عمر عبد الكاظم حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 23:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تؤشر هذه الانتخابات التي جرت في ٢٠١٨/٥/١٢بوضوح تام إلى بداية زمن جديد زمن انحسر فيه المد الطائفي والقومي والاثني والعشائري وجميع الثقافات الفرعية بشكل جزئي مما يشكل بصمة امل نحو عراق جديد عراق يسير ببطى شديد لكن بامل كبيرعلى سكة الخلاص صوب الهوية الوطنية العراقية الهوية الجامعة ....
فنتائج الانتخابات تدلل بما لا يقبل الشك اننا أمام مرحلة جديدة مرحلة إعادة الهوية الجامعة والتي أسست لبناته الأولى ساحة التحرير في الحراك الجماهيري الذي انبثق من رحم المعاناة ضد سلطة توغلت بالفساد ودقت آسفين الكراهية والصراع بين مكونات الشعب الواحد إضافة إلى ولاءها الخارجي ..
تكلل هذا الحراك الجماهيري والحركة الاحتجاجية بالتحالف في قائمة واحدة هي قائمة سائرون والذي كان مادته الأولى العلمانيين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم والصدريين بزعامة السيد مقتدى الصدر..
خاضت هذه القائمة المعركة الانتخابية معتمدة على الخطاب الوطني ومتكئة على مطلبين اساسيين مطلب الطبقات المسحوقة والمحرومة من ابسط سبل العيش ومطلب الطبقات الواعية باسترداد الهوية الوطنية الجامعة هوية الأمة العراقية الهوية الكابحة للصراع بين مكونات الشعب الواحد إضافة إلى الماكنة الإنتخابية النشطة للصدريين فحصدت أعلى المقاعد البرلمانية .
أمام هذه القائمة خيارين إما تذهب وتشكل الحكومة بعد أن تتفاهم مع الكتل السياسية ويكون اختيار الحكومة ابتداءا من رئيس وزرائها وباقي الكابينة الحكومية من التكنوقراط إلى اقصى حد ممكن كما صرح السيد الصدر بتغريدته على تويتر قبل يومين...
او تحاول تأسيس مفهوم غاب عن العملية السياسية طيلة الفترة السابقة مفهوم المعارضة فتكون معارضة نافعة شرسة تراقب عمل الحكومة تحت قبة البرلمان ..
وبذلك ستحصد من معارضتها هذه أن شاءت أن تعتمدها كخيار استراتيجي تحت قبة البرلمان اعلى المقاعد في التنافس الانتخابي القادم لمجالس المحافظات وبالتالي اذا عملت بجدية وإخلاص في مجالس المحافظات لما سيلمسه المواطن من خدمات تمس حياته مباشرتا ستحصد ضعف ما حصلت عليه من مقاعد برلمانية في هذه الانتخابات او ربما اكثر مستقبلا في الانتخابات المقبلة لعام( ٢٠٢٢) .
بدون هذين الخيارين ستفقد هذه القائمة بريقها وزخمها ومناصريها وسينفرط عقدها مستقبلا .....
#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟