عيد ميلاد الوزيرة في بيت الشيخ!!!

مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 03:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يبدو أن إيقاد الشعلة أسس لمرحلة جديدة في تاريخ الدروز في إسرائيل، تتميز هذه المرحلة بانهيار كافة القيم التوحيدية والإنسانية التي نشأت على أساسها الطائفة الدرزية، ويحصل ذلك بمباركة "الرئاسة الروحية" التي باتت ذراعا تنفيذيا للمؤسسة الإسرائيلية في مشروعها الجديد لموضعة الدروز في خانة اليمين المتطرف.

من هذا المنطلق، أعتقد أن إقامة عيد ميلاد لوزيرة القضاء في بيت شيخ الطائفة ليس إلا البداية لمسلسل طويل من الانحلال الأخلاقي الذي ستشهده الطائفة خلال السنوات القادمة، وإذا كان هذا حال من يعتبرون أنفسهم أوصياء على القيم والأخلاق فمن العبث أن نلوم الجيل الصاعد إذا انحرف عن جادة الصواب.

لا شك أنه في ظل هذا الواقع المأزوم أصبح كل شيء مباحا لدى هذه الطغمة السافلة المتجردة من كافة المبادئ والتعاليم التي ترتكز عليها عقيدتنا التوحيدية، لذلك من اليوم وصاعدا علينا أن لا نتفاجأ من أي عمل غير أخلاقي يقدمون عليه، فمن يفقد هويته ويتنكر لأصله ويرتمي في أحضان أعداء مجتمعه لا يقيم وزنا لأي معيار ديني وإنساني.

والغريب في الأمر أنهم مهما فعلوا من قاذورات مخالفة لعقيدتنا ومذهبنا سنجد قطيعا يدافع عنهم ويبرر أفعالهم بحجج فارغة وادعاءات واهية، كأنهم يريدون القول إن ما يحق لهؤلاء الزعماء الفاسدين لا يحق لعامة الشعب، فلهم وحدهم الحق أن يتصرفوا وفقا لأهوائهم، أما باقي الناس فعليهم الانصياع لأوامرهم ونواهيهم بدون اعتراض.

لقد بات واضحا أن وظيفة هذه الشرذمة هي الاستثمار في تعميق الجهل لدى أبناء الطائفة الدرزية من أجل تثبيت هيمنتها على جميع مفاصل الحياة في المجتمع الدرزي، وهي تستخدم جميع الوسائل الشرعية وغير الشرعية في سبيل تحقيق مآربها المتمثلة بإبقاء المجتمع رازحا في مستنقع التخلف الاجتماعي والثقافي.

لعل أكثر ما يزعج هذه الزمرة الفاسدة هو الأصوات المنتقدة لنهجها الاستبدادي الذي أوصل الطائفة إلى الحضيض في كافة المجالات، لذلك تلجأ إلى أسلوب التهديد والوعيد من أجل إسكات أصحاب الضمائر الحية الذين يغارون على مصير طائفتهم ومستقبلها، ولقد غاب عن بال هؤلاء أن كل محاولاتهم البائسة لن تجديهم نفعا لأن عصر كم الأفواه ولى إلى غير رجعة.

#مهدي_سعد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات