلم السياسة حصل العكس و من هنا أسسوا لنموذج لا هو علماني و لا هو ثيوقراطي بل إنفصال مع تمفصل نؤسس له عبر " مبناوية " دقيقة و ندعو للتنظير له فلماذا السبات ...
استقيدوا من فقه الموطأ و أئمة المالكية و سادتهم و مذهب ابن القاسم و أعمال الشاطبي ففيها من المواقف الواضحة التي لا تترك إلتباسا طالما وجده البعض في بعض النصوص التي لا تعتبر وحيا مقدسا
فهي باعثة على القومة و الثورة على الظلم ما يغنينا عن المجاراة للحكام و تحريم الخروج عنهم ...
و خذوا من فقه الإمامية و الجعفرية و الشيعة و الصادق عموما ما يمكنه أن يكون متكأ لنهضة على الباطل و قومة على الفساد و تقويم للحكام بدل التقية و انتظارات هادرة للجهد كالمهدي المنتظر الإمام الغائب....
و استفيدوا من قومات بعض مراجع مفكري الحوزات و أضا من معارضي بعض أطروحات الحوزات مثل علي شريعتي لا حصرا و فضل الله و مرتضي مطهري و الطبطبائي و الأعرجي و تقي المدرسي ...الخ ما بين مؤيد و ناقد وموال و مصنم و مقدس و رافض للنقد و ناقد...
و اجعلوا من فقه الأحناف في الرأي و العقل و الإجتهاد في فهم النص و فقه الزواج و بعض التيسير الذي فيه ...
و فقه الشافعي الذي غير بمرونته مذهبه من قديم إلى جديد ففيه من عناصر الثورة على الظلم و تثمين الحرية ما يفيد إن قمنا بتطويره و مفهمته. تحيينه..
و في بعض كتابات أبو الحسن الماوردي و الطرطوشي و ابن الأزرق الأندلسي و الفارابي ...الخ ما يمكن أن يكون لبنة لفكر سياسي نطوره و ننهض به رغم زهده و قلة جودته...
خذوا من مدرسة الحديث و أحمد بن حنبل ما يغربل السنة أما حجية الأحاديث و مكانتها فاتركوها لأهل الدراية فهم أهل الرواية فالحجية شيء و السند اخر و المتن و علله مسألة أخرى...
و من الطوفي نقتبس كثيرا من الإفادات رغم اقتضابها و اختصارها و تجاوزها فيما تعلق بالمصلحة ...
سأتابع بياني و ديباجتي و مشروعي هذا الذي أدعوا فيه إلى الإنفتاح و التلاقي بين أطراف الأمة الواحدة على المستنير و المشترك و الراهني و المحين
مع تكوين فرق بحث رفيعة الدرجة متحررة من إستلابات التراث و قيوده و الدوران حول مسائله و تدويره تدوير المتخلف و المنغلق ...
ما يجمعنا كثير جدا في تراثنا رغم تناقضاته و عثراته و استقالة جزء منه عن واقعنا و تأدلج وتسييس بعضه و كثير من مساحاته المظلمة ...
لكن يفرقنا من يتعاطون مع هذا التراث بعقولهم الضيقة و أدواتهم المتجاوزة و مفاهيمهم المحنطة و روحهم الباهتة و نزعتهم التقليدية والتراثية الرهيبة ... ..
إنهم هم من يفرقوننا و ليست المذاهب السبعة و الطوائف و الملل و النحل و القوميات و الشعبويات ...
العقول الباهتة المسكينة المعطوبة التي تشدنا إلى الخلف و التي تتوهم أن لدينا ضحالة و جهلا و قصورا في فهم العلوم التقليدية الإسلامية و التراث العربي الإسلامي و النصوص و الفقه و الحديث و علوم القران
و من هم الشيعة و تاريخهم و أصول فقههم و عقائدهم و مرتكزات مذهبهم و السنة و و مفردات من نوع السنة و الجماعة و الجمهور والمذاهب العقائدية و الكلامية و الفقهية الخ
و قد غلب على الفرقة و النزاع و التقاتل و التلاعن و التكفير أن حركها اللفظ و الكلام موظفا من جهة السلطان الذي غلب على الخلافات
الأمر الذي حول الأمة إلى أمة لفظ لا معنى و أمة عبارة لا مقصد و أمة سطح لا عمق و أمة كلام لا عمل و أمة دار حرب و سلام .و كفر و إيمان لا دار إنسانية و سلام و سلم و محبة للإنسان ...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوهام البحث عند أساتذة الشريعة الإسلامية في الجامعات و غيرها
...
-
النص ضد النص / إسلام ضد إسلام
-
في تطوير العلوم الإسلامية و مقاصد الشريعة و أصول الفقه و الن
...
-
دوران الحكم مع العلة ..ابن تيمية و العقل
-
ملامح أولية لمشروع معرفي إسلامي حضاري إنساني - - الجزء الأول
...
-
فهم القران ..بداية البداية (2)
-
فهم القران ..بداية البداية (1)
-
كيف نصوم رمضان
-
إسلام عليك بخويصة نفسك ...خياركم خياركم لأهله..
-
العقل و الأنسنة و مفاهيم أخرى و مشكلة ضبط المفاهيم في نصوص ا
...
-
بوح وجودي إنساني ذاتاني عرفاني بمسحة الإناسي ....
-
في مقولة - التشكيل البشري للإسلام عند محمد أركون ..(1)
-
في الحيدري و أركون و اختراقات العلمانيين للفضاء الإسلامي الس
...
-
- أركون - في مراة - موران- .. (1)
-
ماضيهم و ماضينا / الدرس اللساني الحديث و اللغة و درسها البلا
...
-
في الماهية و الوجود : الوجودية المؤمنة و الوجودية الملحدة
-
في بعض مكر الإستشراق
-
العالم العربي و الإسلامي و شروط الإقلاع الضائعة / اضطراب في
...
-
التربية في الجزائر / منصات الإقلاع المعطوبة
-
ميشال دو سارتو ..فيش ..دريدا ..في السياقات العربية و الإسلام
...
المزيد.....
-
ابسطي عيالك ونزلي ليهم تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على
...
-
التردد الأحدث.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات وعربس
...
-
تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
-
نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
-
وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
-
أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا
...
-
رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى
-
الخارجية الفرنسية تدين تصريحات بن غفير واستفزازته بشأن المسج
...
-
فرح طفلك NOW.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل سات
...
-
زعيما المعارضة الإسرائيلية وحزب -شاس- يتحدون ضد بن غفير ويسع
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|