عامل الخوري
الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 21:27
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الجزء الثاني من ذكريات
كما قلت سابقاً …………للذكريات بقية …
لم يعد الامر يحتمل ، النوم على مصطبة ابي نوآس ، و خلال تجوالي غير المنقطع في تلك النهارات ، صادفتني الكثير من البيوتات قيد الإنشاء ، بالصدفة في حي العامل ، دققت في المكان نهاراً ، شعرت بشئ من الأمان في تلك المنطقة . ذهبت الى السوق و أشتريت مترين من الخام الأسمر ، وعدت الى تلك المنطقة بعد ان شخصت بيتا غير مكتمل مكون من طابقين ، دلفت الى الطابق الأعلى بعد ان أنهى عمال البناء يوم عملهم ، وقبل ان تبدأ الكلاب السائبة نباحها ربما ينكشف امري ، فرشت قطعة الخام وتمددت على الارض الاسمنتية و حذائي مخدتي ، لا اعتقد انني استطعت إغماض عيني ، فلا بد لي ان انهض وأغادر قبل بدء قدوم العمال ، وهكذا ، هنا استخدمت ذات البيت لليلتين متتاليتين ، من ليالي الشتاء القارص .
عصرت ذاكرتي ،،،، نعم ، كان لأخي الكبير ، حارث ، صديق ، كان شيوعياً يوماً ، ترى هل مازال كذلك ، هل يستطيع ان يقدم لي شيئاً و ظروف الاٍرهاب في اعلى درجاتها ، لابد لي ان احاول ، في كل الاحوال ، اذا لم يسطع مساعدتي فأنه قطعاً لن يشي بي .
كان لهذا الصديق ، محلاً للحدادة في حي الشعب ، لكنني لا اعرف المكان بالضبط ، كنت قد زرته يوماً ما مع حارث ، ولكني. سأحاول .
ركبت أحد الفورتات ( كما كانت تسمى باصات الفورد الصغيرة )
بأتجاه حي الشعب ، من الرصيف الذي توقف هناك الباص ، نزلة ترابية بأتجاه محال صناعية متبعثرة هنا و هناك ، و انا احاول ان أرصد شيئاً ، شخصاً ، و في ذات الوقت حذراً جداً و متهئ لإطلاق ساقيّ للريح اذا حصل ما حصل او كان المكان لسبب ما مراقب .
سمعت صوتاً ، لم اصدق أذناي ، هاي وينك ، انتظرت قدومك منذ اليوم الاول ، التفت اليه مذهولاً ، نعم ، هو صديق أخي من يناديني قائلاً ، لقد و وصلت ، الحزب ينتظرك ……… بدأت مرحلة جديدة في حياة النضال و حياةالعائلةً.
للذكريات بقية
عامل الخوري
#عامل_الخوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟