ثائر دوري
الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:30
المحور:
حقوق الانسان
في الأخبار أن قوات الأمن (الاسايش) التابعين للاتحاد الوطني الكردستاني قاموا بإطلاق النار على متظاهرين في مدينة حلبجة العراقية فقتلوا أحد المتظاهرين و جرحوا عشرة و ذلك أثناء إحياء الذكرى الخامسة عشرة لمجزرة حلبجة .
كان المتظاهرون يحتجون على نقص الخدمات ، و ربما انعدامها ، في حين أن المسؤولين كانوا ينوون إلقاء كلمات بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة للمجزرة . ثم قام المتظاهرون بتدمير نصب و إحراق متحف لذكرى المجزرة ( وكالة الخبار العراقية - مركز حلبجة لمناهضة أنفلة و ابادة الشعب الكردي)
بكلمات أخرى إن سبب ما حدث في حلبجة هو اختلاف بين أولويات المسؤولين و بين أولويات الشعب .........
يريد المسؤولون إلقاء خطابات أما الشعب فيريد خدمات . يريد المسؤولون إطعام الناس الكلام أما الشعب فيريد الخبز . يجتر المسؤولون الماضي و يلوكونه و يبنون القصور و الثروات على حسابه . أما الشعب فيريد الحاضر و المستقبل . و لأن أصحاب الماضي يملكون القوة و السلاح فهم يفتحون النار على أبناء الحاضر و المستقبل .
هذا الوضع لا يخص حلبجة فقط بل يمكن تعميمه على كل العراق بعد ثلاث سنوات من الإحتلال . فالطبقة السياسية التي جاءت على دبابات المحتل ما زالت تبتز الشعب بالماضي ، الحقيقي أو الموهوم . فإذا طالب الشعب بالكهرباء قالوا له المقابر الجماعية . و إذا احتج الشعب على تطبيق وصفات البنك الدولي قالوا له تذكر " الدكتاتورية " . و إذا شكا من انعدام الأمن عيروه بديمقراطية الأصابع البنفسجية التي جلبوها له ........الخ
نجحت هذه الوصفة بإسكات بعض الناس في البداية لكن يبدو من حادثة حلبجة أنها لم تعد تجدي نفعا ، و أن الناس قد تمردوا عليها لذلك لجأت السلطات إلى فتح النار عليهم . لذلك ننصح المسؤولين العراقيين بالبحث عن وصفة جديدة
تعتبر حادثة حلبجة صغيرة مقارنة بما يجري في العراق من أحداث جسام . لكن دلالتها كبيرة فهي تشير إلى أن الشعب العراقي سأم من كل ما يجري تحت سنابك الغزاة ، و من لم يتمرد بعد يوشك أن يفعل فهو لم يعد يريد أن يشتري بضاعة الخوف من الماضي . الشعب لم يعد معنياً بقصص الماضي لأنه يريد حلاً لمشكلاته اليومية التي ساهم الاحتلال و الطبقة السياسية الفاسدة التي نصبها لتحكم العراق في تفاقمها . فإذا ما طبقتنا هذه المعادلة ، معادلة حلبجة الجديدة ، على الجنوب العراقي يمكنكم بسهولة توقع الانفجار الآتي قريباً
#ثائر_دوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟