أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - شتاءٌ يغرد خارج وقته .














المزيد.....


شتاءٌ يغرد خارج وقته .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5870 - 2018 / 5 / 12 - 19:37
المحور: الادب والفن
    


كان شتاءً مربكاً ، يعيش في أزمةٍ ، غارقاً في الكسل .
بدأ ناعماً متقاعساً ، و سار في فراغٍ رهيبٍ بخطواتٍ بليدةٍ ، و عينين ناعستين ، و جسدٍ متوعكٍ .

تهاون كثيراً في تحقيق الآمال حتى تبخرت ، و تعثر مراراً حتى ضاعت الأحلام من إخفاقاته .
راهن عليه الكثيرون كما في كل مرةٍ - الفلاحون خاصةً - حينما يستلم زمام الأمور ، و يستولي على مقاليد الحكم . فهو يجلس على كرسيِّ السلطة أوتوماتيكياً في كل دورةٍ فصليةٍ لا بانتقائيةٍ .
الأنظار تتجه إليه بحذرٍ ، و يختلف عليه الكثيرون .
هناك من يراه يصنع الخير ، و يسهم في ولادة المجد . مقابل من لا يعقد عليه الآمال كثيراً .
على مبدأ ( المجرب لا يُجرب ) هكذا يقول البعض في بداية كل دورةٍ انتخابيةٍ .
المجربون منهم الفاشلون ، كما منهم الناجحون . منح الثقة للمجرب الناجح واجبٌ ، و حجبها عن المجرب الفاسد ليس خطأً .
نوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق كان فاشلاً و خائباً .
بعظمة لسانه اعترف : ( كل المسؤولين العراقيين فشلوا في أداء مهامهم ، و أنا واحدٌ منهم ) و مع ذلك عمل المستحيل ليستولي على كرسيِّ السلطة دون مداراتٍ أو خجلٍ . حتى أزاحوه عنوةً .
و ها هو يسعى للمرة الرابعة كي يجربوه ، رغم اعترافه الصريح أنه مجربٌ فاشلٌ .

نعم المجرب الفاشل يجب أن يُزاح ، أما النقي الصالح يستوجب إعادة انتخابه في دورةٍ جديدةٍ .
لكن دورات فصول السنة تختلف عن دورات الانتخابات .
كرسيُّ الشتاء محفوظٌ له ، لا مرشح سواه و لا بديل له . فهو آتٍ في كل دورةٍ فصليةٍ بالتعيين ، و قائدٌ مثبَّتٌ للأبد كطغاتنا .
لا مناص من مجيئه ، و لا مهرب من إعادة جلوسه على الكرسيِّ ، سواءٌ حسُن في أداء واجباته ، أم فشل ، و خذَّل من عقد عليه الرهان ؟!
و التباين الآخر هو أنه شتاءٌ واحدٌ و وحيدٌ ، لا أشتية تنافسه .
و هو الفاشل و الناجح معاً .
في بعض دوراته نشيطٌ متحمسٌ مقدامٌ مواظبٌ على فعل الخير بنزاهةٍ . و في بعضها الآخر مخاتلٌ مراوغٌ خائر القوى ، أداؤه ركيكٌ و ساقطٌ ، كما في دورته هذه .

ظنناه غادرنا و هو يحزم حقائبه للرحيل ، يجر أذيال الخيبة ، كطالبٍ فاته الوقت ، و قضى جل أيامه في اللعب و اللهو حتى يبدأ الامتحان .
لكن هيهات فقد فات الأوان ، و الوقت قد قطعه .
دروسٌ مكدسةٌ ، و صفحاتٌ لكتبٍ عديدةٍ لم يتصفحها البتة . فكيف تعوض في ليلةٍ واحدةٍ ، و الغد اختبارٌ ؟!

هكذا فعل شتاؤنا ، خدعنا بالاختفاء عن الأنظار ، ثم ظهر مجدداً مستجمعاً كل قواه ، لا ليخدِم ، أو يعوض ما فاته في الوقت الضائع .
بل ليعيث فساداً ، و يدمر و يقتل ، و يجرف كل ما يصادفه .

قرىً و بلداتٌ ذاقت طعم تجاهله و نسيانه ، شعوبٌ أُهملت إلى حد الفاقة .
كآبةٌ مفرطةٌ لحقت بنا ، و هوسٌ اكتئابيٌّ أصاب الفلاحين لانحدارهم إلى قاع الفقر .
الأرض نضب ماؤه ، فأصابها القحط ، و المزروعات ذبلت من العطش و يبست .
خسارةٌ قاسيةٌ خلفتها في وقت تقاعسك ، و فراغٌ ثقيلٌ تهاونْتَ فيه و ارتدعْتَ
هيهات ما تفعله أيها الشتاء في وقتٍ ليس لك الحق فيه .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كان حضن الوطن دافئاً ، لما هجرتَه .
- بعض المنظمات الإنسانية و الخيرية ، تخلو من الشفافية و النزاه ...
- صمت الليالي .
- لازالت ذاكرتنا بقضايا الكادحين تكتظ .
- متى تثقب أعينهم الأكمة ، ليروا ما وراءها ؟!
- بين الطموح و الطمع نرجسيةٌ عمياء ، و غرورٌ ساقطٌ .
- نحن من طوانا الدهر ، و التاريخ من صفحاته حذفنا .
- لن يستطيعوا محو ذاكرتنا .
- الحرب في سوريا لازالت في بداية شوطها الأول .
- الجهل كبرياءٌ هزيلٌ ، بلا تخومٍ .
- مجنماتنا لا تتوارث سوى التصفيق و الزغاريد .
- الخبيث المراوغ .
- في سوريا كل شيءٍ مستباحٌ .
- عفيفٌ يغلي غيظاً .
- الرؤوس الكبيرة تتناطح
- اليقظة المتأخرة خيرٌ من السبات الأبديِّ .
- الصمت أرحم من المواقف الكيدية .
- تحرير عقول الرجال أولى .
- انتهازيٌّ من الطراز الأول .
- القضية الكردية لب مشاريع التسويات الدولية .


المزيد.....




- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - شتاءٌ يغرد خارج وقته .