أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!














المزيد.....

الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


تواصلتُ طوال فترة ما، اقرأ للشاعرة نرجس الجبلي، ومالفت نظري هو بروز (الانا) في هذه الاشعار، اضافة الى جمالية الحرف والايقاع الخليلي المنسجم مع المعنى، فالانا خطاب سؤال الذات ويرجع الى المدرسة الرومانسية، التي تميل الى النزعة التأملية والهروب من الواقع الى عالم بديل في الطبيعة والخيال، والبحث عن عالم مفعم بالحب والحرية والنغم، وكانت الشاعرة الجبلي متمسكة الى حد ما بالحرية، كي تعيش حياة عالمية روحية تمقت الخصوصية الضيقة، (وتنتقل من الذات النفسية إلى الذات المتعالية. وهذا ما يجعل الذات تتسم بالثبات والتشابه من خطاب إلى آخر، وتقود إلى فكرة الهوية الفردية الموحدة التي تؤلف المعنى، ولذلك فعليها أن تتراجع في النقد لمزيد من الموضوعية)، والحقيقة الانطلاق من الذات واليها، لم يكن بالبعيد عن الموضوعية في الطرح، رغم الهروب من الواقع واجتراح عالمٍ آخر، قد يكون اكثر حرية من الواقع .. تقول الشاعرة الجبلي :
(فوقَ ثغري جناحُها مُسْتَبِدٌّ
فوقَ هُدْبي وفوق شَعري المُطلِّ
كنتُ أُوصي الفَراشَ إيّاكَ مِنّي
زفرتي النّارُ....ليسَ لثمي مُسلّي)

وهذا شبه تحذير لان تكون لوحدها، تمارس نشاطها الحيوي، وهو خطاب موجه للفراشة تارة، وتارة اخرى لغيرها بدليل قولها :
(كنتُ أُوصي الربيعَ...دعني وشأني
قدْ أرُجُّ المناخَ فصلًا بِفصْلِ
كنتُ أقْتاتُ بالبراكينِ ...عُذْرًا
زارَني العشقُ بارِدًا ...صارَ يغلي)

وهنا تحاول انسنة اشياء الطبيعة، مثلما هو خطابها للربيع (كنت اوصي الربيع ... دعني وشأني)، و(قدْ أرُجُّ المناخَ فصلًا بِفصْلِ)، ومن انفعالها وثورتها، صار العشق يغلي حين زارها، بعدما كان باردا، وبالتالي أي حصيلة المعنى ان الحب صار من اهلها، بمعنى انها تنشد الحياة بالحب وليس غيره، لذا هي تترفع عن واقع لايخلو من زيف في علاقاته الاجتماعية او غيرها .. كان خطابها في قصيدة اخرى ايضا يتخذ الخطاب الذاتي في التعبير، كقولها :
(إنْ كانَ للتّحليقِ مَيْلي ...لا تَلُمْني
فمع النوارسِ قد جعلتُ اليومَ حرْفي)

فهي تهرب الى الطبيعة وجمالها وبياضها المتمثل بالنوارس المحلقة، وهذه رومانسية تحاول من خلالها الشاعرة التعبير عن اعماقها بنقاء وجمال، والرومانسية هي الرقة في المشاعر، وشفافية الإحساس، وصفاؤه، وحسن المعاملة المتسمة بالرحمة، والمودّة، والاحترام، والإحساس المرهف، ثم هي الأحاسيس الصادقة والجميلة التي تملأ النفس فتجعل من صاحبها شخصاً مميّزاً، وحنوناً، ومعروفاً برقّته، ورغبته الدائمة في نقل السعادة من ذاته الى الاخر .. واعتقد ان البعض ينظر للرومانسيه من منظور ضيق على انها هى مشاعر الحب بين الطرفين على الرغم من ان الرومانسيه لها معنى اشمل وادق من ذلك ، المرء قد يكون رومانسى لنفسه, لذاته، فالرومانسية مع شخص اخر..هى احد الاحاسيس الناعمة الرقيقة التى نشعر بها عندما يملئنا حب الحياة والاستمتاع بجمال الطبيعة، ان يتولد لدينا رغبة في الحب والجمال .. وكما هو واضح فان الشاعرة نرجس الجبلي، تحاول جاهدة ان تصل لهذا المعنى .. ومن هنا تقول :

(أنا لستُ أعبَأُ عندَ قتلي الآنَ ....فارْمُوا
بسهامكمْ ...فاليومَ قدْ طلَّقْتُ ضعفي
*
إنْ كنتُ أجْمَلَ ظبْيَةٍ عبرتْ فلاةً
لا ...لا تلمْ .....فعلى الجبينِ رشقتُ حتفي
*
فهنا بمملكةِ الحروفِ أهُزُّ سيفًا
ولأقْلِبَنَّ مع القصائدِ كلَّ عُرْفِ
*
إنْ كنتُ أستثنيكَ منهُمْ ...إنّ قلبي
رقصَ "الفلامنكو " بقيثارٍ ودُفِّ)

وقولها يدل على بحثها عن الجمال، كونها هي تقر انها جميلة، والجمال الذي تبحث عنه، هو تلك العلاقات الجميلة النقية التي تتمنى ان تسود بين البشر.. وهنا نلاحظ ان الرومانسيون، هم اقوى انواع البشر بصدقهم ورقة مشاعرهم، وليسوا اضعفهم والرومانسيين يتعاملون مع الحياة ببساطه وبصدق وبنقاء برغم انهم يعيشون احلاما، فالحب هو الحياة التى نعيشها والهواء الذى نتنفسه !، هو الشعور بدمنا يتحرك بداخل عروقنا، والشعور بالخيال هو الشعور بالوجدان، وبالتالي هو الشعور بجمال كل ما حولنا ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة مسار حميد الناصري، رغم الاوجاع تُسرج حلمها تحت سنبلة ...
- علي الفواز مثل حضورا فاعلا في الواح الغياب
- ليلى القواس في المحكمة الشعرية !!
- وسكتت شهرزاد، لكن الشاعر حبيب السامر لم يسكت !! /ديوان(شهرزا ...
- الكاتبة ذكرى لعيبي، الغياب وصراع البحث عن الذات ..!!
- الشاعرة اسماء صقر القاسمي، بين التراث ومحاكمة الذات ..!
- الشاعرة مها ابولوح، تتبنى الحزن المُبرر ..!
- الشاعرة ساناز داودزاده فر، تصنع حوارا شبه سري مع الاخر ..!!
- الشاعر رافد الجاسم، رومانسية بشكل كلاسيكي ورؤية حديثة ..!!
- الشاعرعبدالعزيز الحيدر ومحاولة ترويض اللاوعي للوعي ..!!
- الشاعر كريم الزيدي في كندا، مصطحبا الحزن العراقي معه..!!
- التشكيلية أفين كاكايى /رحلة البحث عن الوطن
- جنة عدنان .. موصلية ابداعها امتداد لحضارة بلدها
- الشاعرة حنين عمر/ورقصة الوهم
- الشاعر علاء احمد ، تتجلى معانيه بصور المفارقة
- الشاعرة رشيدة موني في صراع لاختراق المألوف
- افياء الاسدي : الشعر والحضور
- الشعر التلقائي والابتعاد عن الرقيب الاجتماعي في رؤية الشاعرة ...
- (حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس
- شمس تبريزي ورباعيات مولانا صراع مرير مع القبح الأرضي


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!