عبد الكريم أكروح
الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 08:49
المحور:
الادب والفن
مابعد الرحيل
سفر ممتد عبر المتوسط
يلتحم جسره بالأندلس،
وينتهي سره في الأراضي المنخفضة...
ها الأنهار المجمدة تحكي معنى البرودة،
ها تمثال سبينوزا و فان خوخ يغازلان مدن الجميلة،
و ها أنا مترنح في وجه السماء الملوث بالغيوم،
لكنني لم أستبعد مقولتي الأصل والغاية...
فهل تجاوزني زمن الحرية...أم تجاوزته؟
أم أنها مجرد حرق للمراحل...
من الرحيل... إلى مابعد الرحيل
من لحظة الحيرة...إلى سؤال الغد
من هذه الضفة إلى الأخرى
مني وإليكم... ومابعده...
الغائب
ما الذي أدخلني للغياب...
ذلك الضمير المتعب المستعصي على كلمة حرة ؟
المتوتر كحالة وجود غائبة؟
والمنتكس إلى منفى الصمت؟
أم أرغموني...
فكانت صلاة الغائب جائزة،
والإمام يقرأ:
بي... ولا عدوان إلا على الظالمين...!!!
أما بعد...
نحمده...
نشكره... على حليب البقر الهولندي ومشتقاته،
ولا سلام عليكم...
مني وإليكم... وما قبله؟
الصمت
لم يعد لي سوى هنينة تكاد تنغمس في الظلام...
سألت أحد الحاضرين الغائبين في الصلاة،
ماذا في جعبته ياترى؟
فأجابني متمتا:
لا عليك ، الصمت حكمة والكلام فتنة...
ترددت في خوض معركة المغفلين
ترددت في إظهار خشونة وعناد كلماتي...
ترددت ....
آه.....
ثم أه من بؤس الكلمة،
من عار المعنى واللامعنى...
وآه... من شرنقة أمكنة مأسات النفوس الضعيفة...
لا أخفي عليكم،
لقد تكدست أوهام المقرأ في عقلي
وقلت للحاضر الغائب :
صمتي حريتي...
صمتي عبثيتي...
صمتي لا يباع في مزاد العلني...
يكفيني صمت المنفى،
ولكم مني ما تبقى من هامش حريتي...
ع الكريم أكروح
مساعد تربوي – إجتماعي
#عبد_الكريم_أكروح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟