معارك منتهية

كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5875 - 2018 / 5 / 17 - 17:32
المحور: الادب والفن
    

معارك منتهية

إن هذا والله
كل ما تبقى
على بطاح
ساحة وغى شرسة
~
قطع سلاح تالفة
كخرضة متناثرة
نهبتها المدافع
من كثرة الصد
والرد
والإقتحام
الشديد القوى
~
مع ثلة من جنود
ما زالوا إلى الآن أحياء
يرزقون
وإلى أجل غير مسمى
~
مع بعض عتاد
أضحت
خارج الخدمة
من منصات مدافع
وعربات مجنزرة
وأليات متهالكة
ما تزال عالقة فيها
قطع ونتف
وأطراف محطمة
مع مزق
من لحم جنود
مشوهة
نزعت عن عظامها
~
مع بقايا الحشوات المتفجرة
والمذخرة
بإطلاق نارمتواصل
ملقاة جانباً
على أرض معارك منتهية
~
مع حشد هائل من
المخازن الفارغة
ومن كل أنواع القذائف
~
مع فوارغ
حفظت
أزيز الرصاص
وعن ظهر قلب ~ فاغرالفاه
~
وهناك خوذ منقلبة على قفاها
خرقتها أصابات قاتلة
فأردت لابسيها قتلى
~
مع بقية باقية هنا
وهناك
من طلقات حية
في مخازن
لم تلقم ببيت النار بعد
~~~
في حرب
دارت ضدنا
ليست من صنع أيدينا
~
أم نحن لما نزل أسلاب
حق منزوع
و من طوق رقابنا
~
و مجرد قبيلة
نصبت خيام شتات
مع سباع البراري
تجوب
وفي سراب مزعوم
لم يتضح بعد
في دوامات الخضوع
~
لكننا والله نخلات ثابتة
لن ترجع القهقرى
أبداً
في هبوب الرياح
~
بل نحن
جذور راسخة
تثبت أقدام الأرض
مع الثرى
والتي تحرسها
ولا تدعها تتزحزح
قيد أنملة
تفريط بالفيء
~~~
أيها الساسة
اقتنعنا أخيراً
أن لحومنا
مع نزيف دمائنا
لم تعد ملكنا
~
ولكننا نحاول ما استطعنا
إلى إثبات وجودنا
سبيلاً
~
حتى بات من الضرورة القصوى
أن ننزع أنيابهم
وأظلافهم
عن نبش
وسلخ فروة رؤوسنا
بالحرب
قدر الإمكان
للدفاع عن النفس
~
وجعلنا من الجراح الأليمة
للدماء المسالة
والتي مزقت شمل
شعبنا
نصب تذكاري
من باقات زهو~ررر
فوق ضريح
شعب منبوذ
سبع سنين عجاف
بالفلاة الدولية

كمال تاجا

#كمال_تاجا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات